ريمان برس -
حين اتحدث عن الواقع المؤلم الذي وصلنا إليه، وعن حال الوطن والشعب وما يواجهان من تحديات قاهرة ومؤلمة، يرد بعضهم ربما ب"سخرية" وربما من صدقهم بقولهم " يا أخي انت أيش عليك مرتاح معك بيت هائل تدعمك" توهم خاطيء، ونظرة قاصرة وسطحية، لعلاقة أي وطني مع "بيت هائل" التي أفضالها تطال الوطن بكامله، وتطال الآف الأسر المحتاجة، وهي الشريك الأساسي والمحوري في معركة التحولات التنموية الوطنية، والدفاع عنها وعن دورها ومكانتها، ليس عيبا ولا جريمة تستحق العقاب، بل الدفاع عنها واجب وطني، لأن هذه المجموعة هي جزءا من الوطن.
لأ احد ينكر خير " بيت هائل" وافضالهم ومكارمهم ولكن ليس على الأفراد، بل على كل الوطن..
"بيت هائل" مجموعة اقتصادية أصبحت جزءا من هويتنا الوطنية وارتبطت إرتباطا وثيقا بتحولاتنا الوطنية، فنجد خيراتها ليس في مجال خدماتها التي تقدمها للوطن والمواطن وفي مختلف المجالات الصناعية والزراعية والتنموية والتجارية، بل نجدها ايظا بصورة " مسجد" بني على تفقتها في هذه المدينة أو تلك وفي هذه القرية أو تلك، وفي "مدرسة شيدوها ومجمع تربوي" اقاموه في هذه المدينة أو تلك، وفي هذه القرية أو تلك، وفي سلسلة طرقات شقوها وسفلتوها، وطرق شقوها وعبدوها، وهناك شيدوا مركزا طبيا وهناك جهزوا اخر، هناء دعموا مستشفى، وهناك جهزوا أخرى، أوجدو للأعمال الخيرية والاجتماعية إدارة مستقلة، عينوا لها موظفين وخصصوا لها باحثين اجتماعيين، اعانتهم الفردية والجماعية تصل لمن يستحقها بالوقت المناسب، خلال العقد الأخير، اعتقد ان هذه المجموعة قامت بواجبات إنسانية واجتماعية طالت شخصيات وطنية كان يفترض أن تطالهم يد الدولة، لكن الدولة تجزءات لسلطات متنأثرة ومتناحرة فكانت يد "المجموعة" أسرع لهذه الشخصيات الوطنية، التي لعبت أدوار سيادية في خدمة الوطن وحتي وقت قريب، وحين انهكهم المسار سقطوا لم تمتد لهم ايادي الدولة ولا السلطات، بل امتدت لهم يد المجموعة شعورا من واجبها الوطني وتقديرا لأدوار هؤلاء الرموز الوطنية، إلا يستحق من يقوم بهذا المواقف أن ندافع عنه..؟!
"بيت هائل" بصماتها نجدها في ريفنا والحضر وعلى امتداد خارطة الجمهورية ، في مساجد يذكر فيها اسم الله نجدها ، وفي مراكز لتحفيظ " كتاب الله" نجدها ، وفي مرافق صحية تهتم بصحة الإنسان نجدها،نجدها في رعاية وكفالة الأيتام، ورعاية وكفالة الأرامل، وهم بعشرات الألاف الذين تتكفل بهم مجموعة الخير، وتعمل كل هذا وأكثر بدون ضجيج وبدون صخب، وبدون دعاية أو تشهير بالمحتاجين، بل يقدمون كل ما يقدمون في سبيل الخير واعانة المحتاج، دون أن تعرف يمناهم ما تقدمه يسراهم، لهذا ندافع عن هذا "البيت الهائل" بكل مواقفه بغض النظر عن أي مصلحة شخصية، وحين ندافع عن الوطن ورموزه وعن مواقفهم، هل يكون ذلك بناء على مصلحة شخصية..؟!
بالنسبة لي اعتقد ان كثير من زملائي ومن يعرفني ومن يتابع كتاباتي على مدى أكثر من ثلاثة عقود، كان وهو يقرأ يضن أنني من " مطبخ النظام " وأن دفاعي عن النظام السابق لم يكن لوجه الله، بل نتاج مصلحه، وهذا "الضن فيه كل الأثم" فقد دافعت عن نظام نعم، ولكن لحسابات خاصة ولدوافع متعلقة بشخصي وقناعتي، فعلت ما فعلت، ووقفت كل تلك المواقف، دون توجيه أو رعاية من النظام، وقوميا كتبت مجلدات عن العراق وليبيا وسوريا وفلسطين، هل كانت كتاباتي برعاية وتوجيه ومقابل، اتحدى من يقول إننا طيلة كل هذه العقود تلقيت " دولار واحد" من اي جهة..!
إذا أليس من الأجدر أن ادافع عن مجموعة على الأقل استفدت منها كثيرا وأكثر مما استفدت من الدولة والسلطة..!
شخصيا أعترف إننا استفدت من المجموعة نعم ورعتنا أكثر بكثير مما استفدت من الدولة والسلطة والأنظمة المتعاقبة، ولكن ليس بالطريقة التي يتوقعها بعض الزملاء، الذين اعتبروا دفاعي عن المجموعة مرة مدفوع الثمن، ومرة " تعصب مناطقي" والحقيقة لست "كاتب للإيجار" ولو كنت كذلك لكنت من الأثرياء اليوم..!
اما كوني متعصب "مناطقي" أو " محرض" على "المناطقية والطائفية" فهذه التهمة اتمنى من الذين يتابعون كتاباتي أن يردوا عليها، وهل فعلا وجدوا فيما اكتب " تعصب أو تحريض طائفي ومناطقي"..!
ختاما اقول ما قاله الشاعر العربي:
ألا لا يجهلن أحدا علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
حسبي الله ونعم الوكيل |