ريمان برس - خاص - خلال العقد الأخير فقدت اليمن كوكبة من أبنائها ممن تركوا بصماتهم على جغرافيتها وفي تجاويف ذاكرة أبنائها وسجلات تاريخها من خلال أدوارهم النضالية ومواقفهم الوطنية والقومية والإنسانية وأخر هولاء العملاقة الذين غادروا دنيانا هو الشيخ والدكتور والشخصية الاجتماعية والوطنية والقومية عبد الوهاب محمود عبد الحميد ؛ الذي يصعب القول برحيله لأن مثله لا يرحلون بل يظلوا حاضرين في أوساطنا من خلال مآثرهم وأعمالهم التي تخلدهم في دنيانا وتجعل نسيانهم بعد الرحيل فعل من مستحيل ..
دكتور عبد الوهاب محمود سيظل رغم مغادرته دنيانا حاضرا في أوساطنا نراه في كل جزءا من خارطة الوطن ؛ ونراه ونلمس حضوره في كل منجز تنموي واقتصادي وسياسي واجتماعي ؛ في منجزاتنا الاقتصادية هو حاضرا ؛ وفي مكاسبنا السياسية والاجتماعية هو حاضرا ؛ ونراه في كل عمود كهرباء وفي كل فصول مدارسنا ومدرجات جامعاتنا وفي كل حرف من حروف دستورنا وقوانينا وتشريعاتنا هو حاضرا ..
فالراحل وعلى مدى ستة عقود كان شريكا أصيلا في صناعة كل تحولاتنا الوطنية ومن الصعب طمس معالم بصماته في كل هذه التحولات التي للأسف بدت عجلة انهيارها وتراجع صمودها مع قرار الراحل مغادرة المشهد طواعية بعد أن قال كلمته التحذيرية ولم يستوعبها فرقاء صناعة القرار فكان المشهد التراجيدي المسكون بكل مفردات الدراما الذي نعيشه اليوم والوطن هو حصيلة طبيعية لتجاوز نصيحة الراحل وتحذيراته لصناع القرار الذين فيهم من رحل قبله متذكرا تحذيرات قيلت تحت قبة البرلمان بصدق وصراحة وشفافية لكن انتهازية البعض وغرورهم وحب الذات الذي يستوطنهم حال دون تمكين صناع القرار من استيعاب نصيحة الراحل فكانت النتيجة كارثية ..؟!!
لا أعرف شخصية وطنية وقومية رحل عن دنيانا بضمير نقي ومستريح ومطمئن لأنه أدى رسالته وواجبه على أكمل وجه ورأى ببصيرة الحيكم الثاقبة في وقت مبكر ما ستؤول إليه الاحداث على اعتبار أن المقدمات تدل على النتائج ..
وهناء وللأمانة التاريخية سمعت من الكثيرين وهم من كبار صناع القرار الوطني يشيدون بمواقف الدكتور الراحل ومصداقيته وسلامة رؤيته ويتحسرون على أنهم تجاهلوا ما قاله إلا أن وصلوا إلى اللحظة التي حذرهم منها _ شهادات سأتناولها لاحقا وسأذكر ابطالها الاحياء منهم والأموات _ جازمين أنه كان _ رحمة الله عليه _ أكثر من حكيم وأكثر من استنبط النتائج الكارثية لمسار سياسي أنحرف عن مساره منذ أبريل 1993م بل ومنذ انفرط عقد القوى السياسية في ( دار الحكمة ) بالعاصمة صنعاء وانقسموا بين المولاة ل( صالح ) والموالاة ل ( البيض ) يؤمها وجد الحكيم الراحل نفسه مجبرا لا بطلا يحاول التصدي لما وصفه _ رحمة الله _ عليه ب ( السيل الجارف الذي سيقتلع الجميع في طريقه )..؟!!
تزعم يؤمها تكتل التحالف الديمقراطي وشرفني بأن هو والأمين العام للتحالف الأستاذ عبده الجندي لأكون مديرا لتحرير صحيفة المعارضة الناطقة باسم التحالف والزميل جار الله علي محمد رئيسا للتحرير .. وهذا ما سيجعلني أتناول بصدق وشفافية رؤية ومواقف الراحل الكبير الذي لم يكن مجرد شخصية وجاهية واجتماعية ورمزا وطنيا وقوميا بل كان مدرسة واكاديمية سياسية ونهرا دافقا لكل القيم الوطنية والقومية ومناضلا يتحلى بكل الصفات النضالية المفعمة بالمشاعر والاخلاقيات المثالية فإذا قربت منه وجدته جبلا من ( الحزن ) على مستقبل يلفه الغموض بسبب روزنامة المقدمات الخاطئة ..!!
يتبع |