الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 22-يوليو-2018
ريمان برس -خاص -


بعد معركة ( كربلاء ) التي قتل فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وعدد من أنصاره على يد قوات بني أمية أحكم بني أمية قبضتهم على السلطه ووضعوا قاعده غير مسبوقة للحاكمية مسقطين بذلك مبدأ الشورى والتوافق والتشاور في الأمر بين المسلمين ..
بعد تلك الواقعه ذهب رموز الاجتهاد وفقهاء المرحلة يعبرون عن وجهة نظرهم مما أقدم عليه بني أمية وخاض في هذا الشأن كثيرون من المجتهدين أو بمعنى أدق المصلحين الاجتماعيين الذين انطلقوا في رؤيتهم الإجتهاديه من رؤية إسلاميه على قاعده ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رغم أن الفتنة كانت قد بلغت ذروتها والخلافات عصفت حتى بصحابة رسول الله أو من تبقى منهم حينها ..فيما طغيان بني أمية كان قد أثار غضب قطاعات واسعة من المسلمين الذين استنكروا طريقة بني أمية وهناك من قبل الخنوع لسلطة بني أمية على مضض وخشية من بطشهم فيما أخرون سايروهم بدافع المصلحة الخاصة ..!!
كانت هناك مشكلة قد برزت منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان وهي تدخل _ ما أطلق عليه بمصطلح الشعوبية الإسلامية _ والمقصود بهذا المصطلح هم المسلمين من غير العرب الذين أكتشفوا لاحقا بعد مقتل الخلفاء عمر وعثمان وحروب الإمام علي بن أبي طالب مع خصومه من معاوية وجماعته أن ثمة فلسفه أو قاعدة تترسخ في مسار الحاكمية الإسلامية وهي أن الخلافة محصورة في ( قريش ) الأمر الذي دفع برموز الشعوبية الإسلامية بالانحياز الطوعي إلى جانب ( آل البيت ) ورفعوا حد التعصب شعار أحقية الخلافة للإمام علي أو ( البطنيين) فيما ذهب لاحقا أخرون يحصرون أحقية الخلافة في ذرية الحسين دون غيره من أبناء الإمام علي بما في ذلك الحسن أبن علي ..!!
كان الإمام زيد واحدا من هؤلاء المجتهدين الذين قدموا رؤية إسلامية تتعلق ب الخلافة وشاغلها والشروط الواجب توفرها في شخص الخليفة ..وكان من الطبيعي أن ينطلق الإمام زيد في رؤيته من مبدأ ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وكان من الطبيعي أن يرفض الإمام زيد مبايعة أيا من خلفاء بني أمية وأن كان الحسين قد قتل لرفضه مبايعة يزيد وقبله كان والده قد خاض حروبا لرفضه خلافة  معاوية فأن من الطبيعي أن يستهدف الإمام زيد لرفضه التسليم بحكم بني أمية ..
الإمام زيد لم يقدم مذهب ديني ولا مشروعا سياسيا بل قدم رؤية شرعية مستنبطه من كتاب الله وسنه رسوله دون أن يغفل رؤية جده الإمام علي الذي بايع ثلاثة من الخلفاء هم : أبو بكر ..وعمر ..وعثمان ..وفي هذا قال الإمام زيد بجواز تنصيب ( المفضول بوجود الأفضل ) من أجل المصلحة العامة ..لم يقول الإمام زيد بشرعية الإمامة ولم يقول بحصرها في ذرية الحسين بني علي ولم يدعوا الإمام زيد لمذهب ديني ولم يؤسس لمشروع سياسي بل قدم رؤية إسلامية لمعالجة إشكالية الصراع والاحتراب على الحاكمية والسلطة ووضع رؤية مشروطة لمن يجب أن يتحمل مسئولية المسلمين وفق قناعته الدينية وفلسفته الفكرية التي لم يلزم بها أحد أو يفرضها على أحد بما في. ذلك أتباعه الذين في الغالب لم يتشيعوا له ولا للحسين من قبله ولا لجده الإمام علي من قبل كل هذا ..أقول لم يتشيع أولئك الأتباع في غالبيتهم لي آل البيت حبا بآل البيت بل نكاية ببني أمية وقريش من ناحية ورغبة في تعميق الخلافات الدامية بين العرب الذين جعلهم الله أمة وسطاء ليكونوا شهدأ على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا وأيضا في سياق الصراع المفتوح حينها على السلطه والنفوذ ..نعم بدأ الحقد الشعوبي مبكرا وخاصة بعد فتح بلاد فارس وإدراك رموز تلك الأمصار بعدم احقيتهم في الخلافة وفق القواعد التي سنتها قريش منذ السقيفة وسعت لتكريسها والانتصار لها لتفتح بهذه القاعده أبواب جهنم على المسلمين والتي لاتزل مشرعة حتى اللحظة .. 
