الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لقد دون الكُتاب والمؤرخين الكثير عن الحضارة العربية _الإسلامية، ومن هؤلاء من مدح هذا التاريخ، ومنهم من قام بذمه، والحقيقة أن  لا المادحين انصفوا الأمة وتاريخها، ولا من ذمها انصفها، وبين مبالغة المادح وحقد الذامم، لم تتمكن هذه الأمة من تقييم مسا

الخميس, 31-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

لقد دون الكُتاب والمؤرخين الكثير عن الحضارة العربية _الإسلامية، ومن هؤلاء من مدح هذا التاريخ، ومنهم من قام بذمه، والحقيقة أن  لا المادحين انصفوا الأمة وتاريخها، ولا من ذمها انصفها، وبين مبالغة المادح وحقد الذامم، لم تتمكن هذه الأمة من تقييم مسارها التاريخي والحضاري، كما انها اغفلت الكثير من قيمها ومعتقداتها الفكرية والثقافية والحضارية والروحية، لأسباب ودوافع شتى منها ما يتصل بالخلافات الإسلامية _العربية، ومنها ما يتصل بالخلافات الإسلامية _الإسلامية، ومنها ما يتصل بالخلافات البينية العربية _العربية، ناهيكم عن تلك الخلافات التي نشبت داخل المجتمعات العربية، كلا على حدة لدوافع اجتماعية ودينية وقبلية وعشائرية وعرقية، خلافات أدت إلى فرض كل مظاهر الجهل والفقر والتخلف داخل هذه المجتمعات بصورة جعلت هذه المجتمعات تغرق في مستنقع الصراعات والخلافات العرقية والمذهبية والقبلية والطائفية، الأمر الذي جعلها تعيش في كنف هذه الصراعات يتقاذفها أصحاب المصالح النافذين في أوساطها دينيا وقبليا وطائفيا الذين ربطوا مصالحهم الذاتية بالمصلحة الوطنية وبالتالي أصبح الوطن والدين والمواطنة يقاس من خلال هؤلاء الرموز، الذين اتخذوا من أتباعهم في المجتمع بمثابة (الرأسمال الخاص) بهم الذي به يتمكنون من الحفاظ على مصالحهم الخاصة ونفوذهم في المجتمع..؟!
وما يؤسف له أن ( التكتلات العصبوية) الدينية والمذهبية والقبلية والطائفية والعشائرية والمناطقية والعرقية والاثنية ، ثم أضيفت لها بالعصر الحديث  (العصبيات) الحزبية والسياسية بكل ما تحمل من تناقضات فكرية وايديلوجية، كل هذا جعل المجتمعات العربية _الإسلامية تعيش في مستنقع الصراعات البينية عاجزة عن انتشال مواطنيها من هذا المستنقع بل انجرفت النخب الفاعلة في هذه المجتمعات وبحماس نحو هذا المستنقع وراحت تستغل ما يعتمل به من تناقضات اجتماعية لخدمة مصالحها والوصول لطموحها في تقاسم السلطة والثروة والنفوذ بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما ظلت هذه النزعات الاجتماعية بمثابة معاول وحراب بيد الطامحين من الفعاليات والنخب الذين لم يترددوا في توظيفها إذا ما تعرضت مصالحهم للانتقاص أو التهميش، كما ظلت الظاهرة متوارثة وتتنقل من جيل إلى جيل ومن الأب إلى الابن، ورغم بروز العديد من التيارات السياسية والفكرية إلا أن هذه التيارات اخفقت في إحداث تحولات اجتماعية جذرية، الأمر الذي دفع بعضها إلى الانجراف نحو الثقافة الاجتماعية المكتسبة والمتوارثة التي عاد إليها رموز التنوير _المفترضين _بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين في التعبير عن ارائهم والانتصار لخياراتهم الفكرية  وأهدافهم السياسية  في التغير والتقدم الاجتماعي، وقد حاول بعض هولاء الاستعانة بعصبيتهم وتوظيفها في سبيل الانتصار لاهدافه، ولكنه للأسف وجدا نفسه موظفا لدى عصبيته الاجتماعية وجزءا من مشروعها..!
هذا البروز العصبوي في مفاصل المجتمعات العربية _الإسلامية لم يكن وليد اللحظة الحضارية، بل هو نتاج سلوكيات تراكمية وثقافة مكتسبة تعود بظاهرتها _عربيا _ إلى عصر ما قبل الإسلام، وتعزز حضوره في مراحل ما بعد الإسلام الذي لم يُدّينْ النوازع العصبوية في المجتمعات ويخضعها لقيم ومفاهيم وأخلاقيات الدين، بل للأسف عملت الظواهر العصبوية المكتسبة في المجتمعات  على نقل قيمها وثقافتها للدين، وهكذا تدينت هذه النوازع العصبوية بكل مسمياتها ومن ثم أصبحت تغلف أنشطتها بغلاف ديني مكرسة حضورها في مفاصل المجتمعات كحق مقدس غير قابل للمساس أو الانتقاص بمعزل عن الآخر الاجتماعي وعن ظروفه وطريقة حياته..؟!
يتبع
31 اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)