ريمان برس - خاص -
نعم اختلف مع حزب (التجمع اليمني للإصلاح) وتختلف قناعتي السياسية والفكرية والعقائدية عن قناعات وأفكار ومعتقدات (الإصلاح) واجد نفسي نقيضا لهذا الحزب، لكني احترم حقه في قناعته وأومن بأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فالاصلاح مكون سياسي يمني له حظوره وجمهوره ولايمكن الانتقاص منه، أو إلغائه وتهميشه أو دفعه لطريق قد ندفع جميعنا ثمنها، وما حدث ويحدث في محافظة (شبوة) لا يمكن تحميله لحزب الإصلاح أو استغلال ما حدث لشيطنة هذا الحزب، كما أن ما حدث لا يمكن تحميل وزره لما يسمى ب (المجلس الرئاسي)، لكن ما حدث هو عمل عدواني تتحمل مسئوليته دول العدوان ممثلة بكل من النظام السعودي والنظام الإماراتي فهذان النظامان مسئولان مسئولية كاملة عن كل ما حدث في اليمن منذ عام 2011 م وليس من عام 2015 م يوم بدأت هذه الأنظمة بشن عدوانها على اليمن، فما يجري في اليمن تتحمل مسئوليته القانونية الكاملة دولتي الإمارات والسعودية، باعتبارهما دولتي احتلال وغزو وكنا كما كان الكثيرون يدركون هذه الحقيقة منذ اللحظة الأولى لتفجر الأزمة، وقد حذرنا من الأدوار الوظيفية للنظامين السعودي والإماراتي منذ بدأت الأزمة وقلنا مرارا وتكرارا أن ثمة مخطط يستهدف بلادنا أوكلت مهمة تنفيذه للنظامين السعودي والإماراتي، وان مخطط تدمير اليمن وإعادته لعصور سحيقة مؤغلة بالقدم هدف النظامين خدمة لمصالحهما وان مشروع أو خطة محمد بن سلمان الموسوم بعنوان ( 2030) قائم على أساس ضرب القدرات اليمنية في المقابل تبني دولة الإمارات خططها الاستراتيجية على أساس إخراج اليمن من مشروع (الحزام والطريق الصيني) لصالحها بعد أن حلت الحاضنة الاقتصادية للصين في المنطقة، وقدمت نفسها للصين باعتبارها (عرابة) الشراكة الاقتصادية العربية _الصينية، وتخوض صراعا حقيقيا مع جارتها الخليجية الأخرى _السعودية _وتتنافسان فيما بينهما على دول المنطقة وحتى على دول القارة الأفريقية، واليمن إحدى مناطق الصراع فيما بينهما ويخوضان عليها تنافسا حقيقيا وان بصورة خفية وان ما يظهر من مواقفهما لا يعكس حقيقة تواجدهما فهما لا يكترثان بشرعية يمنية ولا بمصالح الشعب اليمني ولا بأمن واستقرار اليمن بل تعمل هاتان الدولتان على إظهار اليمن كدولة فاشلة سوى كدولة واحدة الجمهورية اليمنية أو كدولتان شمالية وجنوبية، فهما يعملان على افشال الدولة الواحدة وإفشال الدول الانفصالية لتسهيل عملية فرض الوصاية على اليمن الأرض والإنسان والدلائل كثيرة والشواهد لا تحتاج لمزيد من الإثبات، فكل ما تعيشه الخارطة اليمنية من تداعيات تؤكد على أن التحالف مع هذه الدول جريمة بحق اليمن وخيانة لأحلام وتطلعات الشعب اليمني، إذ من غير المنطقي والغير مقبول ان يأتي من يزعم المساعدة بعودة الشرعية أن يفرخ مليشيات ويشكل جيش( طائفي وانفصالي) يطالب منتسبيه بتقسيم اليمن والعودة بها إلى ما قبل 22 مايو 1990 م..؟!
والكارثة أن (الانتقالي الانفصالي) لن يحقق ما يتطلع إليه ولن يمنح الاستقلال ولن يسمح له إماراتيا بالسيطرة على الجغرافية الجنوبية، لكن سيتم توظيفه وتسخير لتمزيق اليمن واظهارها كمجتمع فاشل غير قابل للاستقرار وقد يؤدي ذلك إلى إقامة كانتونات متناحرة خاصة في المناطق الاستراتيجية الحاضنة للثروة أو في المناطق الاستراتيجية التي ستشكل حاضنة لمسار مشروع (الحزام والطريق) فاليمن تحظى بموقع استراتيجي لا تحظى به الإمارات ولا السعودية لوجودها في منطقة تربط البحر الأحمر بالبحر العربي وتطل على أفريقيا والمحيط الهندي وفيها جزر استراتيجية ومضيق باب المندب وكل هذه المنافذ والمواقع الاستراتيجية هي الهدف من كل ما يجري إضافة للثروة الهائلة التي تحتظنها اليمن في باطن أرضها ولا تتمتع بها لا السعودية ولا الإمارات..!!
وما حدث في محافظة (شبوة) يندرج في سياق هذا المخطط الاستعماري الذي تنفذ الإمارات جزءا منه فيما يخصها وتنفذ السعودية الجزء الباقي الذي يندرج في سياق مصالحها الاستراتيجية وأمنها..؟!
وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد صحة ما ذهبنا إليه بدءا من طريقة إدارة الدولتان لعدوانهما ضد اليمن، وأيضا طريقة تعاملها مع من هرول خلفهما من اليمنيين والكيفية التي دفعتهما بعد فشل نظام (هادي) إلى استبدال الرجل بطريقة وترويكا مثيرة تذكرنا بطريقة الثورة الفرنسية التي قامت لتستبدل الملك بامبراطور..؟!!
