ريمان برس - خاص -
ما يؤسف له أن الأديان السماوية مجتمعة وآخرها الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام، هذا الدين بعظمته وعدالته وتشريعاته وقوانينه وتسامحه والذي جاءا به خاتم الأنبياء والمرسلين الذي بعثه الله رحمة للعالمين ليكرس قيم المساواة والعدالة والمحبة ويحقق السكينة والاستقرار للبشرية وفي مقدمتهم العرب، هذا الدين العظيم لم يحقق وحدة المسلمين الذين اتبعوه من العرب ومن غيرهم من الأمم والقوميات الأخرى.. ومع أن الله سبحانه وتعالى يقول (أن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) فإن هذه الأمة لم تعمل بأوامر الله ولا بتعاليم رسوله الكريم الذي تلقى تعاليم الله وتشريعاته من بداية قوله تعالى لرسوله (إقراء) حتى (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا) قوانين وتشريعات سماوية لم يؤخذ بها، وما اخذ منها سوي مسميات وطقوس، كذلك الأمر مع تعاليم رسول الله الذي ختمها بخطبة الوداع حين خاطب جموع المسلمين بأن دمائهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام كحرمة يوم عرفة، ومع كل هذه القيم والمفاهيم والتعليمات فإن الدماء التي نزفت بين المسلمين ببعضهم تفوق آلاف المرات بتلك التي نزفت في قتال المسلمين مع غيرهم من الخصوم والأعداء..
لماذا حدث هذا؟ حدث في سبيل السلطة والثروة والنفوذ؟ وهو الصراع الذي تم تبريره دينيا بتعدد المذاهب والمدارس والفرق والطوائف التي تشكلت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام..!
فالدين الإسلامي لم يأتي بالمذاهب والتعددية الإسلامية التي جاءت لتكون بمثابة الذريعة والمبرر للقتال بين المسلمين، الأمر الذي حال دون تقدم وتطور الأمة الإسلامية ودون استقرارها وتوحدها قدراتها المادية والمعنوية.
أن المسلمين لا يختلفون على الله ولا على رسوله المصطفى ولا على كتاب الله، لكنهم يختلفون في فهم وتفسير الدين وشرعية الحاكمية واحقيتها، والمحصلة الناتجة عن هذا هي أن هذه الأمة تسببت في تخلفها وتمزيق قدراتها وتجاهلت شرائع السماء واتبعت شرائعها الأرضية الدنيوية التي تحقق مصالحها.
أن الصراعات البينية التي نشبت بين المسلمين بعد وفاة رسول الله فيما سمي بحروب الردة، وما تلاها من حروب بدءا من (موقعة الجمل) وما بعدها، تلك الحروب التي واجه فيها المسلمين بعضهم سقط خلالها من الضحايا ما يفوق أولئك الذين سقطوا خلال مرحلة الفتوحات بكاملها، بل إن المسلمين الذين سقطوا في مواجهة بعضهم في (أسبانيا) وهم يتصارعون على السلطة والحكم والثروة والنفوذ، يفوقوا عن أولئك الذين سقطوا خلال فتح الأندلس ويفوقوا بكثير عدد من تعرضوا للقتل والتنكيل على يد الصليبين في عهد محاكم التفتيش.!
هذه السلوكيات الدامية والمدمرة ظلت تميز السلوكيات الإسلامية في مختلف الحقب التاريخية وصولا إلى عصرنا الحالي الذي برغم كل مظاهر التقدم والتطور الحضاري الذي يتميز به عصرنا المعروف بعصر التقنية الذي غزاء فيه الإنسان الفضاء واصبح فيه العالم بمثابة قرية صغيرة، غير أن العرب والمسلمين ورغم كل هذا التقدم والتطور الذي بلغته البشرية، فإن العرب والمسلمين لايزالون عاجزين عن توفير الحد الأدنى من المقومات الحياتية مثل الاكل والشرب والمسكن والحياة الكريمة التي تكفل للإنسان العربي والمسلم قدرا من السكينة والاستقرار..
يتبع
24أغيطس 2023م |