الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 07-يوليو-2019
ريمان برس - خاص -

لم يكن جوليان أسانج هو مصدر تداعيات الأحداث الإستخبارية الروسية - الأمريكية بقدر ما كان مجرد - جرس - أيقظ الذاكرة الروسية لجراحات غائرة ومؤلمة تلقتها من واشنطن على مدى عقد من الزمن 90/2000م وهي الفترة التي قال عنها الاكاديمي والمحلل الروسي ( زيخاكوف ) إنها أوصلت ضباط الاستخبارات الأمريكية إلى مختلف المرافق الروسية بما في ذلك مصانع ومختبرات الاسلحة النووية ..؟!
كان بوتين يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حين قدم يلتسين استقالته عام 1999م وفي أذار مارس 2000م جرت الانتخابات الرئاسيه وفاز فيها فلاديمير بوتين بنسبة 53% من الاصوات وهناء بدت مرحلة جديدة في تاريخ روسيا الاتحادية وفي مسار علاقتها الدولية كما بدت حرب شرسة وغير منظورة بين روسيا والغرب بصورة عامة وبينها وبين أمريكا وبريطانيا بصورة خاصة ..كان بوتين وهو ضابط مخابرات معتق يدرك تماما الحال الذي وصلت اليه روسيا خلال العشر السنوات المنصرمة وكان يدرك حجم النفوذ الاستخباري الامريكي في بلاده وخطورته ، وكان من ابرز أولوياته تطهير روسيا ومؤسساتها وأجهزتها واحزابها ومنظماتها المدنية من الحظور الاستخباري الامريكي الطاغي في مفاصل الدولة والمجتمع ..في عام 2004م أعيد انتخاب الرئيس بوتين لفترة رئاسية ثانية وبعدها بعام فقط أي في عام 2005م واجه بوتين أولى الكوارث الإستخبارية والتي تمثلت بقيام جهازي المخابرات الأمريكي والبريطاني بإغراق وتدمير أحدث غواصة نووية روسية يوم تدشينها وعلى متنها 280 بحارا من أمهر رجال البحرية الروسية ..كانت الغواصة المستهدفه تعد أحدث الغواصات النووية في العالم وتفوق ما لدى أمريكا وكل دول الغرب والعالم وذات مواصفات جد متطورة ومميزات لم يسبقها إليها أحد ورات واشنطن ولندن خطورة هذه الغواصة فقرروا تدميرها يوم تدشينها وبمن فيها بواسطة صاروخين نووين اطلقا من طوربيدين تعود ملكيتهما لكل من أمريكا وبريطانيا ..كانت العملية استخبارية بإمتياز ، على أثر ذلك الحادث المؤسف جمع بوتين 85مسئولا امامه هم كل رجال الدولة الروسية المعنيين بصناعة القرار وعلى مدى ساعتين من الصمت المطبق رفع الرئيس بوتين راسه والدموع بادية عليه وقال عبارة واحدة مقتضبة ( مشكلتنا في الداخل يجب إصلاح الداخل أولا )؟!!
ثم انطلقت حملة تطهير داخلية واسعة النطاق طالت كل مرافق الدولة بما في ذلك المدارس والجامعات ومعاهد التدريب الفني والتقني وتزامنت هذه الحملة مع حملة خارجية اعادت الاعتبار لجهاز المخابرات الروسي ال (.كي .جي .بي ) الذي بدأ ينشط خارجيا وبذات الفعالية والمهارة التي كان عليها في زمن الاتحاد السوفييتي ولكن بصرامة واحترافية اكثر ..وفي مواجهة هذا التحرك الروسي سعت واشنطن وحلفائها الى إقلاق روسيا من الداخل واستعادة زمام المبادره ولكنها جوبهت وجوبه حلفائها ومن راهنت عليهم بقبضة حديدية صارمة من قبل إدارة بوتين واجهزته كانت روسيا بوتين قد أدانت وبقوة أحداث 11 إيلول سبتمبر التي ضربت أبراج منهاتن ولكنها وقفت ضد واشنطن في غزوها للعراق بل وحذرت الأجهزة الإستخبارية الروسية العراق من المخطط الأمريكي الذي يحاك ضدها وضد نظام الرئيس صدام حسين ولكن للأسف لم يأخذ الأخوة في العراق التحذيرات الروسية بجدية معتمدين على قنوات تواصل خادعة مع واشنطن ..ذهبت أمريكا بعد افغانستان نحو العراق رافعة شعار من لم يكن معنا فهوا ضدنا ووظفت قوتها العسكرية والاستخبارية لتطويع أنظمة العالم ومعها كانت بريطانيا وبسقوط النظام العراقي بدت الصورة أكثر وضوحا أمام روسيا وأكثر قتامة أمام واشنطن التي وجدت نفسها داخليا تواجه أزمات وتباينات في أجهزة صناعة القرار الأمريكي ..إذ شكل التعافي الروسي والحضور الاستخباري الروسي تحديا لواشنطن التي كانت قد وضعت خططها كقوة دولية نافذة ليس هناك من يعيق حركتها أو يجروا أن يقف أمام طموحها الاستراتيجي وكانت واشنطن ترى للصين كقوة اقتصادية من السهل فرملتها والتحكم بنمؤها الاقتصادي عبر سلسلة من الاجراءات الاقتصادية واهمها ربط الصين بمنظمة التجارية الدولية وهذا ما حدث إذ وبعد دخول الصين لمنظمة التجارة الدولية أجبرت على إغلاق 200 ألف معمل ومصنع تلبية لضغط واشنطن بزعم حماية حقوق الملكية الفكرية ..لم تكن واشنطن تعلم إنها ومن خلال هذه الإجراءات كانت تلف حبل المشنقة على رقبتها وأن قوننة العلاقات التجارية كان هدف صيني / روسي بهدف ضبط إيقاعات العلاقات التجارية الدولية وإيقاف عربدة واشنطن في هذا الجانب ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)