الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يحسب لملحمة (طوفان الأقصى) أو ( مجزرة طوفان الأقصى) أو سمؤها ما شئتم، لكن يحسب لهذه الواقعة الغير مسبوقة في فعلها وفي تداعيات ما بعد الفعل، إنها أسقطت الكثير من أقنعة الزيف التي كانت تخفي

الثلاثاء, 29-أبريل-2025
ريمان برس - خاص -

يحسب لملحمة (طوفان الأقصى) أو ( مجزرة طوفان الأقصى) أو سمؤها ما شئتم، لكن يحسب لهذه الواقعة الغير مسبوقة في فعلها وفي تداعيات ما بعد الفعل، إنها أسقطت الكثير من أقنعة الزيف التي كانت تخفي خلفها أوجه النفاق والزيف والكذب، وعلى مختلف المستويات والأتجاهات فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، ناهيكم أن هذه الملحمة عرت الكيان الصهيوني وأظهرته على حقيقته ككيان عنصري إستيطاني مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، كيان مجرم متوحش والإجرام والتوحش ليسوا مجرد ظواهر عابرة تأتي في سياق رد الفعل، بل هما عقيدة وهوية الكيان، والأمر ذاته ينطبق على النظام الدولي ورموزه وأعمدته التي ما برحت على مدى نصف قرن من تسويق قيم ومفاهيم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والقانون الدولي وحرية التجارة والانفتاح الاقتصادي، وحرية الصحافة والحريات السياسية، مفاهيم ومصطلحات ظل المنظومة الغربية ومؤسساتها ومراكزها البحثية تعمل على تكريسها في الوعي الجمعي الإنساني كثوابت وتذاكر دخول دوال وأنظمة وشعوب العالم الثالث إلى منتديات التحضر الإنساني المعولم الذي شكلت اطيافه وحددت مساراته _ واشنطن _بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وأنهيار ( جدار برلين) وتنصيب أمريكا نفسها زعيمة للعالم الحر..!
طوفان الأقصى برغم كل المآسي التي نتجت عنها إلا أن  من أبرز فوائدها انها أظهرت حقيقة العالم وأسقطت عن وجهه أقنعة الزيف وأظهرته على حقيقته، وكشفت هذه المعركة إننا نعيش في عالم متوحش مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية..!
إذ ظهر العالم المتحضر الذي تقوده أمريكا، بأنه مجرد من كل القيم ولا يؤمن بأيا من الشعارات التي رفعها لتطويع شعوب العالم الثالث وتطويعها لتؤدي دور ( الكلاف في اسطبلاتهم)..!
كما سقطت قيم الحلم الأمريكي وبدت أمريكا بمخالبها الإمبريالية المتوحشة، إذ عملت على إهانة القانون الدولي بكل ابعاده الإنسانية والاخلاقية والحضارية والقانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فظهرت أمريكا كعدو لكل القوانين المنظمة للعلاقات الدولية، وسعت إلى إحلال قانون القوة بديلا عن قوة القانون، مجردة القانون الدولي من دوره ومهامه لتفرض على العالم  قانون قوتها ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات، ساعية بكل غطرسة ووقاحة  في ترسيخ قانون الغاب، ليحل بديلا عن القوانين الإنسانية المنظمة للعلاقات الدولية..؟
لم يقف هذا الانحلال في نطاق المشهد الفلسطيني والغزاوي على وجه التحديد الذي يجرد كل المنظومة الدولية من إنسانيتها، بل طال السقوط كل مسارات العلاقات الدولية وليس ما يقوم به ويتفوه به الرئيس الأمريكي _ترمب _إلا إنعكاسا لهذا الانحطاط القيمي والسلوكي الذي تحاول واشنطن فرضه وترسيخه ليحل محل القانون الدولي في تنظيم العلاقات الدولية..؟!
أن العالم لا يمكن له أن يستمر في ظل قوانين أمريكا وترمب التي تنسف وتدمر كل ما بناه المجتمع الدولي من قوانين تنظم العلاقة فيما بين مكوناته الحضارية، والغرب الأوروبي هو أول من سيدفع الثمن لما تسعى أمريكا إلى ترسيخه ليحل محل القانون الدولي..؟!
أن جرائم الصهاينة في قطاع غزة وفي لبنان وسوريا والمسنودة بجرائم أمريكا في اليمن وبتائيد أمريكي مطلق ودعم لا محدود للصهاينة وفي ظل تواطو غربي وعربي واسلامي، سلوك سيدفع ثمنه المجتمع الدولي على المدى القريب لأن لا أحد يمكنه القبول بشريعة الغاب التي تحاول أمريكا بواسطة رئيسها ترمب فرضه على المجتمع الدولي، بل أن أمريكا نفسها كشعب وقدرات ومؤسسات سوف يدفعون ثمن هذا الجنون الذي تسير عليه إدارة البيت الأبيض الساعية الي (عولمة الفوضى وقانون الغاب) بديلا عن العولمة الحضارية التي سعت أمريكا والغرب على فرضها طيلة الثلاثة العقود المنصرمة من نهاية الحرب الباردة..؟!
في هذا السياق لا نستبعد أن تكون ( حرب غزة بكل همجية ووحشية العدو الصهيوني) وما يرتكبه من جرائم غير مسبوقة ومن قتل ودمار، أقول لا نستبعد أن تكون هذه الحرب نموذجا لحروب قادمة قد تشهدها أيا من قارات العالم، وهذا يعني أن العالم في طريقه لتصفية المنظمات الأممية وإلغائها وتجاوز قوانينها وهذا ما قامت وتقوم به أمريكا والكيان الصهيوني اللذان لم يكترثاء بما يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما يصدر عن مجلس الأمن، وما يصدر عن المنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة، وحتي محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وما يصدر عن المنظمات الحقوقية بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، هذا التهميش والتجاهل لكل هذه الجهات الدولية يجعل العالم يعيش في ظل قوانين الغاب وشرعية البقاء للاقوى، وهذا يفقد أمريكا ذاتها مكانتها الدولية ويجردها من هيمنتها ونفوذها ويضع العالم أمام مرحلة فوضوية يصعب التحكم بها أو إلزام أيا من عليها باحترام القانون الغير متفقين عليه والمفروض بقوة الغطرسة والهمجية السلوكية،كما تمارسه أمريكا اليوم..؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)