ريمان برس - متابعات - أسهم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن الذي يعد أحد التجارب الرائدة في العالم العربي، ولما يزيد عن عقد من الزمان في تقديم الدعم للمعاقين في مجال الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية والتوظيف وخدمات التعليم.
وبهذا الصدد، قال عبدالله الهمداني، المدير التنفيذي للصندوق، في حديث للشرفة إن الصندوق أتاح للمعاقين الاشتراك في نطاق واسع من النشاطات حيث "أعاد الثقة لهم بأنفسهم وكشف عن قدراتهم ومهاراتهم".
وأضاف الحمداني أن الصندوق يسعى لزيادة عائداته موضحا أن الميزانية الخاصة به لم تشهد أي تغير منذ إنشائه في 2002، بينما تضاعف عدد المستفيدين من خدمات الصندوق.
موقع الشرفة زار الهمداني في مكتبه للحديث عن الصندوق وخدماته وإليكم حصيلة الحوار:
الشرفة: ماذا عن نشأة الصندوق ومن أين يحصل على دعمه المالي؟
عبدالله الهمداني: لقد أنشئ الصندوق عام 2002 بهدف رعاية وتأهيل المعاقين، وقد مثّل قفزة نوعية وهامة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسساتهم فضلاً عن كونه التجربة العربية الأولى والمميزة في هذا المجال.
منذ أن أنشئ الصندوق، ارتفعت معه وبمرور سنينه العشر أعداد المستفيدين من خدماته في مختلف المجالات إلى أكثر من 170 ألف معاق ومعاقة. وفي ذات الوقت ارتفعت أعداد المراكز الحكومية والجمعيات والمؤسسات والمنظمات المدنية العاملة مع المعاقين إلى نحو 130 جمعية ومركز خدمي في عموم محافظات الجمهورية.
ولعب صندوق رعاية وتأهيل المعاقين دوراً أساسياً وحيوياً في حياة المعاقين حيث أعاد الثقة لهم بأنفسهم وكشف عن قدراتهم ومهاراتهم وأبرز إبداعاتهم.
والصندوق يحصل على موارده من رسوم رمزية فرضها القانون على بعض المنتجات مثل السجائر. لذلك الصندوق أعد مشروع قانون من أجل زيادة موارد الصندوق، وهو حاليا في مجلس الوزراء لإقراره وتحويله للبرلمان.
الشرفة: ما هي أهم الخدمات التي يقدمها الصندوق في مجال الرعاية الاجتماعية؟
الهمداني: إن الصندوق يقدم خدمات الرعاية الاجتماعية بمختلف جوانبها، ونال محورا الصحة والتعليم جُل الاهتمام والعناية بمراحلهما المختلفة، ابتداءً من التشخيص والتدخل المبكر وصولا إلى التأهيل والتدريب، حيث استفاد في هذا المجال أكثر من 49500 معاقاً ومعاقة.
وتتمثل الخدمات الصحية المقدمة خلال الفترة المنصرمة بالعمليات الجراحية الكبرى والصغرى، كجراحة العظام والمفاصل، العيون وزراعة القرنية وسحب المياه البيضاء والزرقاء، تقويم العظام والتجميل، وكذا عمليات القلب والقسطرة، والعلاج في الخارج، والعلاج الطبيعي والوظيفي، إلى جانب توفير المستلزمات الطبية والدوائية.
وقد بلغ عدد الخدمات التي قدمها الصندوث في عام 2011 نحو 63 ألفا و130 خدمة.
كما يقدم الصندوق الأجهزة التعويضية والمساعدة للمعاقين والمتمثلة بالكراسي المتحركة، والسماعات الطبية، والأطراف الصناعية، والنظارات، والعكاكيز، والعصا البيضاء وغيرها، حيث بلغ إجمالي المستفيدين في هذا المجال 2256 معاق ومعاقة.
الشرفة: ماذا عن الخدمات التعليمية؟
الهمداني: إن التعليم يعد لبنة أساسية في مجال التغلب على التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، لذا أولى الصندوق هذا المحور أهمية كبرى حيث يقوم بتقديم الخدمات التعليمية وتوفير مستلزماتها لكافة فئات المعاقين من توفير المناهج المتخصصة للصم والبكم والمناهج الخاصة بالمكفوفين، وإعداد الفنيين العاملين بهذه المناهج المتخصصة وتوفير متخصصين في التربية الخاصة للمعاقين ذهنيا.
كما يقوم الصندوق بتنفيذ برامج لدمج المعاقين في المدارس الأهلية والحكومية مع المتابعة المستمرة والتقييم لعملية الدمج إضافة إلى تنفيذ برامج تأهيلية مكثفة في مجال اللغة الإنكليزية والكمبيوتر.
ويساهم الصندوق أيضا في دعم الطلاب المعاقين بالتعليم العالي -- ماجستير ودكتوراه. كما يملك الصندوق 500 باص في مختلف المحافظات، وهذا يعد الأسطول الأول في الوطن العربي تموله جهة حكومية، والباصات موزعة على الجمعيات للقيام بعملية نقل الطلبة من منازلهم إلى مدارسهم.
وقد بلغ عدد المستفيدين من الخدمات التعليمية 8475 شخص لعام 2011.
الشرفة: وما هي خدمات الصندوق في مجال التدريب والتأهيل؟
الهمداني: في هذا المجال يقوم الصندوق بتمويل برامج ومشاريع التأهيل والتدريب المهني والتعليمي والثقافي والرياضي والاجتماعي التي تقدمها المراكز الحكومية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال رعاية وتأهيل المعاقين مع توفير كافة متطلبات ومستلزمات تنفيذ هذه البرامج في المشاريع. وقد بلغ عدد الجمعيات الممولة من قبل الصندوق أكثر من 130 جمعية ومركز في عموم محافظات الجمهورية حيث يتم تمويلها لإقامة المخيمات الشبابية والرحلات الثقافية والترفهية مع الاحتفاء بالأيام والأسابيع الخاصة بالمعاقين.
كما يقوم الصندوق بتوفير آلات ومعدات وأدوات التأهيل المهني وتنفيذ دورات تدريبية لرفع الكفاءة الفنية والإدارية للعاملين في مجالات التعليم الفني إضافة إلى تمويل نفقات المشاركات والفعاليات والمسابقات الرياضية الداخلية والخارجية.
الشرفة: يقوم الصندوق بخدمات التأهيل والتعليم. فهل تقومون بدعم المعاقين المؤهلين في مجال التشغيل والتوظيف؟
الهمداني: هناك تنسيق وتعاون كامل ودائم بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين ووزارة الخدمة المدنية والاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين، نجم عنه توظيف 750 معاق في مختلف أجهزة الدولة.
الشرفة: وأخيرا ماذا عن دعم الصندوق للأندية الرياضية؟
الهمداني: يقوم الصندوق بدعم أنشطة الأندية الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير احتياجاتها، مثل الاتحاد الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة، نادي الصم، نادي الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، والأولمبياد الخاص. ويقوم بتمويل نفقات المشاركات الرياضية محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، وتكريم المبرزين منهم، حيث حصد منتخب الهوكي اليمني للأولمبياد الخاص الميدالية الذهبية خلال دورة الالعاب الشتوية للأولمبياد الخاص التي أقيمت بولاية أيداهو الأميركية في عام 2009.
الشرفة |