ريمان برس - خاص -
نعيش في مرحلة حضارية بلغت فيها غطرسة أمريكا الذروة، وبدأ العالم يرفضها ويحاول إقناع أمريكا بالنزول من على شجرة الغطرسة وأن تعيش في الواقع بحجمها الحقيقي فهناك من أصبح أقوى منها وأكثر قدرة وأقتدار وتفوق عليها ، في المقابل أصبح هنا من العرب من لا يطيق وجود الكيان الصهيوني ويطالب برحيله وعودة الحقوق لأصحابها..!
في لحظة ماء استشعر الكيانين الأمريكي والصهيوني خطورة مواقفهما وخطورة بقائهما حيث يريدان البقاء، حدث هذا مع أولى ضربات المقاومة في معركة طوفان الأقصى، تلك المعركة التي لم تعني الكيان الصهيوني بل وتعني أمريكا التي ترتبط هيمنتها ببقاء الكيان الصهيوني وتراجع هيمنتها ونزولها من على شجرة الغطرسة يعني تراجع نفوذها، وتراجع نفوذ أمريكا يعني خسارة الكيان الدور والمكانة وقوة الغطرسة، وهذا يعني إجبار هذا الكيان على الاعتراف بحقوق الشعب العربي في فلسطين وإجباره قهرا وقسرا وعنوة على الخضوع للقوانين الدولية واحترامها رغم أنفه في عالم لم تعد فيه أمريكا صاحبة القرار والهيمنة على العالم..؟!
خسارة أمريكا للهيمنة والنفوذ، تعني خسارة الكيان للغطرسة وإملاء شروطه على دول المنطقة، ولهذا كان رد الفعل الأمريكي _الصهيوني على معركة طوفان الأقصى بهذا التوحش البربري والهمجي واللا أخلاقي واللا إنساني والمتمثل في حرب إبادة جماعية في فلسطين وعدوان إجرامي على سوريا ولبنان واليمن وتهديد إيران وتوعد العرب وتخويف انظمتهم ومنعها من تقديم أي شكل من أشكال الدعم لأشقائهم في فلسطين حتى في نطاق الجانب الإنساني من الدعم بعد أن جعل الصهاينة والامريكان من الغذاء والدوا أسلحة إبادة ضد الشعب الفلسطيني، وهو الإجراء الإجرامي الذي دفع صنعاء للانخراط في جبهة إسناد ازعجت العدو كما ازعجت أمريكا، وفيما حاولت أمريكا مواجهة اليمن منفردة بزعم الدفاع عن الملاحة الدولية التي لم تمسها اليمن، لكن امريكا لم تريد أن تعترف حقيقة بأنها تدافع عن الصهاينة في مواجهة اليمن ولهذا أعطت لعدوانها ذريعة حماية الملاحة الدولية في محاولة لاعطاء عدوانها شرعية دولية، وحين عجزت عن مواجهة صنعاء استدعت الي جانبها بريطانيا، وحين عجزت الدولتين جاءت طائرات الكيان الصهيوني لتقصف المقصوف وتدمر المدمر حاصرة بنك أهدافها في بني تحتية يمنية ومنشأت خدمية مثل المطار والموأني ومحطة الكهرباء ومصانع الأسمنت، ومتى كانت هذه المنشأت أهداف عسكرية إلا في قواميس الجيش الصهيوني والأمريكي..؟!
ما تقوم به (إسرائيل) اليوم في غزة وفلسطين والمنطقة وبرعاية أمريكية _غربية ومشجعا بصمت عربي رسمي وشعبي وصمت إسلامي رسمي وشعبي وصمت دولي رسمي مع كل احترامنا وتقديرنا لمواقف الشعوب الغربية التي كانت اكثر إنسانية من شعوب عربية إسلامية، أقول ما يجري هو محاولة صهيونية _أمريكية _غربية للإبقاء على هيمنة أمريكا عالميا وهيمنة الصهاينة على الوطن العربي..؟!
هي معركة _ الربع الساعة_ الأخيرة على (هيمنة أمريكا) و( غطرسة الصهاينة)، معركة تحاول فيها أمريكا ليس إفشال النظام الدولي الجديد وعالم متعدد الأقطاب، بل تحاول قدر الإمكان تأخير ميلاده بهدف منح الفرصة والوقت للكيان الصهيوني لترتيب أوضاعه في المنطقة وفرض أمر واقع سياسيا وجغرافيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا قبل أن تنزل واشنطن من على شجرة الهيمنة، وعلى أمل أن تمنح كيانها اللقيط أوراق يمكن أن يساوم بها العالم الجديد القادم ونظامه المتعدد الأقطاب..!