واستبدال (هادي) بترويكا من (8 أتباع) بدون أسس قانونية أو شرعية أو دستورية، بعد أن احتكر البعض وهم قلة صفة الشرعية والدستور والقانون وتم تنصيبهم كممثلين للشعب دون مسألة الشعب أو استئذان هذا الشعب الذي بلغ مرحلة صار فيها (يكفر بالجميع ويلعن الكل) ولم يعد يثق بثنائي العدوان الذي دمر كل مكاسب الشعب اليمني بما في ذلك الاف المدارس والمعاهد والجامعات ثم راح يسوق عبر إعلامه دعاية بأنه (رمَم لليمن ثلاث مدارس)؟!!
ما حدث في شبوه هو استهداف لفصيل سياسي يمني اتفقنا معه أو اختلفنا ولكنه فصيل وحدوي يرفض المضي للأخير في مسلسل استهداف وطنه، وان أدرك هذا مؤخرا فلا ظير، لأن من يدرك الخطاء متأخرا خيرا من أن لا يدركه ابدا ويبقى على غيه وجهالته للنهاية حين لا ينفع الندم ولا يشفع الاستغفار..؟!
واجزم أن من يستهدف الإصلاح اليوم سوف يستهدف المؤتمر بالغد ويستهدف الاشتراكي والناصري تباعا ثم بقية المكونات حتى يتخلص من الجميع ولن يبقى إلا على من يقبل إهانته ويستسلم بالمطلق لرغباته ويحقق كل أهدافه مقابل ثمن بخس لا يرتقي لمستوى العار الذي سيلاحق كل من تعاون مع هذه الدول وبارك عدوانها بحق وطنه وشعبه مع معرفتنا أن غالبية من ارتهنوا للإمارات والسعودية قد حصلوا على جنسيات هذه الدول مع أسرهما ومن قبل بدء العدوان بسنوات طويلة إلا بعض المغررين بهم والمستجدين في سجل العمالة لهذه الدول الذين اوهموا أنفسهم أن هذه الدول قد اعتدلت وارتقت بمواقفها وغدت بحكم المتغيرات أكثر تقدما وتطورا، وكانوا بتقديراتهم وانطباعاتهم هذه على خطاء لأن آباء حكام أنظمة الخليج دون إستثناء كانوا أكثر عروبة ربما وتدينا وتخلقا من أبنائهم الذين تجردوا من كل الأخلاقيات الدينية والعربية والإنسانية،
والذين يتحكمون اليوم في دولهم ودول المنطقة ويريدون من كل من يتعامل معهم أن يكون مجرد (عبدا في اسطبلاتهم) مع انهم هم مجرد (عبيد) في اسطبلات أسيادهم في عواصم العرب الاستعمارية..؟!
أن حزب الإصلاح دق ناقوس الخطر بعد أن أدرك يقينا أن المسار الذي سار فيه هو وآخرون كان مسارا خاطئا، ولا أعتقد أن أحداث شبوة وحدها من دفعت الإصلاح لتحديد موقفه بل هناك أحداث تراكمية سبقتها وان ما حدث في شبوة كان الفتيل الصاعق الذي أحدث الانفجار...؟!
فقوات التحالف أغرقت اليمن الأرض والإنسان في مستنقع الفتن ومجاهل الأزمات ولم تقدم ولو دليلا واحد يثبت صحة مزاعمها كدول شقيقة تعيد ترتيب البيت اليمني أو تعيد الاستقرار لليمن، فالسعودية كنظام لا تتمنى الاستقرار لليمن ولا تقدمها ولا تحبذ أن توجد في اليمن دولة مستقلة قوية صاحبة قرار وموقف وهوية وأرادة، والإمارات تحلم بالسيطرة على جزر ومؤاني اليمن والسيطرة عليها واستغلالها كمناطق سياحية وملاهي ستقيم عليها لاجتذاب سواح العالم بعد أن استئنزفت جغرافيتها الصحراوية ولم يعد فيها جديدا يجذب السواح ولا مناطق يمكن أن تستثمرها، لذا تسعى جاهدة لتمزيق اليمن وتفريق مجتمعها لتسيطر على المناطق والنطاقات التي تريدها وليذهب اليمن وأهله للجحيم..؟!
لقد أجبرت (هادي) على التنحي بالقوة وتحت التهديد، ليعلن تخليه عن السلطة ويكلف مجلس رئاسي جاءت به فلوس السعودية والإمارات وليس الإرادة الشعبية اليمنية حتى من نصف مجلس النواب الذي يحتكموا عليه..؟!
ثم جاؤا ب (الرئيس القائد عيدروس) ليكون عضوا بالمجلس الرئاسي ليقبل الرجل بالوظيفة الجديدة رغم أنه يحمل على صدره علم دولته المنشوده التي كانت دولة الحزب الاشتراكي وليست دولة الانتقالي..؟!
من هذه المواقف الغريبة والعجيبه يكفي اي مراقب حصيف ليدرك أن دول العدوان تسخر وتتمسخر من اليمن واليمنين، وان كان ذات يوم قال (الوليد بن طلال.. وهو يدشن بث قنوات روتانا.. سأجعل مصر ترقص خليجي) والذكي عليه أن يفهم ويفسر أبعاد وأهداف العبارة .؟!
فإن محمد بن سلمان ومحمد بن زائد يتعاملون مع اليمن الأرض والإنسان من هذا المنطلق ولكن على طريقتهم وبحسب ما يقتضيه مخططهم العدائي والاستهدافي لليمن ونتمنى على عقلاء اليمن أن يصحوا من سباتهم قبل أن يوغل أعدائهم بالمزيد من السخرية وليتذكر كل من تحالف مع هؤلاء الأوغاد أن التاريخ لن يرحمهم والشعب اليمني أيضا..!! |