الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تمر علينا تسعة أعوام على ذكرى استشهاد "الهلال". نستمر  في الكتابة سمات وخاصائص وانجازات لاتعد ولا تحصى  اجدد به حزني وذكرياتي و أرثي به هلالاً، فمن المعتاد إن غاب أن يعود للظهور مراراً. لكن في هذه المرة، رحلت

الخميس, 16-أكتوبر-2025
ريمان برس -

تمر علينا تسعة أعوام على ذكرى استشهاد "الهلال". نستمر في الكتابة سمات وخاصائص وانجازات لاتعد ولا تحصى اجدد به حزني وذكرياتي و أرثي به هلالاً، فمن المعتاد إن غاب أن يعود للظهور مراراً. لكن في هذه المرة، رحلت يا صديقي ولم أرى أو أسمع بظهورك منذ سماعي بفاجعة السبت التي أدمت القلوب
لكن في 10 اكتوبر من كل عام أعاود النظر للسماء لعلي هلالًا يظهر من جديد .

كنت كما عرفتك، تؤدي الواجب مع عامة الناس في عزاء آل الرويشان. المصاب كبير والجرح عميق والضحايا بالمئات، والجميع إخوة وأحباء وأصدقاء بل وأقرباء. لكن أستسمح الجميع عذراً لأعرج قليلاً عن من عشت معه أكثر من سبعة أعوام، لن أقول سنين بل أعوام خير وبركة وسعادة ونشاط وحيوية، عشتها شخصياً وعاشتها محافظة إب وأبناءها الأوفياء، عندما كان الشهيد عبدالقادر هلال محافظاً للمحافظة.

عملت معه وصولاً إلى تعييني مديراً عاماً لمكتب المحافظ. لا يهمني ذلك الآن، ما يهمني أن أكشف الجوانب الإنسانية والأخوية لرجل كان عنواناً بارزاً لذلك. الهلال 🌙 الشئ المعلوم لكل من عرفه. وماذا عساني أن أقول والعبرات تكتم أنفاسي؟ نعم، أتحدث عن محافظة تمسي وتصبح على كل جديد إيجابي من هذا العملاق الذي ترجل أخيراً بفعل الغدر والعدوان الغاشم على وطني وعلى كل شريف حر في هذا البلد الجريح.

عبدالقادر هلال: عنوان للتنمية والإنسان

· كان عبدالقادر هلال عنواناً للتنمية بمفهومها الواسع، ومنها بناء الإنسان. اهتم بالتنمية البشرية فبنى من حوله رجالاً كثراً في كل المحافظات وليس في إب فحسب.
· أصبح أباً وأخاً وقريباً من الجميع، فأدار المحافظة بحنكة واقتدار.
· قام بنشاطات غير مألوفة، مثل حملات النظافة لخلق مجتمع نموذجي، فنظف بيده المقابر والمساجد والمدارس.
· معظم أشجار شوارع إب كانت من غرسات يده.
· رسخ مفهوم المشاركة المجتمعية منذ وقت مبكر.
· قادنا إلى "الرياضة للجميع" وأخرج الشباب والشيوخ إلى الميادين العامة.
· أعلن عن "يوم بلاقات" ثم توسع إلى "يمن بلاقات".
· وفر لنا أجهزة الكمبيوتر ووسائل العلم التي تواكب العصر.
· كانت طموحاته كبيرة وأحلامه واسعة ورؤيته بعيدة.
· استوعب الجميع، موالياً ومعارضاً، قريباً وبعيداً، كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

سحر الشخصية وامتداد العطاء

· نشاطه الخيري لا ينقطع، خاصة في رمضان، وكان لديه قدرة عالية على إجبار الآخرين للمشاركة طوعاً وعن طيب خاطر.
· هلال عالم من الحداثة والتجديد في حياته الشخصية وفي عمله وبين محبيه.
· امتد محيطه الواسع بمساحة الوطن الكبير إلى المحيط الإقليمي والدولي.
· استقطب لمحافظة إب كثيراً من الدعم الألماني والأوروبي من خلال علاقاته المتميزة وسحره الطاغي.
· أي زائر من السفراء والمنظمات الدولية كان يعود بانطباع إيجابي كبير، وظفه هلال لصالح المحافظة.

أبرز المحطات في مسيرته

· تأسيس جامعة إب: أسس الجامعة بإصرار وتفاني، وكان حلماً يراود أبناء المحافظة، وحوله إلى حقيقة وأنتزع قرار الإنشاء من الرئيس السابق في عام 1996م. وأقترح أن تسمى قاعة باسمه تقديراً لجهوده كمؤسس.
· لم يقف عطاؤه عند حد: كل يوم كان يظهر الهلال بجديد. كان يهتم بكل شيء، ويرتبط وقته وعلاقته مع الآخرين بحس مرهف.
· طبيب القلوب: كان طبيباً للقلوب قبل أن يكون محافظاً. خلّق الألفة والمحبة وجعل فئات المجتمع تتسابق للمشاركة في التنمية والأعمال الخيرية.
· محطات متعددة، قلب واحد: انتقل من إب إلى حضرموت محافظاً، ثم أصبح وزيراً للإدارة المحلية، ثم أميناً للعاصمة صنعاء. وظل أباً وأخاً وصديقاً قبل أن يكون مسؤولاً.

ذكريات شخصية لا تنسى

· دعميني وشجعني ووقف معي في أحلك الظروف. تعامل معي بثقة مطلقة شعرت معها أنني إليه أقرب من ابنيه النجباء.
· في حضرموت، أخذني إلى خور المكلا وسألني عن رأيي في تحويله إلى حديقة أو خور. بعزيمته التي لا تعرف المستحيل، حول مكان رمي القمامة إلى مشروع أكثر من رائع.
· في آخر لقاء معه في رمضان، لم يكن اللقاء للعشاء فقط، بل لمناقشة قضايا التنمية والإيرادات، وكلفني بصياغة رؤية لإنشاء اتحاد للمجالس المحلية. وعدني بإرسال بعض الوثائق، لكن طيران الموت الغادر كان أسرع.

ختاماً، وليس لسيرته ختام، لدينا الكثير ما نقوله، لكن لم يعد للقول مكاناً أمام هول الفاجعة ورحيل شخصية كان الوطن بأمس الحاجة إليه.

لكن هذه هي الأقدار، ولا اعتراض لقضاء الله.

وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو نعم المولى ونعم النصير.

---

علي محمد الزنم
مدير عام مكتب محافظ إب السابق للشهيد عبدالقادر علي هلال

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)