ريمان برس - خاص -
كثيرة هي الأسباب والدوافع التي تقف خلف حرب الإبادة الدائرة في " قطاع غزة"، التي عجز العالم عن إيقافها، رغم بشاعتها ووحشيتها، وقذارة وإنحطاط أساليبها، التي لم يسلم منها حتى "حليب الأطفال" الذي تحول إلى سلاح بيد قوات العدو، ناهيكم عن " الغذاء والدوا" وعجزت كل دول العالم عن إقناع العدو بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، ليس لأنها عاجزة، بل لأنها لاتريد، وترغب أن يحقق العدو أهدافه..!
فأستشهد العديد من الأطفال والشيوخ والنساء "جوعا" في القرن الواحد والعشرين، قرن الثورة التقنية، والتجارة عبر الأنترنت، قرن أصبح فيها بعض الناس في دول الغرب يسافرون للفضاء لقضاء اجازتهم، فيما العربي الفلسطيني، تنتهي حياته إذا فكر أن يغادر خيمته ليذهب لمركز توزيع المساعدات، التي حددتها دول العالم وبرعاية الأمم المتحدة، وبعلم قوات الاحتلال، التي وافقت علنا على خطة التوزيع المحدودة، ثم راحت تستهدف "الجوعي" ليستشهدوا جوعي وعطشي ومرضى، أمام أنظار العالم الذي اثبت إنه لا يقل إنحطاطا عن قوات الاحتلال..!
كثيرة هي الأهداف التي تقف وراء حرب الإبادة التي يشنها جيش العدو، بحق الشعب العربي المسلم في فلسطين، منها ضرب حواضن المقاومة، مع أن المقاومين في قطاع غزة، لم تجلبهم" أجهزة المخابرات الغربية والعربية" ليقاتلوا في فلسطين، كما فعلت وتفعل في بعض الدول العربية والإسلامية، لكن من يقاتل في فلسطين هم ابناء الشعب الفلسطيني، ومن يتصدي ببطولة باسلة وأسطورية وغير مسبوقة للعدو في غزة ويسجلوا ملاحم بطولية منذ بداية العدوان، هم أبناء غزة، أبناء الأمهات والاباء، الذين قتلهم ويقتلهم الاحتلال بآلته العسكرية المتوحشة، وهم أبناء واشقاء المقاومين الأبطال، والعدو لا تنحصر أهدافه في استهداف المقاومين، بل وحواضنهم واسرهم، أبنائهم وابائهم، أمهاتهم، وزوجاتهم، وشقيقاتهم و أشقائهم، أعمامهم وعماتهم، إنها حرب إبادة لشعب مقاوم، ورغبة العدو ليست التخلص من المقاومة وسلاحها، بل يريد التخلص من فكرة المقاومة، أي الفكر المقاوم وترسيخ ثقافة الاستسلام والتبعية والارتهان، وتبني ثقافة الاستلاب..؟!
ألم يطالب المجرم "نتنياهو" في بداية العدوان بتطبيق الاستراتيجية التي طبقت على "ألمانيا" بعد الحرب العالمية الثانية، على قطاع غزة؟!
ومع ذلك أعود وأقول، أن الهدف من حرب الإبادة في غزة، الذي يدخل في الوعي الصهيوني في بند "أضعف الإيمان" هو التغير الديموغرافي داخل فلسطين، الذي يمثل قلق للعدو بل كابوس يشغل بالهم، ويستحوذ على اهتمامات نخبهم السياسية، وتنهمك مراكز ابحاثهم الاستراتيجية، في البحث عن حلول لهذه الإشكالية _ التفوق الديموغرافي الفلسطيني على العدو..!
إذ وحسب اخر إحصائيات مراكز الأبحاث الاستراتيجية فأن هناك " 2.4" مليون فلسطيني في قطاع غزة، و " 2.6" مليون في الداخل الفلسطيني _عرب 48 _، و" 750" ألف في مدينة القدس، و " 4.250" مليون في الضفة الغربية..!
يعني هناك قرابة " عشرة مليون فلسطيني داخل فلسطين" إضافة إلى قرابة " سبعة مليون فلسطيني" " مهجرين" في دول الشتات سوريا، لبنان، الأردن، ومنهم "مهاجرين" في دول العالم..!
مقابل " 7.5 مليون مستوطن" داخل فلسطين، ومثلهم خارجها تقريبا، يعني كل " يهود" العالم إذا اجتمعوا لن يزيدو عن" 15 مليون " فيما تشير التوقعات أن تعداد الشعب العربي الفلسطيني بحلول عام 2050م قد يصلوا الي 30_35 مليون، فيما تعداد "اليهود "لن يتجاوز بحلول العام نفسه " 20 مليون " إذا سارع الكيان في تنشيط عملية " الإنجاب" في أوساط مستوطنيه، أو استقطبت جماعة " الحريديم" أفراد إلى" العقيدة اليهودية" من بين شعوب العالم، وهذا رهان غير مضمون في الحالتين، فأسر المستوطنين دون إستثناء جنسياتهم الأصلية القادمين الي فلسطين تحدد أنجابها بين" طفل الي طفلين" فقط، فيما نسبة" الإنجاب" بين الفلسطينيين تزيد في المتوسط عن " خمسة أفراد لكل أسرة"..!
إذا هذا القتل الوحشي، والرغبة في التهجير، يدخل أيضا ضمن نطاق هذه الحسابات الديموغرافية لدى العدو، الذي فعلا يواجه مازقا، وحاول مواجهة هذا المارق بداية بفكرة " الدولة اليهودية" وفكرة "يهودة الدولة، تعني يهودة المجتمع، وتخلي الكيان عن نظريته السابقة التي بدأ بترويجها عند بداية التأسيس باعتباره كيان" علماني ديمقراطي" وحينها طرحت للتداول فكرة" شعبين في دولة " و" دولة لشعبين " وأخذت الفكرة سنوات من الأهتمام والتداول حتى داخل المحافل الدولية، لدرجة أن " حزب العمل الصهيوني" أرتبط بعلاقة " صداقة رفاقية" مع العديد من " الأحزاب الشيوعية العربية" وكان شريكهم في" المؤتمرات الاشتراكية الدولية" التي كانت تعقد سنويا برعاية" الاتحاد السوفييتي" ودول المعسكر الاشتراكي..!
وظل هذا التقليد حتى انهيار الاتحاد السوفييتي..؟!
وقد فشلت كل محاولة " الاحتيال الصهيونية " هذه، حتى كشر العدو عن حقيقة أهدافه الاستيطانية برفع شعار " يهودية الدولة " بعد أن أدرك خطورة النمو الديموغرافي العربي وتنامي اعداد الشعب العربي داخل فلسطين وخارجها، فسعي يقدم حلولا تلفيقيه بدعم ورعاية أمريكية وعربية للأسف بهدف إسقاط" حق العودة " وكان هذا الحق من أهم نقاط الخلاف التي أدت إلى تنكر العدو لاتفاق " أوسلو" الذي وقعه الشهيد عرفات مع العدو، وفي يوم التوقيع وصف " عرفات" الاتفاق ب "الفخ" لكنه كان يردد دائما "اريد كيلو متر داخل فلسطين لنستقر فيه، ومنه إما أن نحرر وطننا أو ندفن فيه"..؟!
للموضوع صلة
3 يونيو 2025م |