الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لم تكن هناك هذه (الفوبيا من إيران) لدى بعض الأنظمة العربية وبعض النخب السياسية والثقافية والفكرية العربية، حين كانت (إيران) تشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي العربي، وحين كانت حليفة للكيان

الأحد, 04-مايو-2025
ريمان برس - خاص -

لم تكن هناك هذه (الفوبيا من إيران) لدى بعض الأنظمة العربية وبعض النخب السياسية والثقافية والفكرية العربية، حين كانت (إيران) تشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي العربي، وحين كانت حليفة للكيان الصهيوني وشرطي أمريكا على منطقة الخليج والوطن العربي..؟!
كانت ( إيران الشاه) حاضنة وجزءا من ( حلف بغداد) وحليفة ( الصهاينة) جنبا إلى جنب مع (تركيا) وكان عبد الناصر ومشروعه القومي هو الخصم والعدو اللدود  ( لإيران الشاه) و( تركيا) والأنظمة الرجعية العربية والكيان الصهيوني وامريكا وعواصم الاستعمار القديم..؟!
لم تكن (فوبيا إيران) حاضرة في ذهن وسلوك ومواقف العرب الذين يجاهرون بالعداء ل( طهران) اليوم ويعتبرون إنها ( العدو الأول) للأمة العربية وأنها أخطر على الأمة من الكيان الصهيوني..؟!
بل كان النظام الناصري والمشروع القومي المعادي للصهاينة والاستعمار وامريكا هو العدو لإيران وعدو للأنظمة التي كانت حليفة ( الشاه) وتقف الي جانبه ضد عبد الناصر، وهي ذاتها اليوم  تعادي إيران الثورة بعد أن تحولت إيران من حليف لأمريكا والصهاينة الي عدو لهما ومساندة للثورة الفلسطينية..؟!
الذين يبررون هذه المواقف العدائية بأنها تندرج في سياق رغبة ( إيران) في التمدد على الخارطة العربية، وأنها تعمل على (تشييع) أو نشر (التشيع) في الوطن العربي..؟!
وإنها تعمل أيضا على (زعزعة الاستقرار في الوطن العربي)؟! ويذهب البعض إلى الجزم برغبة (طهران) على ( قلب أنظمة الحكم العربية) من خلال ( تصدير قيم الثورة الإيرانية إلى المنطقة)..؟!
كل هذه التهم التي توجه ضد (إيران) برزت بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية التي اطاحت ( بنظام الشاه) وقطعت علاقتها ب( العدو الصهيوني) ودخلت معه في حالة عداء حقيقي، عداء ليس مفتعل كعداء بعض أنظمة دول الوطن العربي مع ( العدو الصهيوني)..؟!
كما برزا هذا العداء ضد إيران بعد فقدان أمريكا نفوذها وسيطرتها على هذه البلاد بعد سقوط عميلها السابق (الشاه)..؟!
طيب دعونا نتخيل مشهدا عكسيا على ضوء المفاوضات التي تجري حاليا بين (طهران _واشنطن) وقررت (إيران) أن تحذو حذو الأنظمة العربية وتناء بنفسها عن فلسطين والمقاومة وغلبت مصالحها الوطنية عن كل أحداث المنطقة واعادت تطبيع علاقتها مع أمريكا ومع ( الكيان الصهيوني)..؟!
فماذا سيكون موقف العرب الذين يعادون (طهران) ويعملون على ( شيطنتها)..؟!
أن إيران في سياق المعترك الجيوسياسي الراهن تحتل أهمية كبرى لأمريكا والغرب، وأن عودة تحالفها مع أمريكا والغرب وتطبيع علاقتها مع العدو (الصهيوني) فعل يمكنها من فرض هيمنتها الفعلية على كل دول المنطقة وفي مقدمتها دول الخليج وسوف تنال رضاء أمريكا والصهاينة وسيدعمون سياستها الاستعلائية ضد كل دول الوطن العربي الذي سيتحول الي ساحة نفوذ حقيقي لطهران التي ( ستدعس) حينها أن تحقق هذا السيناريو  على كل أنظمة المنطقة وبرعاية أمريكية _صهيونية..؟!
