الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
على مدى أربعة عقود من تاريخ أمتنا وعلى الصعيدين الوطني والقومي، ابتلت خلالها الأمة بأنظمة ونخب مجردة من كل القيم والأخلاقيات الدينية والوطنية والقومية والحضارية، أنظمة تسلطت على مقدرات

الأحد, 13-أكتوبر-2024
ريمان برس - خاص -

على مدى أربعة عقود من تاريخ أمتنا وعلى الصعيدين الوطني والقومي، ابتلت خلالها الأمة بأنظمة ونخب مجردة من كل القيم والأخلاقيات الدينية والوطنية والقومية والحضارية، أنظمة تسلطت على مقدرات الأمة الوطنية والقومية وراحت تطوع لها نخب وابواق و( مطبلين) ومتحدثين ينظرون لحكمة هذه الأنظمة واعتدالها وحبها للسلام والتعايش مع الآخر الحضاري ونبذها لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب واستهداف الآخر، حتى وان حاول هذا الآخر طردك من وطنك أو نهب ثرواتك أو أمتهان سيادتك ومصادرة حريتك والعبث بسيادتك، فأن من التحضر والرقي بأن لا تخاصمه بل عليك ان تفاوضه وتحاوره وتتفاهم معه بطرق حضارية وديمقراطية تعبر من خلالها عن حبك للسلام ومحبتك للأخر واحترام حقه في الحياة والحرية..؟!
منذ يوليو 1952_حتي سبتمبر إيلول 1970م عاشت الأمة العربية مرحلة المد القومي وتمكنت ثورة يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر من إشعال فجر اليقظة القومية واحتشدت شعوب الأمة من المحيط الي الخليج تهتف لمرحلة التحولات القومية والوطنية ورموزها، ورغم نكبة فلسطين إلا أن مرحلة المد القومي جاءات وكأنها ردا على تلك النكبة والبدء في مرحلة عربية كانت أبرز أهدافها تحرير فلسطين وتطهير الوطن العربي من الاستعمار واعوان الاستعمار..!
18 عاما كانت كافية ليدرك الاستعمار وأعوانه خطورة الوعي القومي وخطورة رموزه والخطورة الأهم هو على مستقبل الكيان الصهيوني و وجوده  في المنطقة ومستقبله فيها، وكأن لابد من التخلص من كل ما له علاقة بالقومية والعمل القومي و(شيطنة) هذا الفكر وادبياته ورموزه، وتسويق البديل (الوطني) وإعطاء كل قطر هويته الوطنية  وثقافته وتاريخه وعاداته وتقاليده وفصله كليا عن تاريخ الأمة وهويتها وثقافتها، وتكريس ثقافة الانتماء الوطني وعزل كل قطر عن باقي اقطار الأمة وترسيخ الثقافة الانعزالية داخل كل قطر و تكريس فكرة أن لكل قطر مصالحه الخاصة وإنه أمة قائمة بذاتها  وليس له علاقة  مع بقية أجزاء الأمة من اخوانه وأشقائه بل مصالحه تكمن في تحالفاته مع الآخر الحضاري في دول ومكونات ما خلف البحار والمحيطات.. حدث هذا مع الأنظمة وحدث مع المكونات النخبوية والفكرية التي اختزلت أفكارها في نطاق ما امنت به بأسم التقدم والتحضر وراحت تسوق القيم الغربية وتأخذ بها وتعمل على تقليدها واعتبرتها الطريقة المثلى للتقدم، والأداة المثلي لتحقيق  هويتها الحضارية، فيما اعتبرت الكانتونات الخليجية _مثلا _أن أمريكا وبريطانيا والدول الغربية اقرب لها من اي دولة عربية أو إسلامية، في المقابل رأت بعض النخب الثقافية _نموذج _ رموز الإسلام السياسي الذي أمن بأن قرينه في _الهند_ أو في _ باكستان _ وبنجلادش_ اقرب إليه واحب إليه من أخيه العربي..؟!
العربي الآخر الذي اعتنق الهوية ( الأممية) الحامل للفكر الاشتراكي بدوره يؤمن بأن رفيقه في _الاتحاد السوفيتي_ سابقا ودول_ المعسكر الاشتراكي_ اقرب إليه من أخيه العربي أيضا..؟!
غير أن ثمة تحولات حدثت بعد انهيار _ المعسكر الاشتراكي_ وبعد انتها شهر العسل بين _ أمريكا والجماعات الإسلامية_ هذه التحولات أوجدت حالة من الاستلاب ترافقت مع بروز ثورة الاتصالات والمعلومات التقنية وبدء_ الغرب الإمبريالي_ في تسويق قيم العولمة وثقافة العالم الحر _ والانفتاح وكل هذه التفاعلات الاستعمارية التي استعاضت بالقيم الثقافية والفكرية وبالانماط الاستهلاكية عن الأساطيل والقواعد فجأت شبكة التواصل الاجتماعي وتقنية الفضاء آت المفتوحة لتلقي بظلالها على الوعي الجمعي لتصبح ثقافة الحوار مع الآخر  مدخلا ووسيلة لتطويع الوعي وغدا محبي الحوار والتفاوض ودعاة _ السلام _ يحضون بشهرة ومكانة وترحيب في أوساط النخب الغربية وماكينتهم الإعلامية وأيضا لدى أنظمة الغرب الاستعماري التي تعطي دعاة _ السلام والمفاوضات والحوار_ مكانة مرموقة في اهتمامها ولكن سلام من؟ ومع من؟
تشير كل المعطيات أن الحوار والتفاوض مع العدو ( الصهيوني) حول فلسطين هو ضربا من خيال وفعل من مستحيل لأننا أمام عدو لا يؤمن بالسلام ولا يؤمن بالحوار ولا يحترم التفاوض بل لا يحترم تعهدات قطعها على نفسه وتنكر لها لاحقا، لكنه يستغل كل هذه المفاهيم لتحقيق أهدافه..؟
عدو ناضل واستغل التحولات الإقليمية والدولية ليخرج نفسه من دائرة رد الفعل الي الفعل وبدلا ما كانت الصهيونية تصنف كحركة عنصرية مساوية لانظمة (الابارتيد) استطاعت أن تحقق إنجازا استراتيجيا حين تمكنت من إسقاط تهمة العنصرية عنها، بقرار دولي صنف هذا الكيان بأنه كيان ديمقراطي، بل والديمقراطي الوحيد في المنطقة، وتمكن وبرعاية دولية من انتزاع توافق دولي يساوي بين (المقاومة والإرهاب)..؟!
