الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
بنهاية الحرب العالمية الثانية كانت المحاور الاستعمارية قد وصلت إلى حافة الهاوية وعلى مختلف الجوانب الوجودية، وكانت ثمة قوي دولية برزت وكان لها الفضل في هزيمة ألمانيا واليابان وإيطاليا، وكأن الحاضر الأبرز في صناعة النصر هو (الاتحاد

الأربعاء, 23-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

بنهاية الحرب العالمية الثانية كانت المحاور الاستعمارية قد وصلت إلى حافة الهاوية وعلى مختلف الجوانب الوجودية، وكانت ثمة قوي دولية برزت وكان لها الفضل في هزيمة ألمانيا واليابان وإيطاليا، وكأن الحاضر الأبرز في صناعة النصر هو (الاتحاد السوفييتي) وبعده أمريكا التي لم تقدم الكثير في تلك الحرب وفي صناعة النصر ولكنها اخذت تقريبا كل شيء وهكذا تشكل النظام العالمي الجديد من قطبين هما الاتحاد السوفييتي ذات العقيدة الاشتراكية والولايات المتحدة ذات العقيدة الرأسمالية لتبدا على إثر ذلك حربا باردة هي الأكثر سخونة والأكثر دموية حيث تحولت خارطة العالم إلى حلبة منافسة بين القطبين ومن الطبيعي أن يكون الوطن العربي في قلب الصراع التنافسي بين الأقطاب الدولية لما يتمتع به الوطن العربي من ثروات وموارد ويتمتع بمواقع جيوسياسية تتسابق إليها أطراف التنافس.
هذه المعادلة إضافة للواقع العربي أسباب الفرقة والتمزق إضافة ما لهوا مكتسب منها في الوجدان والذاكرة العربية بدءا من الخلافات ذات الصلة بالإسلام بتعدد مدارسه ومذاهبة وطوائفه وطرقه، إلى جدلية الخلاف المفتعل بين العروبة والإسلام وإيهما إجدي أن نناضل من أجل الوحدة العربية؟ أو نناضل من أجل الوحدة الإسلامية؟ ثم مع من وكيف تكون الوحدة؟
التي رفض الاغنياء العرب إقامتها مع الفقراء، حتى قيل أن فكرة الوحدة العربية هي محاولة من فقراء الأمة للاستحواذ على ثروات الاغنياء، وكأن المصمم الاستعماري للكانتونات العربية قد حرص على أن يجعل الثروات بيد القلة من القبائل العربية، فيما المجتمعات الحضارية وذات الكثافة السكانية وضعت خارج المعادلة الاقتصادية وفق الخطة  الاستعمارية..!
كل هذه المعطيات أوجدت المزيد من مسببات الانشطار الفكري والثقافي والوجداني في الوعي الجمعي العربي الذي وجد نفسه غارقا في متاهات الخلافات المتراكمة بنوازعها الفكرية والسياسية والعقائدية والحضارية والمذهبية والطائفية والقطرية الانعزالية، فتراجعت الفكرة القومية على إثر حملات (شيطنتها) إلى التخوم (الوطنية) القطرية بسياج ثقافي انعزالي تسلحت به الأنظمة القطرية وراحت تكرسها وتعزز حضورها في الذاكرة الجمعية لمواطنيها..!
مع بروز مرحلة التحولات الحضارية العربية بقيام ثورة يوليو في مصر بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، ورغم أن هذه الثورة أوجدت مناخا ثوريا تحرريا أضاءت نجومه سماء الوطن العربي وافريقيا ودول العالم الثالث وغالبية دول الجنوب المكبل باغلال الشمال المستعمر، غير أن ثمة تحالف شيطاني تكالب على ثورة يوليو وقائدها الخالد جمال عبد الناصر ومشروعه القومي العربي التحرري المناهض للقوي الاستعمارية وحلفائها، وكأن يمكن لهذا المشروع أن ينتصر وينجح في مواجهة الاستعمار واطماعه، وفعلا نجح المشروع القومي في تصفية قوي الاستعمار وترحيلها من الوطن العربي وافريقيا، وهذا يحسب للزعيم جمال عبد الناصر وثورة يوليو، ولبقية قوي الحرية والثورة من المكونات الثورية التقدمية، غير أن هذا الرحيل الاستعماري عسكريا كان قد ترك خلفه بفعل عوامل عديدة الكيان الصهيوني كحارس امين لمصالحه ووكلاء آخرين من العرب على مستوى الحكام والأنظمة والطبقات الاجتماعية والنخب.
غير أن افضل من خدم المخطط الاستعماري في مواجهة المشروع القومي العربي الذي حمل لوائه الزعيم جمال عبد الناصر، تمثل في منظومة الفسيفساء النخبوية العربية التي راحت تخوض معركة المنافسة ضد عبد الناصر ومشروعه، وضد بعضها رغبة من أطراف هذه المنظومة الأنتصار لمشاريعهم الفكرية الخاصة التي من خلالها ساهموا في ضرب مشروع الأمة وفي النهاية وبعد سقوط المشروع الأهم سقطت كل المشاريع الوهمية وتبخرت، فكانت في المحصلة تعبيرا عن حال أمة عجزت عن توحيد كلمتها ومواقفها تعاليم الله ورسوله فما بالكم بمواقفها من بعض أبنائها وان صدقوا واخلصوا معها.
يتبع
صنعاء في 23 اغسطس 2023

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)