الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
خلال الفترة من عام 2010 م وحتى العام 2020م شهدت العلاقة الامريكية - الصينية - تحديدا توترات ومواجهات طالت مختلف الميادين غير ان المواجهة الشرسة كانت في الجانب الاستخباري وفي القطاع الاقطاع وخاصة قطاع المعلومات التقنية وانظمتها وكل ما يتصل بالمنظومة التقنية ، ولم تكن روسيا بعيدة عن هذه المواجهات بل كانت في القلب منها ، وكان واضحا ان ثمة تفاهمات صينية

الجمعة, 28-مايو-2021
ريمان برس - خاص -

خلال الفترة من عام 2010 م وحتى العام 2020م شهدت العلاقة الامريكية - الصينية - تحديدا توترات ومواجهات طالت مختلف الميادين غير ان المواجهة الشرسة كانت في الجانب الاستخباري وفي القطاع الاقطاع وخاصة قطاع المعلومات التقنية وانظمتها وكل ما يتصل بالمنظومة التقنية ، ولم تكن روسيا بعيدة عن هذه المواجهات بل كانت في القلب منها ، وكان واضحا ان ثمة تفاهمات صينية - روسية في الزج ب ( واشنطن ) في مستنقعات الصراعات في اكثر من ميدان على الخارطة الكونية ، وان كانت لدى ترويكا ( المسيحية - الصهيونية ) او ( التلمودين ) في أمريكا والغرب عقيدة راسخة يؤمنون بها حد اليقين مفادها ( أن دعمهم للغطرسة الصهيونية في فلسطين من شأنه أن يزيد من غطرسة الصهاينة ويشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم الامر الذي سيعجل  بنزول السيد ( المسيح ) المخلص لتحقيق العدل بين البشر ) ؟!
فان ( بكين ) وحلفائها بدورهم يشجعون ( واشنطن ) ويتغاضوا او يتجاهلون الكثير من تصرفاتها الاحادية وعربدتها سوا داخل مجلس الامن الدولي وبقية المنظمات الدولية والجمعية العامة او على الخارطة الكونية ، لتقوم بدورها على إرتكاب المزيد من الغطرسة ، وهذا سيؤدي إلى زوال هيمنتها وربما سقوطها وخروجها من المعادلات القطبية من خلال اغراقها في مستنقع الصراعات الدولية والإقليمية والحرص على إخراجها من ساحات الصراعات المباشرة خاسرة ومجردة من المكاسب ، في الجانب الاخر الحد من نفوذها الاقتصادي بما يخلق لها ازمات داخلية ، وهذا ما بدت ملامحه منذ العامين الاخيرين لولاية الرئيس الامريكي ( بارك أوباما ) الذي اعترف في احدى خطاباته صراحة أن( امريكا لم تعد القوى الاولي في العالم ولكنها لاتزل دولة عظمى )  واستمر وبصورة تراكمية في عهد الرئيس ( دونالد ترمب ) الذي حاول تعويض القدرات الاقتصادية الامريكية ، اولا من خلال ابتزاز حلفاء أمريكا بدءا من دول الخليج مرورا باليابان وكوريا الجنوبية وصولا إلى ألمانيا التي حملها ( ترمب) لوحدها ثلث ميزانة ( حلف الاطلسي ) ..!!
حاول ( ترمب ) خلال فترة ولايته أن يعمل باستراتيجية الصدمة بدءا من كوريا الشمالية والصين مرورا بحلفاىه الاوروبين وصولا إلى منطقة الشرق الاوسط ، بتعقيداتها وازماتها المركبة وقد اخفقت سياسة ( واشنطن ) وإدارة ( ترمب ) في تحقيق أي تقدم يذكر في كل هذه الملفات باستثناء تمكنه من ابتزاز دول الخليج واجبارها على عقد صفقات تسليح بعشرات المليارات ناهيكم عن الاتاوات التي دفعتها دول الخليج لدعم الاقتصاد الامريكي ولم يتردد في تأجيج سعار العدوان على اليمن الذي اعلنته إدارة ( أوباما ) والتي قدمت اليمن كهدية لنظام ( آل سعود ) مقابل أن لا تتدخل ( الرياض ) في سورية عسكريا من خلال تحالف ( إسلامي ) كما هددت الرياض - حينها - بهذا بعد تراجع ( واشنطن ) عن القيام بعملية عسكرية برية لإسقاط النظام في ( دمشق ) ..
بحلول العام 2019م كان صناع القرار في ( واشنطن ) قد وصلوا إلى قناعة باخفاقاتهم الخارجية وبأزمات داخلية متنامية أخذت تطفوا على سطح الحياة الاجتماعية ، ركود ، بطالة ، تراكم خيالي للدين العام الخارجي قرابة ( 22   ألف مليار ) ودين داخلي يتجاوز ( 70  ألف مليار ) ناهيكم عن حاجة امريكا الملحة والمقدرة ب 15- 20  ترليون دولار لترميم البنية التحتية في البلاد من شبكات الطرق وخطوط السكك الحديدية والكهربا والاتصالات والمرافق الخدمية وابرزها القطاع الصحي ،  وهذا ما دفع كل من الرئيس الامريكي الاسبق ( جيمي كارتر ) ووزير الخارجية الامريكي الاسبق ( هنري كيسنجر ) إلى توجيه رسالتين منفصلتين للرئيس ( ترمب ) واركان ادارته محذرين فيها من مغبة السياسة التي تتبعها الادارة والرئيس داخليا وخارجيا ، مؤكدين ان هذه السياسة ستقود امريكا إلى مستقبل مظلم ، بل ذهب ( كيسنجر ) إلى ابعد من هذا حين حذر الرئيس والادارة من مواجهة ( الصين ) طالبا منهم فتح حوار وشراكة استراتيجية مع ( بكين ) ..لكن الرئيس وبعض اركان ادارته لم يعيروا كل هذه التحذيرات ومنها ما صدر عن مراكز صناعة القرار في ( واشنطن ) بل راحوا يصعدوا صدامهم مع ( الصين وروسيا ) وفيما اعتبر ( ترمب ) بكين مسئولة عن فشله في تطويع كوريا الشمالية ونزع اسلحتها النووية ، اعتبر روسيا بالمقابل مسئولة عن فشل ( واشنطن ) في الشرق الاوسط فاصطدم ( ترمب ) اولا بمسئولي الامن القومي الامريكي فعمل على إقالة اخطر مسئول  للامن القومي الامريكي بعد ( بريجنسكي ) في عهدي الرئيسين ( كارتر وريغان ) واقصد به ( جون بولتون ) الذي تم اقالته من قبل ( ترمب ) لتمسكه بنصيحتي ( كارتر وكيسنجر ) ..؟!
