الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 10-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -

منذ قررت اليمن مغادرة ليل الأأئمة القاتم والحالك السواد ، كان قرار اليمن متزامنا مع وجود صراع جيبوليتيكي وجيوسياسي أطرافه مصر عبد الناصر بما مثلته ثورة يوليو وقائدها القومي بكارزميته الإستثنائية وبوعيه المتقد والناضج والمتقدم وهو وعي لم يكن مجرد حصيلة قراة عابرة بواقع مصر والامة ورسالتهما وما يجب ان يكونا عليهما ،وكان الطرف الاخر في مواجهة مصر الثورة والوعي والتحولات هي القوى الإمبريالية والاستعمار وخلفهما كان ( الكيان الصهيوني ) الذي مثل ولايزل رأس حربة لهذه القوى الإستعمارية وطبعا إلى جانب هولاء كانت ولاتزل قوى الرجعية العربية بكل ما يتفرع عنها من إقطاعيات متعددة موزعة بين إقطاعيات دينية ووجاهية وتقليدية وسلالية وطائفية ومذهبية وعنصرية وقبلية ، وكل هذه الإقطاعيات تمثل أهم المقومات التي توظفها قوى الرجعية العربية الحليف التقليدي الراسخ لقوى الإستعمار والهيمنة ..
مع قيام ثورة ( سبتمبر عام 1962) سرعان ما أتجهت أسرة ( آل سعود ) نحو حلفائها محذرة من خطورة الثورة اليمنية والاخطر ولاء أن ثورة سبتمبر تحظى بمباركة ودعم من مصر عبد الناصر ، وأعتبرت ( الرياض ) التي ساهمت مع حلفائها في الغرب على إسقاط ( الوحدة المصرية _ السورية ) قبل عام من بزوع فجر الثورة اليمنية ، وبالتالي اعتبرت ( الرياض ) ان الثورة اليمنية جاءت تحديا لها ورد عبد الناصر على دورها في إسقاط مشروع الوحدة المصرية _ السورية ، وقامت بدور تحريضي ضد اليمن والثورة واعتبرتها خطرا يهدد وجودها السياسي ، وأيظا تهديدا مباشرا لمصالح بريطانيا والولايات المتحدة والغرب ، واكدت الرياض في رسالة مشتركة بعثت بها لكل من لندن وواشنطن ، تحثهما على التصدي لاحلام ( الثوار القومين ) وتحذر من مغبة التساهل معهم لارتباطهم بالشيوعية بل هم اخطر من الشيوعيين ..؟!!
واكدت رسالة فيصل لكل من امريكا ولندن ان مصالحهما مهددة بالخطر ومنها النفط والمستعمرة البريطانية عدن إذا لم يتحركوا لتطويق نفوذ ناصر وأتباعه في المنطقة ..؟!!
كانت السعودية قد بدأت أواخر العام 1964م على إستمالة عبد الله بن حسين الأحمر بصفته شيخ مشائخ قبيلة ( حاشد ) وكان قبلها عبد الله بن حسين الذي قامت ثورة سبتمبر وهو رهينة في أحدى بيوت الإمامة وحين قامت الثورة ولأنه ناقم على أسرة حميد الدين لقتلهم والده وشقيقه بعد قيامهم بالتهجم على قصر الإمام في صنعاء بغياب الإمام حيث هاجم حسين الاحمر وولده حميد ومعهم مجموعة قبائل وأجبروا ولي عهد الإمام محمد البدر بتسليم ما بقصر والده من الاموال تفاوتت الروايات حول حجمها ، وحين عاد الإمام من رحلته العلاجية لإيطاليا طلب حسين وولده حميد للمثول أمامه في قصره بمنطقة ( السخنة ) وهناك تخلص منهم بعدما تخلت حاشد ايظا عنهم خوفا من بطش الإمام ، ومع وصول طلائع القوات العربية المصرية لصنعاء لدعم الثوار تبنت هذه القوات عبد الله بن حسين على أمل ان تلتف حاشد خلفه في مناصرة الثورة ، وفعلا ظاهر عبد الله بن حسين بحبه للثورة ولمصر لكن في نهاية العام 1964م بدأ عبد الله بن حسين بالكيد للقوات العربية وللثورة بعد فشله في الإستحواذ على أملاك أسرة حميد الدين في عموم الجمهورية ثمنا لدم والده وشقيقه ..؟
كان حتى ذلك الوقت ( حسين المسوري ) هو رجل السعودية الاول وعميلها الابرز ، ومع إتفاق السعودية مع عبد الله بن حسين دشن الرجل عهده بجمع ( السبع القبل المحيطة بالعاصمة صنعاء ) ليصيغوا فيما بينهم حلفا مقدسا قائم على العصبية القبلية بغلاف جمهوري وبجوهر قبلي تعصبي طائفي وعنصري مقيت ..!!
