الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 27-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -
بداية أعتذر لكل الاطراف التي قد أشير إليها هناء وأجزم أن موقفي من أي طرف ليس نابعا بدافع من كره او حقد او إزدراء ، بل انني أحترم الجميع وأعترف بحقوق الجميع وشرعية الكل ، لكن في المحصلة نحن في وطن ونريد هذا الوطن أن يستقر وان نتوحد جميعنا فوق أرضه وتحت شمسه وسمائه وان نقبل التعايش فيما بيننا ، كما عشنا قبل هذا قرون مؤغلة ، علينا التسليم بحقيقة العيش المشترك ، وحقيقة وحدة الهوية والمصير ، وكذا الاعتراف بحقوق بعضنا وحق بعضنا في الحرية والكرامة دون تهميش أو إزدراء أو ان يفرض بعضنا قيمه ومعتقداته على بعضنا الاخر ..
نعم تفرض علينا قيم المواطنة ونواميسها واعرافها وتقاليدها الراسخة ، ضوابط يجب أن لا نحيد عنها تحت أي مسوغ أو مبرر أو ذرائع ، فحقوق المواطنة أولا وتجذير قيمها واخلاقياتها ،ثم ترسيخ حقائق الهوية والانتماء ، ثم التوافق على ( عقد إجتماعي ) ليس ملزم وحسب بل و ( مقدس) ..( عقد إجتماعي ) يكفل لنا وبكل شرائحنا وطبقاتنا حقوق وواجبات متساوية وعادلة .
بعيدا عن الشعارات والايدلوجيات العقائدية سماوية كانت أو أرضية علينا أن نتفق بأن الدين لله والوطن لنا جميعا ، والدولة والنظام مهمتهما حماية وحراسة الإخلاقيات العامة وفق الثوابت والقيم والمفاهيم الدينية ببعدها الإخلاقي والسلوكي ، بمعنى ان الدين يعطي الدولة والسلطة الحق في ضبط وردع قاطع الطريق والقاتل وهاتك العرض ومقلق السكينة ، ويجب ردعه وفق نصوص موثقة في العهد ( المقدس _ الدستور ) الذي به نتطور وبالالتزام الحرفي بنصوصه المتفق عليها من أصحاب المصلحة الحقيقية وهم الشعب بكل فئاته وشرائحه ومكوناته ونطاقاته الجغرافية والثقافية والمذهبية ..بتوضيح ادق لا يمكن ان تحكمنا مجموعة ( دينية ) او مجموعة تتخذ من الدين عكازا وشماعة للسيطرة والأستبداد ، فالتسليم بحكم مجموعة ( دينية ) بذاتها ، تعني التسليم بسيطرة ( مذهب ) بذاتها ، والتسليم بهذا المنطق يعني إستحالة بناء دولة أو وطن ، أو العيش في كنف الأمن والاستقرار ..!
نريد دستور نتفق عليه ونلتزم بتقديس نصوصه ، دستور يكفل لكل مواطن حقوقه وواجباته ، ويكفل له حريته وكرامته وسيادته ، بعد ان نتفق على هذا العقد الإجتماعي ونحترم حد التقديس لنصوصه ، بعدها لأيهم من يحكمنا ( ملحدا ) كان أو ( موحدا )..
فان حكمنا ( موحد ) لن يدخلنا الجنة ، وان حكمنا (ملحدا ) لن يخرجنا من الجنة ، فقد وجد بيننا وبينه عقد إجتماعي ان التزم به وقرناه وان انحرف عنه ازحناه ، لكن مستحيل علي ان ازيح حاكم ولاه الله ليحكمنا ، او حاكم ولاه رسول الله علينا ..!!
بمعنى أوضح لم يعد مجديا او نافعا من ياتي ليفرض عليك سلطته بقوة السلاح ثم يقولك ساحكمك ( بكتاب الله أو سنة رسوله ) ، ثم ياتي اخر ويكفر من سبقه بالسلطة ، ويزعم إنه ( المسيرة القرآنية ) وان الله اصطفاه وخوله ان يحكمك وان ينتصر لدينه ويعيد تصحيح الهوية الدينية وفق رغبته وكما يريدها هو ، في عالم مذهل بتحولاته وتطوراته وقيمه التي لا يجب ان نتخلف عنها ، ولكن يجب تطويعها وفق مقتضيات حاجتنا وتراثنا وثقافتنا ..نعم لا نحتاج لأن ( نسيس الدين ) بل علينا واجب إلزامي وهو ( تدين السياسة )..والمؤسف ان أصحاب المشاريع الدينية لا يحملون مشاريع حضارية نهضوية تحاكي قيم ومتطلبات الدين وجوهرة رسالته وغايته ، فالدين دين التقدم والتطور والتنمية والتحضر ، وهو دين يحثنا على العلم والمعرفة واستلهام القدرات الإبداعية وتشجيعها ، وكل هذه القيم مغفلة من قبل أصحاب المشاريع الدينية الذين حصروا أهتمامهم في تكريس قيم وثقافة الاستلاب والطاعة العمياء والتبعية المطلقة لهم وتلك صفات لم يأمر بها الدين ولم يوصي بها رسوله الكريم ، وليس لها علاقة بالكتاب والسنة ولا علاقة لها بتعاليم السماء ، ولكنها إبتكار المتسلطين باسم الله او الذين يزعمون إنهم وكلاء الله في الارض ، مع ان الله سبحانه وتعالى لم يمنح هذه الصفة لرسوله الكريم وهو القائل سبحانه مخاطبا رسوله ( عليك البلاغ وعلينا الحساب ) والقائل سبحانه ( لست عليهم بمسيطر ) والقائل ( لا لوم عليكم اليوم قد تبين الرشد من الغي ، ) وهوالقائل ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ، وهو القائل سبحانه ( افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ،
على ضوء ما سلف لم يعد فرض السلطة والحكم بالقوة عملا مجديا في القرن الواحد والعشرين ، ولا حتى كان مجديا في القرون السابقة ، بل كان في السابق هناك اعتقاد عصبوي واهم أستوطن جماعات المسلمين الذين انقسموا فيما بينهم ليس على الدين ولا على الله ولا على كتاب الله ولا على رسول الله ، بل اختلفوا على ( الحكم والثروة والنفوذ والتسلط ) ومن يجب ان يتولى الحكم والسلطة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وهو الخلاف الذي ندفع ثمنه لليوم وقد تراكمت ثقافته وتعززت خيارات أطرافه واعطى كل طرف لنفسه روزنامة من الإسأنيد والقصص والحكايات التي تبرر له قناعته وتمكنه من تعزيز روابط اتباعه وتلاحمهم بسرد كل القصص والحكايات عن قديم الزمن وعن مكانتهم عند الله والرسول طالما بقوا تحت سيطرة تأثير ( المرجعيات الصنمية ) التي نحرت الدين وقيمه والسيرة وتعاليمها واخلاقياتها مقابل ان تبقى سيطرتهم حاضرة في وجدان وعقول ( جمهور السمع والطاعة ) الذين تراهم شبه مخدرين بقيم ومفاهيم ظالمة وبعيدة عن تعاليم الدين وقيمه ..!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)