ريمان برس - **
**يا سيدي القائد،**
إنني أتوجه إليكم بنداء استغاثة عاجل باسم جرحى محافظة تعز الأبية وأسر شهدائها الأبرار، وأؤكد لكم باسم أبناء تعز الشرفاء، أولئك الذين لم يغرّر بهم العدوان الغاشم ولم يكونوا يومًا من المرتزقة، على ولائهم وصدقهم. في هذه المدينة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يكنون لوطنهم حبًا عميقًا تجسد في دمائهم الزكية التي روت هذه الأرض، وما زالوا على أهبة الاستعداد لتلبية أي نداء للواجب، ثابتين على الوعد والعهد.
يا سيدي، لا يساورنا أدنى شك في أنكم ترفضون رفضًا قاطعًا أن يصبح جرحى الجبهات، وأسر الشهداء الأبطال، وأوائل المنطلقين في ميادين الجهاد، الذين قدموا أغلى ما يملكون فداءً للوطن، عاجزين عن توفير لقمة العيش الكريمة لأطفالهم. إنهم اليوم يستغيثون بكم، وينتظرون منكم الإنصاف والرعاية التي يستحقونها.
**سيدي القائد،**
إننا نرفع إليكم هذه الكلمات من قلوبٍ شهدت بواكير الانطلاق نحو ميادين العزة، فكنا بحمد الله وتوفيقه في طليعة الصفوف، نذرنا أنفسنا وأرواحنا في سبيل الله والوطن. لطالما كانت ساحات الوغى خير شاهد على صدق هذا العهد وثباته، ولم نقدم هذا كله منًا أو استعلاءً، بل هو واجب قمنا به ابتغاء مرضاة الله ودفاعًا عن أرضنا وكرامتنا.
في تلك الظروف العصيبة التي تخاذل فيها المترددون، وتقاعس الخائفون حتى عن إظهار الحق أو اتخاذ موقف واضح، كنا بعون الله في مقدمة الصفوف، لا نخشى في الحق لومة لائم، ولم نعرف للتردد أو الخوف سبيلًا.
واليوم، سيدي القائد، نجدد لكم العهد والولاء، ونؤكد لكم أننا على ذلك الدرب سائرون، لم تعد مغريات الدنيا الزائلة تستميل قلوبنا، ولم يعد لدينا ما نخشى فقدانه بعد أن وهبنا أنفسنا وكل ما نملك فداءً لقضيتنا العادلة وإيماننا الراسخ.
نتطلع إلى استجابتكم العاجلة لنداء جرحى تعز الأبطال وأسر شهدائها |