ريمان برس -
ما سوف اسطره هنا، مجرد خواطر متناقضة، متصادمة، متنافرة الجمل والمفردات، تناولة تعكس حالة " نزق داهم" أشبه بعاصفة رعدية، جاءت دون مقدمات..!
هي حالة ذاتية، طلاسمها تشبه " لوحة سريالية" شكلتها ريشة " دالي" في لحظة أمتلي فيها " جوفه" بما أفقده وعيه، فيما " أنا " أفقدتنا " ذبذبات الشاشة الرقمية" القدرة على إستيعاب " قوافل الموت" واشلاء الأطفال والنساء، في" غزة" غير أن هياكل " الأطفال الجوعي" كانت أشد إيلاما من اشلاء اقرانهم..!
ما يجري في وطني أيضا، يزيد من مضاعفات أزمة " تيهي" و"فحيح " تفكيري الذي يزن في تجاويف دماغي كفحيح الافاعي..!
ماذا يجري بحق الله؟ هل هذه حرب التي تجري في " غزة"؟ وهل يشعر" الجيش" الذي يقوم بها ب"الفخر والبطولة"..؟!
وهل يعتبر نفسه فعلا "جيشا" يتماهي مع بقية جيوش العالم ؟!
في " غزة" مشاهد مروعة تقشعر لها " أبدان الحيوانات" وليس" البشر" المحسوبين عربا ومسلمين، الذين فقدوا كما يبدوا الإحساس بكل شيء حتى بالرجولة..؟!
اعود واقول أي حرب هي هذه..؟ التي تجري في "قطاع غزة "؟ وأي أبطال هم" المقاومين"..؟ الذي يتصدون لوحشية الهمج، الذين اعتادوا أن " لا يقهروا" لكن المقاومة الباسلة" قهرتهم" وذلت كبرئاهم، وغطرستهم.. مقاومين، احتلوا مواقعهم في الوعي والذاكرة الجمعية ليس كمقاومين، بل باعتبارهم " قوي عظمى" ..؟!
ولما لا.. أليس هم من "قهروا" من يتباهون بأنهم " قهروا" الأمة ذات يوم..؟!
يؤمها صرخ " بول فندلي "بكتابه من " يجروا على الكلام"..؟!
ليأتي الرد على سئواله بعد " نصف قرن" على أيدي أبطال إستثنائين، لم تعهد أمتنا أمثالهم ، منذ واجه " الظاهر بيبرس" و" نور الدين قطز" جحافل جيش " هولاكو"؟!
بعد كل هذا الزمن رد أبطال" القسام والسرايا" وبلسان "الضيف و السنوار " على صاحب من "يجرؤ على الكلام "
قائلين وبصوت واحد "نحن من نجرو" ليس على الكلام وحسب، بل والفعل..!
بين بشاعة ما يجري في " غزة" من جرائم تعكس وحشية محتل في مواجهة شعب، صاحب الأرض والحق يدافع عن وطنه وحريته، رغم فداحة الثمن الذي يدفعه..
وبين" عبث "يعيشه وطني وإستهتار تمارسه نخبه وصناع القرار فيه، وقضيتهم تختزل في" السلطة والثروة والهيمنة والاستبداد"..؟!
نعم في "غزة وفلسطين" صراع مقدس، ثمنه فادح، لكن أهدافه نبيله، الحرية والاستقلال، وطرد عدو محتل..!
وفي بلادي صراع " عبثي"، أطرافه يتنافسون على السلطة والحكم والثروة، وعلى " إستبداد الشعب"..!
نعم في " غزة" شعب يضحي ويقدم" قرابين التضحية "قوافل من الشهداء، من أجل الحرية والاستقلال والدولة وفي "وطني " صراع أطرافه تريد الهيمنة، وتريد السلطة، وتريد الثروة، وتريد إستبداد شعب، وامتلاكه كأقطاعية خاصة وكأنه جزءا من املاكها..؟!
نعم في وطني" ورثة" يتصارعون فيما بينهم، ينكرون أحقية بعضهم في" الورث" وينكرون إنتماء بعضهم، وكل " وريث" يرى الأخر " عمل غير صالح "..!!
فيما بينهم يقف الشعب " تائها" يدفع أثمان " الذنوب" التي لم يرتكبها، وذنبه الوحيد، انه وثق بهذه النخب المتصارعة، وصدق انها تعبر عنه وتدافع عن مصالحه..؟!
في ظل هكذا أوضاع، أليس من " حقي " وأخرين كثر، من أبناء وطني، أن " نتيه " وأن تستوطنا "فوبيا التيه والخوف والقلق"..؟!
أليس من الطبيعي، أن نصاب بكل العاهات، ونحن نرى صراع عبثي غير مبرر، يحول حياة وطن وشعب الي " جحيم" لا يطاق، فقط من أجل مصالح بعض النافذين فيه..؟!
في فلسطين وغزة، شعب يدفع ثمن حريته واستقلاله، وفي وطني شعب يدفع ثمن إنتهازية نخب تريد إستعباده..؟!
في فلسطين وغزة شعب يريد الاستقلال والدولة..!
وفي وطني، نخب دمرت الدولة، ورهنت الاستقلال..؟!
في فلسطين، معركة وحدت الشعب.. وفي وطني صراع مزق النسيج الاجتماعي، والفكر والهوية، والانتماء وحتى الجغرافية..؟!
ختاما سلام الله على اشقائنا في فلسطين.. ونسأل الله الرحمة والسلامة للشعب اليمني..!
صنعاء في في 31 مايو 2025م |