فيما راحت النخب العربية والإسلامية تمارس ثقافة الامتهان تارة تحت مسمى (تجديد الخطاب الديني) وتارة في تكريس ثقافة الصراع (السني _الشيعي) بعد أن تجاوزت هذه النخب دورها في _ شيطنة الخطاب القومي_ واعتباره خطاب (خشبي) فيما الخطاب _الوطني تم نسفه بذريعة العولمة _والانفتاح الحضاري وحوار الآخر، فأصبحت أنظمة الأمة ونخبها أشبه براقصة ( التعري) في الملاهي الليلية التي تبدأ فيها الراقصة وصلتها وهي بكامل ملابسها، ثم تبدأ بنزع ملابسها قطعة _قطعة حتى تصل لاخر قطعة فتنزعها وتلقى بها في وجه الأكثر ثراء من المشاهدين ومعه تقضي ليلتها..؟!
هذا بالضبط هو حال أنظمة الأمة ونخبها الذين يراهنون على الحوار مع العدو والسلام الذي به سوف يحرروا فلسطين..؟!
العدو طبعا وحلفائه من قوى الاستعمار الإمبريالي يمارسون أكبر قدرا من السخرية على هذه الأنظمة والنخب بدليل ما تشهده المنطقة منذ عام، من مشاهد إهانة وإذلال لهذه الأنظمة ونخبها التي للأسف تواصل الرهان على ثقافة الابتذال رغم السقوط المدوي لهذه الأنظمة ونخبها، سقوط تتجاهله أنظمة العهر ونخبها وماكينتهم الإعلامية التي تسوق نشاطات مشبوهة وتحركات عقيمة، رغم انهم يعيشون حالة رعب حقيقي ومدركين أن ما يحدث سيطالهم حتما، وان محاولتهم التنصل واعتبار ما يجري في فلسطين شأن فلسطيني وما يحدث في لبنان شأن لبناني ويدفعون في هذا الاتجاه بنخب الارتهان والامتهان في كل من فلسطين حيث فيها من يخون المقاومة  ولبنان من يكفر بالمقاومة  وسوريا وفيها من يسعى لاسقاط النظام بذريعة الممانعة، وليبيا أسقط نظامها وتحولها الي دولة فاشلة، واليمن يُخٌونْ ( أنصار الله) على موقفهم من فلسطين، والعراق كذلك، بل ويصنف أعداء الكيان الصهيوني بأنهم مجرد شلة من المغامرين واذرع لإيران، فيما يصنفهم العدو بأنهم اتباع لمحور الشر الذي تقوده إيران، وهناك من يعتبر هذا المحور المقاوم بأنه محور اهل (الشيعة) الذين يستهدفون ضرب اهل (السنة)؟! 
نخب سياسية وثقافية واعلامية تتواجد في اكثر من مجتمع عربي مهمتهم تسويق و تبني خطاب التبعية والارتهان وتسويقه باعتباره خطاب الخلاص  في محاولة لرفع العتب عنهم والقول بأن أصحاب الشأن في فلسطين  ولبنان وسوريا واليمن والعراق أيضا يرفضون مظاهر العنف و يتبنون هذا الخطاب الاستسلامي الذي يدوس عليه العدو ولا يعترف به، بل يزدري من يردده ويسخر منهم لدرجة ان العدو لم  يحترم طيلة عام من حربه الإجرامية أيا من حلفائه من أنظمة ونخب ولم يكترث بهم وبكل ما يصدر منهم بل يعتبرهم مجرد (عبيدا) في اسطبلاته لا قيمة لهم ولا قيمة  لما يصدر عنهم، بل وبكل وقاحة نرى العدو يقتل ويدمر ويتحدي العالم بأسره، ويتحدث انه بعد أن يكمل مهمته سوف يطبع ويقيم العلاقة مع بقية الكانتونات العربية هكذا وبكل وقاحة دون أن نسمع بالمقابل ردا من هذه الكانتونات المستهدفه في خطاب العدو الذي يدرك ما يقول ويدرك أن العائق أمامه هي المقاومة ولهذا نراه يركز عليها ويربط القضية الفلسطينية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان القضية أصبحت قضية إيرانية وليست قضية عربية لان العدو لم يعد يعترف بأن هناك عرب اصلا في مواجهته غير إيران والمقاومة وهؤلاء هم  ( محور الشر)..؟!
أن المقاومة وانصارها ومثقفيها هم اليوم أعداء الكيان الصهيوني واعداء الاستعمار والإمبريالية وهؤلاء هم اخر التحصينات في جدار الأمة الذين بهم لا تزل الأمة صامدة ولاتزال تنافح عن حقوقها من خلال هذه الجيوب المقاومة التي تشعرك بأن هذه الأمة لاتزل بخير.
للموضوع صلة
12 أكتوبر 2024م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)