وكان اول إنجاز هذا الحلف هو إسقاط حكومة المشير السلال وبسقوط حكومة السلال سقطت الثورة والجمهورية أو بالاصح أفرغتا من كل مضامينهما ، لتبدأ سطوة القبيلة المدعومة باموال آل سعود ، وليبدأ التفاهم الجمهوري _ المزيف _ مع الملكيين ، ويحصل عبد الله بن حسين على شرعية مصادرة كل املاك واراضي وعقارات اسرة حميد الدين في كل أراضي الجمهورية ، ومن ثم بدأ مسلسل التوغل السعودي في كل مفاصل السلطة والمجتمع القبلي والمؤسستين العسكرية والامنية تحديدا ..ويعبر عبد الله بن حسين عن ( دناة افعاله ) بعد انقلابه على الثورة وعلى مصر بقوله ( لا نرغب أن يحكمنا أبن ساعي البريد ) ؟! وكان يقصد به الزعيم جمال عبد الناصر ، كان عبد الله بن حسين قد ساهم باغتيال ( الزبيري ) الذي انشق عن جماعة الأخوان المسلمين وسعى لتأسيس حزب إسلامي تحت قيادته واطلق عليه أسم ( حزب الله ) ولكنه اغتيل في منطقة ( برط ) بعد مهرجان خطابي ، وقد اغتيل فيما كان عبد المجيد الزنداني يقف إلى جواره وقد تم أعتقال الثلاثة الأفراد الذين نفذوا مهمة اغتيال الزبيري وإيداعهم ( قشلة أو سجن عبد الله بن حسين في منطقة خمر ) لكن عبد الله بن حسين أصدرا بيانا بعد ثلاثة أيام بهروب ( الجناة ) ولا يزالوا هاربين لليوم ..؟!
وكان عام 1967م هو ميلاد جمهورية عبد الله بن حسين ووآد جمهورية الشعب اليمني وأستمرت الحكاية حتى اليوم ويعود الفضل بهذا للنظام السعودي الذي وفق في اختيار كبير العملاء واخطرهم ولم يكن هناك منافس لعبد الله بن حسين سوى محمد خميس الذي صفى وبأوامر من الاحمر كل خصومهم وانتهى به المطاف ان يرحل مقتولا ولم يكترث به احد ، ولكنه رحل بعد تصفية حملة المشروع والهوية ممن حاولوا تأسيس دولة يمنية حقيقية، ومعه عبد الله الاصنج ، فالأحمر كان يختار فريق العمالة والخيانة بعناية ، ويضحي ببعظهم غالبا خاصة ممن كانوا من خارج نطاق الدائرة العصبوية التي يسيطر عليها ويتحكم برموزها وكان يتخلص عادة من العملاء الأذكيا وذوي الطموح للسلطة ..
النظام السعودي طبعا لم يحصر توغله في مفاصل سلطة صنعاء بل اخترق ايظا مفاصل النظام الديمقراطي في الجنوب بصورة مباشرة او عن طريق المخابرات البريطانية الاكثر حظورا في مفاصل المجتمع والنخب الجنوبية ..؟!!
يتبع ..

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)