ريمان برس -
#
عبدالغني اليوسفي
س. كيف ومتى من خطط لتقسيم اليمن ؟
س. متى رسمت اول خريطة لتقسيم اليمن ؟

لقد أثبتت التجارب عبر العصور أن تجزئة اليمن إلى كيانات شمالية وجنوبية، أو شرقية وغربية، لا يُعد حلًا لمشكلاته، بل يُفضي إلى تعقيدها. فمحاولة فصل الجنوب عن الشمال، على سبيل المثال، أفرزت تقسيمات داخلية جديدة، حيث يطالب أبناء حضرموت بدولة مستقلة خاصة بهم، رافضين الانضواء تحت لواء "الجنوب" الموحد.

مخاطر التجزئة المستمرة

ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فمن المتوقع أن تتوالى المطالبات بالانفصال، لتشمل المهرة وسقطرى، بل وقد يطالب سكان سقطرى بدولة مستقلة خاصة بهم. هذا التفتيت يُنذر بعودة "سلطنات الجنوب" و"ممالك الشمال"، وظهور دويلات قائمة على أسس مذهبية كالدولة الشافعية والزيدية. إن ترسيم الحدود في هذه الك الحالة سيكون محفوفًا بالصعوبات، وقد تشهد اليمن صراعات داخلية لعقود، على غرار ما حدث قبل الوحدة بين شطري اليمن لأكثر من عشرين عامًا.

الحاجة إلى الوحدة

إن اليمن، بتاريخه العريق ونسيجه الاجتماعي المتماسك، يجب أن يظل بلدًا واحدًا موحدًا. إن محاولات تقسيمه لن تؤدي إلا إلى تفتيت هذا النسيج، وتحويله إلى "شظايا" يصعب لملمتها. إن الحفاظ على يمن موحد وقوي، شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، هو الضمان الوحيد لاستقراره وازدهاره. فالتاريخ الحديث، وتحديدًا ما بين عامي 1900 و2000، يشهد على أن التجزئة لم تجلب سوى الحروب والصراعات.

اليمن: صخرة واحدة

إن اليمن أشبه بـصخرة واحدة متماسكة؛ فمدنها وقراها مترابطة بشكل وثيق. إن تقسيم هذه "الصخرة" يعني تحطيمها إلى أجزاء صغيرة لا يمكن التعرف على شكلها النهائي. لذا، يجب علينا جميعًا رفض أي دعوات للتقسيم، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، ليبقى اليمن شامخًا وموحدًا.


فكرة واسباب تقسيم اليمن :

تقسيم اليمن والتخطيط البريطاني:
توزعت اليمن في عهد الإمامة الزيدية والاحتلال العثماني في الشمال، والاحتلال البريطاني في الجنوب.
• تخطيط البريطانيين لتقسيم اليمن: بدأ التخطيط البريطاني لتقسيم اليمن في مطلع القرن العشرين (1900-1905) من خلال بروتوكولات واتفاقيات مع الزعامات المحلية في الجنوب، بهدف ترسيخ نفوذها وتقويض أي محاولة لتوحيد اليمن.

• الاتفاقية الإنجليزية التركية: تم التوقيع على "الاتفاقية الإنجليزية التركية بشأن حدود عدن" في عام 1914 لترسيم الحدود بين ولاية اليمن العثمانية ومقاطعات عدن التسع الخاضعة للنفوذ البريطاني. عرف هذا الخط باسم "الخط البنفسجي".

صلح الصداقة بين الإمام والبريطانيين في عدن:
• كان صلح الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا في 11 فبراير 1934 م.
• تم التوقيع على المعاهدة في صنعاء، ونصت على اعتراف بريطانيا باستقلال ملك اليمن، الإمام، استقلالاً كاملاً، وتأجيل البت في مسألة الحدود اليمنية.

مراحل تاريخية لليمن:
• الحقبة العثمانية الأولى: امتدت من 1538 إلى 1635 م. دخل العثمانيون عدن عام 1538 م، وبسطوا نفوذهم على عدن وتهامة.
• الإمامة الزيدية (الدولة القاسمية): استقرت الإمامة الزيدية كقوة مهيمنة في المرتفعات الشمالية بعد طرد العثمانيين عام 1635 م.
• الاستعمار البريطاني في الجنوب: احتلت بريطانيا عدن عام 1839 م، وامتد نفوذها تدريجيًا على المناطق الجنوبية الأخرى، وشهدت هذه الفترة تنامي الوعي الوطني والحركات المطالبة بالاستقلال حتى عام 1967 م.


تواريخ ومحاور مهمة:
• 1517 م - 2014 م: الفترة الزمنية التي يغطيها الفصل الثالث من النص.
• 1538 م: دخول العثمانيين إلى عدن بقيادة خادم سليمان باشا.
• 1538 - 1635 م: الحقبة العثمانية الأولى في اليمن.
• 1547 م: سيطرة القوات العثمانية على صنعاء.
• 1564 م: تولي رضوان باشا إيالة اليمن.
• 1567 م: اجتياح المطهر لصنعاء ومقتل مراد باشا.
• 1572 م: وفاة الإمام المطهر.
• 1583 م: اقتحام العثمانيين لصنعاء وصعدة ونجران.
• 1585 م: اعتقال الإمام الحسن ونفيه إلى تركيا.
• سبتمبر 1597 م: بدأ الإمام المنصور بالله القاسم بحشد الأنصار لقتال العثمانيين.
• فبراير 1620 م: وفاة الإمام المنصور بالله القاسم.
• 1627 م: معظم اليمن (باستثناء الموانئ) تخلص من حكم العثمانيين.
• مارس 1632 م: أرسل الإمام المؤيد بالله جيشًا للسيطرة على مكة.
• 1634 م: استعادة الإمام المؤيد لزبيد.
• 1635 م: طرد العثمانيين من معظم أنحاء اليمن.
• 1635 - 1839 م: فترة حكم الإمامة الزيدية (الدولة القاسمية).من اهم الاسباب .
• 1839 م: احتلال بريطانيا لعدن.
• 1900 - 1905: بداية رسم بريطانيا لبروتوكولات الحدود مع عملائها المحليين.
1914: توقيع "الاتفاقية الإنجليزية التركية بشأن حدود عدن