ريمان برس -خاص - لم يكن صديقي النائب الفقيد / محمد عبداللاه القاضي ( الذي يصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثه لفراقه المرير ) قريبا من الدرجة الاولى للزعيم الشهيد / علي عبدالله صالح الا ان وشائج القربة بينهما كانت شبيهة بعلاقة الاب بالابن .. الاب الشديد القوي بالابن " المتمرد " لاحقا .
كان محمد رئيسا ناجحا لاتحاد كرة القدم ونائبا برلمانيا لامعا وجامعا في مقيله نخبة وطنية متنوعه .. وافضل انسان يمكن التعرف عليه .. رمز للانسانيه والشهامه والذكاء ..
ذهبنا سويا لحضور كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002 وانتخابات الاتحاد الدولي امبراطورية ال FIFA على هامش البطولة وسأعود لقصتها المثيرة لاحقا ..
ونحن نستعد في يوم مشرق جميل في اروقة فندق لوتو الانيق في العاصمه الكورية الجنوبية لحضور افتتاح الحدث الكبير .. اذا بجرس هاتف صديقي محمد يرن من الناحية الاخرى من العالم و من تحويلة مؤسسة الرئاسة في اليمن .. ثم تغير لون وجهه كقوس قزح ..
أقفل الخط وقال :
لابد مانرجع اليمن فورا
ايش حصل ايش من مصيبة هناك .. انا أسأل !!
قال :
الرئيس يصيح ليش ماستأذنت منه قبل السفر ووجه بالعوده فورا ..
انا :
ليش تستأذن او عادك جاهل ( طفل باللهجة اليمنيه )
محمد :
هو هكذا يتابع كل واحد من الاسرة قريب او بعيد وكل واحد تحت نظره وبصره وهو مربي صارم بس احنا قد كبرنا ربما عاطفة الابوة وقيادة كل التفاصيل هي الغالبه .. و لابد من العودة او ابشر بسنة سوداء علينا !!
وحزمنا حقائبنا على اول رحلة .. اثناء التوجه للمطار مرينا بمقربة من ملعب مباراة الافتتاح وانا انظر اليه بحسرة والم لازلت اتذكرها لليوم فحضور افتتاح كأس العالم حلم لملايين الشباب حول العالم ..
قبل أن يتوفى محمد عبداللاه رحمه الله باشهر ذكرني بقصة بداية تشكيل " مجلس التضامن الوطني " الذي كان يرأسة الاخ الشيخ حسين الاحمر وتولى هو رئاسة مجلس شوراه وكان المجلس فتيا و معارضا لبعض سياسات وتوجهات الرئيس صالح .
القصة بدأت من القاهره ..
كان محمد يحضى باحترام الناس وكان حضوره مؤثرا على عدد كبير من النواب والوجاهات الاجتماعيه .. فكانت القاهره ملتقى لهم .. وفي ٢٠٠٦ / ٢٠٠٧ كان هناك مجموعة كبيرة منهم لذات الغرض .. وكنت يومها اعمل مستشارا اعلاميا لسفارة اليمن في مصر ..
اتصل بي الرئيس حينها قائلا :
خالد ايش يعمل مجموعة النواب عندك في القاهره وانت جالس تسايرهم وتسهل لهم من فندق الى فندق .
قلت له : انا مع محمد عبداللاه القاضي يافندم وتعلم علاقتي به ومعظمهم تربطني بهم علاقه طيبه ..
قال : هل لمحمد قاضي هذا التأثير ..
نعم فخامة الرئيس واكثر !!
بعد حوالي ساعه التقيت محمد الذي سألني رحمه الله : الرئيس اتصل بك
قلت له : ليش ايش دراك .
قال : اتصل بي من شوية من عدن وقال يريدني اتحرك اليه .. انا شاكك ان في الموضوع لمساتك .
رديت ضاحكا : لا ماتصل بي
قال : بطل " يهوده "
المهم أن الرئيس دعاه الى عدن و مكث برفقته ١٦ يوم ليل نهار " وكان اختصار هذه الفتره : لامانع من تشكيل المجلس او اي كيان المهم لايمكن الحياد عن الثوابت الوطنيه .
لقد ذكرني اخي وصديقي الفقيد بتلك الواقعه ..قائلا : لقد اختلفنا مع الرجل وافترقنا وللاسف شاركت وساهمت بقوة في تنازله عن الحكم هو بشر وله أخطائه لكنه للانصاف رجل وطني ولايساوم في القضايا التي يمكن تهدد اليمن ويهتم بكل التفاصيل ويعرف كل المفاصل ..
وكانت كلماته الاخيره وجها لوجه : " شيئ محزن ويقهر ما آلت اليه بلادنا من دمار و سوء في النوايا "
يوم الاربعاء ٧ يناير قالوا " العزي " اصيب بجلطة في المخ .. قولت في نفسي انها سكتة دماغيه فقد رأيت في عيونه الطيبه عدم تحمل الوضع .. سلم روحه الى بارئها صباح يوم جمعه في ٩يناير ٢٠١٥ ..
لو كتب الله له الحياة الى اليوم كان سيموت كل يوم الف مره ..
رحم الله زعيم اليمن الموحد الشهيد الصالح الذي نقترب من اربعينيته .. ورحم الله اخي وصديقي الغالي محمد عبداللاه القاضي في الذكرى السنوية الثالثه لوفاته ..
سبع سنوات عجاف ..
مرت هدمت معبدنا
و قتلت فينا الامال
اصبح مسجدنا مدفع
وبلادي صارت مرتع
لغة الغابة تحكمنا
الوطني اصبح خائن
والخائن يحكم عالمنا ..
الافضل غادرنا
وغدا في علم الغيب
***
سبع سنوات عجاف
يناير اشعلها
فبراير فجر بركان
في مارس ننتظر المنقذ .. |