حدث هذا فيما كان ( ترمب ) قد الغى معاهدة ستارت  1و 2و3  مع روسيا والخاصة بالحد من الاسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى ، كما كان ( ترمب ) قد الغى عضوية امريكا في منظمة التجارة العالمية وغادر أتفاقية المناخ  رغم ما لهذه الاتفاقية من اهمية دولية ، لياتي الثلث الاخير من العام 2019م حافلا بالتداعيات والازمات الداخلية لامريكا ، التي وجدت نفسها تواجه ازمة بنيوية في مفاصل المجتمع والدولة والمؤسسات والقيم والثقافة ..ثم برزت  ازمة أو جائحة ( كورونا ) لتزيد من ارباك المشهد الداخلي الامريكي ..
لم تكن ازمة ( كورونا ) طبعا هي من كشفت عورات ( واشنطن ) وخيبتها بقدر ما كانت ( القشة التي قصمت ظهر البعير ) كما يقال ..؟!
بل كانت هناك سلسلة اخفات تراكمية ادت لتفاقم الخسائر الامريكية في السياق الاستراتيجي وهي الخساىر التي انعكست على الوضع الداخلي الامريكي ، ويجزم كل خبرا صناع القرار ان الاسباب التي اوصلت امريكا إلى وضعها الراهن هي الاستراتيجية المتطرفة التي تبنتها جماعة ( المسيحية - الصهيونية ) او ما عرفوا منذ عهد الرئيس ( جورج بوش - الابن ) بتيار ( المحافظين الجدد ) الذين اعتبروا سقوط ( حلف وارسو) وانهيار الاتحاد السوفيتي رسالة ربانية لهم للبدء بتطبيق نظريتهم وهي السيطرة على العالم واخضاعه لرغباتهم التي هي تجسيدا لرغبات ( الرب ) ؟!
حصدت امريكا وتحديدا خلال العقد الثاني من القرن الحالي سلسلة هزائم وانتكاسات في سياستها الداخلية والخارجية واهتزت صورتها على الساحتين وبدت سياسة البيت الابيض مقلقة حتى لحلفائها في اوروبا ودول الغرب فيما راح القرار الامريكي يخضع لسيطرة( كارتل مجمع الصناعات العسكرية ) الامر الذي افقد ( واشنطن ) توازنها السلوكي في علاقاتها الخارجية باعتبارها قوى عظمى عليها مسئوليات انسانية واخلاقية ، فيما الصين كانت تخطوا نحو غايتها بهدؤ وثبات وتقدم نماذج رائعة في تعاملاتها مع دول العالم ساعية ومعها روسيا الاتحادية إلى إعادة التوازن في العلاقات الدولية وايجاد عالم ( متعدد الاقطاب ) بعيدا عن هيمنة القطب الواحد وهو ما ترفضه ( واشنطن ) وبشدة عارضة اولا على روسيا رغبتها بتقاسم النفوذ على غرار ما كانت عليه الامور في زمن الاتحاد السوفييتي ، لكن موسكو رفضت الفكرة وقدمت بديلا عن ذلك خطة متكاملة لاصلاح النظام الدولي بما في ذلك اعادة اصلاح وهيكلة الامم المتحدة وتوسيع مجلس الامن من 5 اعضاء إلى 15عضوا في كنف عالم متعدد الاقطاب وقد رفضته ايضا ( واشنطن ) التي عرضت فكرتها على الصين مبدية رغبتها بان تتقاسم معها النفوذ وان تحل الصين محل الاتحاد السوفييتي ، لكن الصين بدورها رفضت الطلب الامريكي واصرت على عالم متعدد الاقطاب وحل ظاهرة ( التوظيف الديني ) في العلاقات السياسية الدولية - بعد محاولات واشنطن تسويق خطاب عدائي يتهم الصين بانها كيان ملحد يستهدف الاديان والمتدينيبن ، كما كان حالها مع الاتحاد السوفيتي - فيما الصين اكدت وتؤكد ان لا مشكلة لها مع الاديان وان ما يهمها هو الإنسان ايا كان وهو من يستحق العيش بسلام واستقرار .
كثيرة هي التفاصيل التي خاضتها امريكا مع خصومها الصين وروسيا وحلفائهم من كوريا الشمالية الى دول امريكا اللاتينية الى إيران وباقي دول الشرق الاوسط ، واستعراض عابر لبعضها هنا ليس عمل ( سردي للتاريخ ) بل لتاكيد تداعيات تقود واشنطن فعلا إلى ( مقصلة ) لا يريدها حتى خصومها لها وفي المقدمة الصين وروسيا اللتان تعتبرهما امريكا ( الاعداء الوجودين لها ) في المرحلة المقبلة .يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)