قامت فلسفة الإمام زيد على قناعة اعتقادية راسخة أطلق عليها بالأصول الخمسة وهي ; العدل _ التوحيد _ الوعد والوعيد _ المنزلة بين المنزلتين _ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر _ ..ويلتقي الفكر الزيدي بهذه القناعات الاعتقاديه مع المعتزلة الذين تتلمذ الإمام زيد على يد شيخهم وأصل بن عطاء الذي بدوره تتلمذ على يد الحسن البصري ..
لم تعرف الزيدية في حياة الإمام زيد بل عرفت بعد وفاته بعقود طويلة وقد أنقسمت لاحقا الزيدية إلى ثلاث فرق _ أولا _ هي : السليمانية ..نسبة إلى سليمان بن جرير ..الذي من أقواله ( أن الإمامة شورى بين الناس وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل ويختلف موقفه مع موقف الإمام زيد بالطعن في الخليفة عثمان وتكفيره مع عائشة رضي الله عنها وأصحاب الجمل لوقوفهم ضد الإمام علي ..
الفرقة الثانية هي : البترية وتسمي الصالحيه نسبة إلى الحسن بن صالح بن حي والبترية هم أصحاب كثير النوى الأبتر والفرقة هي اتباع الرجلين ويقولون في الإمامة كقول السليمانية إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان ..
الفرقة الثالثه هي : الجاروديه ..نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر المتوفي سنة 160 للهجرة..
إضافة إلى ( المطر فيه ) التي تنسب لزيديه اليمن ومؤسسها هو مطرف بن شهاب وقد ذكر المؤرخ إسماعيل الأكوع بقوله ( أن من أراء هذه الجماعة جواز أن يتولى الإمامة من ليس فاطميا) وقد دخلت هذه الجماعة بخلاف دامي مع الإمام عبد الله بن حمزة الذي اعمل السيف فيهم وأبادهم ودمر معاقلهم بالقرب من صنعاء..
ما يمكن إستخلاصه في سياق الأحداث التاريخيه هو أن الإمامة كعقيدة وولاية ذات بعد ديني لم تدخل في أدبيات الفكر الزيدي إلا على يد الإمام القاسم العياني ومن ثم كرسها ورسخها كعقيدة الإمام عبد الله بن حمزة بعد خمسمائة عام من إستشهاد الإمام زيد رضي الله عنه ..
ولم تثبت أي دراسة أو مخطوطه كما لم يتمكن الباحثين وما أكثرهم من الحصول على أدلة قطعية تثبت دعوة الإمام زيد للإمامة أو حصرها في ذرية الإمام ( الحسين ) دون غيره ..!!
يلاحظ أيضا أن ( الزيدية ) المنسوبة للإمام زيد تختلف جذريا عن الزيدية السياسية التي طورها الأتباع لاحقا تلبية لرغبات سياسية فزيديه طبرستان انقسمت وأنقسم رموزها واختلفوا فيما بينهم وتنازعوا أمرهم ..وبعد إنتقالها إلى اليمن بدت الزيدية ( الهادوية) ذات صبغه دعويه إرشادية وإصلاحية وعلى قاعدة الأصول الخمسة التي تتمحور في (    ; العدل _ التوحيد _ الوعد والوعيد _ المنزلة بين المنزلتين _ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ..
وبالتالي لم تتحول الزيدية إلى مذهب ومشروع سياسي إلا على يد الإمام القاسم العياني ورسخها كعقيده مقدسه الإمام عبد الله بن حمزة ..
الإستنتاج الأخير هو أن كل هذه الإرهاصات الإجتهاديه أفقدتنا كيمنيين القدرة على حل معادلة _ الدولة والهوية _ كما فشلنا نتاج ذلك من بلورة ثقافة وطنية تكرس قيم الهوية والأنتماء لليمن الأرض والإنسان ..وعلى مدى قرون زمنية تهنا عن بناء الدولة وعجزنا عن تحديد هويتنا الوطنية كما أخفقنا في إيجاد ثقافة وطنية تكرس قيم المواطنة والانتماء..؟!!
قرون ونحن خاضعين لأمزجة أئمة وفدوا لليمن واستغلوا العواطف الدينية لدى عامة الناس فراحوا يعبثون بحياة وطن وشعب ..وطن أبتعد عن جذوره وقيمه وتقاليده الحميرية ليجد نفسه أسيرا للأمزجه الوافدة التي اتخذا رموزها من الدين مظلة لتحقيق مصالحهم السياسية الدنيوية المجبوله لرغبات ونوازع سياسية ثأريه ليس إلا ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)