ريمان برس -
يقال " الحق فوق القوة" ، و"الحق" له رموزه وشريعته، وهو بعض من " أسماء الله" الذي" هو الحق" .. وقد تكون "طريق الحق" مليئة بالأشواك والأفخاخ، وقد تكون طريق مظلمة وموحشة، وقلة من البشر يسيرون فيها، بعكس "طريق الباطل" المفروشة بالورود، والتي يسير فيها غالبية البشر، الذي يعشقون الدنياء، ولا يفكرون بالأخرة، بل يعيشون تحركهم غرائزهم، واطماعهم، ومع ذلك فأن "الباطل باطل" و" الحق حق" ، فالحق أشبه ب"قطعة الماس" حقيقية، فيما الباطل مجرد" قطعة الماس" مزيفة ومقلدة.. تراها العين براقة، وتلمع ولكن في حقيقتها مجرد قطعة مقلدة، سرعان ما تفقد بريقها، بعد تعرضها لعوامل التعرية لفترة زمنية قصيرة..!
" الحق" حراسه اشداء، سلاحهم" قوة الحق" ذاته،وسعرهم غال، يتماهي مع" قوة الحق" لكن" الباطل" رجاله ضعفاء وجبناء ورخصاء..…!
قد ينتصر " الباطل" على "الحق" في بعض المنعطفات التاريخية، حيث يكون " الهرج والمرج" طاغٍ في حياة المجتمعات، وقد يستطيع رموز "الباطل" وعشاق الدنياء وعبدتها، أن يفرضوا قوانينهم، ولكن هذا لا يعني انهم هزموا" الحق" "فالحق" لايهزم اطلاقا، لكن قد يكون لانتصار " الباطل" "حكمة من الله وهو الحق" ، الذي يمد أصحاب "الباطل" بالكثير من القدرات ليجعلهم في (غيهم يعمهون)..؟!
وثمة أمثلة يفترض أن نتعض بها فهذا (النمرود) قال انا ( احيي وأميت) فسلط الله له " حشرة" تسللت الي دماغه فكان لاينام، حتى _ يضرب الحراس راسه باحذيتهم_ وينزل" الدم من انفه واذانه" حتى ينام..!
(قارون) قال عن ماله ( انه اتاه عن علم) فخسف " الله" به وبداره وبخزائنه المملوة بالأموال والذهب والفضة والمجوهرات..!
(فرعون) قال (انا ربكم الأعلى) فأغرقه" الله" وجعل من (جسده اية للناس)..!!
يحدثنا التاريخ عن الكثير من رموز" الباطل"، وكيف انتهو مكللين " بعار الباطل" وليس هناك "عار" أكثر بشاعة من أن يتدثر المرء برداء" الباطل" في الدنياء والأخرة، أويجعل من نفسه عبدا للباطل وأهله..؟!
و" الباطل" له عدة أوجه، فقد يأتي على خلفية الطمع، والحقد، أو الحسد، أو الكراهية، أو الرغبة، في استهداف شخصا ماء، إما لنجاحه، أو لأي مميزات أخرى يتميز بها ليست موجودة في نفسية أهل الباطل..؟!
وقد يجد المر نفسه مستهدفا من أهل " الباطل" لحسن سلوكه، واستقامته، أو لرزقه، أو لمكانة اجتماعية يتميز بها، أو لدماثة أخلاقه، وكلها صفات تثير بعضا من اهل الباطل، الذين قد يتسللوا إليه عبر أقرب الناس إليه، ممن يحملوا في قلوبهم ضغائن واحقاد، أو غيرة وكره، من احد افراد أسرته، الذي قد يكونوا أقل منه مكانة، وقد يكون المستهدف، أكثرهم تواضعا، والحقد، غالبا ما يقتل صاحبه، إذ من يستوطن الحقد قلبه، لا يمكن أن يستقيم، أو يتقبل السير في طريق الاستقامة، فالنفوس المسكونة بالحقد والغيرة والكراهية، تشبه النار، والنار تأكل نفسها أن لم تجد ما تأكله..!!
والباطل وأهله، يجدون في الحاقدين جيوشا لهم، فيعملوا على استقطابهم، وضمهم الي صفوفهم، لتحقيق اهدافهم، مهما كانت دنئية ورخيصة، والحاقدين قد لا يترددوا في الاصطفاف، مع أهل الباطل، وأن ضد اقرب الناس إليهم، مدفوعين بالحقد، والغيرة والكراهية، ضد هذا القريب أو ذاك، ليس لشيء، بل رغبة منهم، في الشماتة الانتقاص، والابتهاج لبعض الوقت، إشباعا لرغبات ، مريضة تستوطنهم وحسب..؟!
في هذا السياق اللا أخلاقي، نجد كثيرون من الناس لديهم قابلية للتحالف مع الغريب، ضد أقرب الناس لهم مقابل مصلحة زائلة، أو عائد لا يساوي ثمن الألم، الذي قد يسببه لقريبه، لكنه لا يكترث، ويرى نفسه مزهوا ويتفاخر بما عمله، من ضرر لقريبه لمصلحة الغريب، الذي بدون شك يحتقر في نفسه، أمثال هؤلاء، لكنه يقضي بهم غايته..؟!
مشاهد لخيانة نشاهدها في أوساط السياسيين، والنخب وفي أوساط العامة، وهي أكثر حضورا لدى هؤلاء الآخرين من العامة، الذين كثيرا ما تؤدي أفعالهم القذرة، الي عواقب كارثية، دون أن يكترثوا بها، لأنهم اساسا بلا ضمير ولا مشاعر إنسانية، بل تتحكم بهم "غرائز حيوانية" يصعب عليهم التخلص منها..!
ظواهر ومظاهر " الباطل" تزداد في ظل الأزمات الاجتماعية، وفي ظل النزاعات والصراعات، وعند ضعف " الدولة" وتفشي "الفساد" وتقلد "الفاسدين" المناصب القيادية المعنية بتنظيم شئون المجتمعات، وحين تصبح " الرشوة" والمحسوبية، ثقافة عامة، وعند "غياب القضاء العادل" والقوي، القادر على ردع أهل الباطل..!!
أيضا حين تصبح المناصب تمنح لأصحاب "الولاءات) ويستبعد منها أصحاب " الكفاءات"، وحين تخضع المناصب للمزادات، وترى عشاقها، يلهثون على أبواب أصحاب القرار، وكل واحد منهم يريد الاستحواذ على وظيفة بذاتها وفي مكان بذاته، مع ان الوظيفة تكليف لا تشريف، والوظيفة لا تمنح لمن يطلبها، بل تمنح لمن هوا اهلا لها وقادرا على تحمل مسئوليتها..!
في ظل هكذا مناخات إجتماعية، يطغي " الباطل" على " الحق" ولكن كل هذا يحدث لبعض الوقت وليس لكل الوقت، لأن من يتمسك بحبل "الله" ويستعين به ويتوكل عليه، لن يخذل مهما تكالبت عليه " ذئاب الباطل"، ألم يقول سبحانه وتعالى " وكان حقا علينا نصر المؤمنين .؟! |