تدرك أمريكا انها تخسر وخلال معركة طوفان الأقصى أثبتت أمريكا انحيازها الأعمى للصهاينة وبررت رسميا جرائمهم وحرب الإبادة والتجويع ضد أبناء الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسوريا، وجاءت بعدوانها على اليمن ليس كما تزعم دفاعا عن الملاحة الدولية بل دفاعا عن الكيان الصهيوني وعن الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي التي اغلقتها صنعاء أمام الصهاينة، وربطت صنعاء مواقفها بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار وانسحاب قوات العدو منها.
تطور أحداث معركة طوفان الأقصى ومساراتها، مكنت أمريكا كيانها اللقيط من العربدة في غزة وفلسطين وفي لبنان وسوريا، وهددت العراق وفتحت نافذة حوار مع إيران بهدف التسوية السلمية معها، ولم يبقى أمامها سوي الجبهة اليمنية التي عجزت عليها أمريكا وبريطانيا، فدفعوا كيانهم اللقيط ليجرب حضه في تدمير بني تحتية يمنية مثل ( ميناء الحديدة، ومطارها، وميناء راس عيسي، ومطار صنعاء، ومصانع اسمنت باجل وعمران، ومحطات الكهرباء، في مناطق ذهبان، وحزيز، وعصر،) هذه المنشأت الخدمية التي لم تسلم من الاستهداف طيلة عشر سنوات من عدوان قوات التحالف بقيادة أمريكا، ليست أهداف عسكرية وليست إلا بني تحتية خدمية تقدم خدماتها للشعب اليمني وليست منشأت عسكرية، ويكذب من يقول ان ميناء الحديدة تستقبل أسلحة وكيف تستقبل أسلحة والبحر تسيطر عليه أساطيل أمريكا وبريطانيا؟ فيما المطارات كذلك لم تعود كما كانت في السابق ومطار صنعاء له وجهة واحدة هي الأردن وبرعاية أممية؟ ويكذب الصهاينة حين يقولوا ( أخرجنا مطار صنعاء عن الخدمة) لان مطار صنعاء قد خرج عن الخدمة في 2015م على يد قوات التحالف ودول العدوان، فيما مصانع الأسمنت تقدم خدماتها للشعب وليس لبناء قوالب اسمنتية وتحصينات فجبال اليمن لا تحتاج خنادق وتحصينات فهي محصنة على يد الخالق سبحانه وتعالى الذي حبا بلادنا بتضاريس جغرافية تغنينا عند الحاجة عن أي تحصينات من صنع الإنسان..
أن العدوان الصهيوني هو استعراض قامت به حكومة الكيان لطمأنة الداخل الصهيوني وأشعار هذا الداخل بأن حكومتهم قوية رغم ان المقاومة في قطاع غزة مرغت جيش وأجهزة هذا الكيان بالتراب وإهانة كرامته وكرامة قادته ومسؤلية ورغم وحشيتهم وهمجيتهم في غزة والدمار الذي خلفوه في القطاع والضفة إلا انهم فشلوا في هزيمة المقاومة، لذلك يتجه الصهاينة للبحث عن ممكنات انتصار وان وهميا في سوريا ولبنان واليمن وأن كانوا قد نجحوا في بعض النطاقات فأنهم حتما لن ينجحوا في اليمن لأن المقدمات تدل على النتائج والمنشأت التي استهدفها العدو تؤكد إفلاس هذا العدو ويمكن استخلاص هذه الحقيقة من تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني التي تثبت أن الهدف هو استعراض قوة من ناحية ومغازلة أمريكا من ناحية أخرى، ورسائل حاول إرسالها لطهران واتحدى الكيان وجيشه ومعه أمريكا أن يتوجهوا بطائراتهم نحو طهران لكي يثبتوا إنهم الأقوياء.. نعم اتحدى الكيان ومعه أمريكا وترمب التوجه نحو طهران أن كانوا جادين وعلى يقين ان صواريخ اليمن هي من إيران؟!
للموضوع صلة |