خاصة وأن الفضاء العربي شاغر وخال من أي فعل عربي مؤثر ولم يعد هناك عربيا يملك الشجاعة ليدافع عن سيادة وكرامة الأمة لم يعد هناء لا عبد الناصر، ولا صدام حسين، ولا الأسد، ولا القذافي،ولا حتى فيصل، ولم تعد هناك ثمة _عاصمة عربية _مؤهلة أو تملك القدرة على ملء الفضاء الشاغر بعد أن تعمدت الأنظمة العربية على تقزيم ادوارها والأنكفاء ذاتيا تاركة حماية نفسها برسم القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية والعلاقة مع ( الكيان الصهيوني)..؟!
تخيلوا هذا السيناريو أن حدث وتحقق، فماذا سيقول المصابين ب (فوبيا إيران)..؟!
الذين يعتمدون على ذرائع ومبررات لا تنتقص من مكانتهم كأنظمة ونخب، بل تهين الوعي الجمعي العربي برمته، وتشكك بقدرات الأمة وعقيدة مواطنيها حين يتحدثون عن رغبة (إيران في نشر المذهب الشيعي) في الوطن العربي، وكأن المواطن العربي هذا ( مجرد أمعة) لا عقيدة له ولا دين ولا قيم وأن من السهل أن يضحك عليه من يريد أن يضحك..؟! وهي قناعة اعتقد انها تستوطن الأنظمة العربية التي استطاعت الضحك على شعوبها وتمكنت من خداعهم وصدقوها، وصدقوا كل ما يصدر منها من أكاذيب وبالتالي توهمت هذه الأنظمة أن في الإمكان خداع مواطنيها كما تخدعهم هي ولهذا تنفق الأموال الطائلة من أجل (شيطنة إيران) لأن هذه الأنظمة اصلا  لا تثق بنفسها وبوطنيتها وبقدراتها لحماية سيادتها الوطنية، وهي كذلك لا تثق بولاء مواطنيها، ولا تثق بتدينهم واخلاصهم لدينهم..؟!
ومع ذلك تخيلوا لو انقلب الحال فماذا سيفعل المرضى ب(فوبيا إيران)، الذين لا يستوعبون أن (إيران) الحالية هي نعمة من الله أنعم بها على هذه الأمة، لأن ( الله لا يجمع بين عسرين) وأن دورها الجيوسياسي ودعمها لجيوب المقاومة فعل أوجد قدرا من التوازن في أجندات الصراع وأجندات التنافس الجيوسياسي الذي عجزت كل الأنظمة العربية عن التعاطي معه وراحت تنكفي خلف حدودها السياسية متوهمة أن ما يدور في المنطقة لايعنيها وأن فكرت في التعاطي معه تتعامل على طريقة ( فاعل خير) وفي اكثر الأحوال (وسيط) وهذا سلوك لا يليق بالنظام العربي ولا ينجيه من ثمن سيدفعه أجلا أو عاجلا،بعد أن أصبح الوطن العربي ساحة صراع فعليه لكل من الكيان الصهيوني، وتركيا، وإيران أيضا، لأمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وحتي ألمانيا، وأوكرانيا، ناهيكم عن روسيا، والصين، والهند، فيما العرب منهمكين في ترتيب مهرجانات الترفيه، ومهرجانات ( سباق الهجن) ومسابقة أجمل (قطة) وأجمل (كلب) وأحلى (ممثلة)..؟!
ثم يأتي من يتحدث عن تدخل إيران في المنطقة وناسيا تدخل كل هذه الأطراف، ويتجاهل أن تدخل إيران يأتي في سياق حماية امنها القومي، لأن ما تشهده المنطقة يؤثر على وضعها الداخلي سلبا كان أو إيجابا وبالتالي يصبح تدخلها حتمي وضرورة من ضرورة امنها القومي حتى يصحى العرب من غفلتهم ويعيدوا تفعيل أمنهم القومي بما يجب عليه أن يكون لا بما تطلبه منهم أمريكا والصهاينة..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)