ريمان برس - متابعات - يرى وزير التعليم الفني والتدريب المهني في اليمن، عبد الحافظ نعمان، أن التعليم الفني والتدريب المهني هو مفتاح التنمية الصناعية.
وفي هذا الإطار، تقوم الوزارة بعدد من المشاريع التي تهدف إلى دعم هذا النوع من التعليم، كما يقول.
موقع الشرفة زار الوزير نعمان في مكتبه في صنعاء وتحدث معه عن برامج الوزارة ودورها في تحصين الشباب ضد الانخراط في بعض الجماعات التي تستغلهم سلبيا.
الشرفة : إلى أين وصلت الوزارة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني والتدريب المهني؟
عبد الحافظ نعمان : لقد كان للظروف السياسية والاقتصادية التي عاشها اليمن خلال العامين الماضيين آثار سلبية حالت دون الوصول إلى الأهداف المنشودة، حيث كانت الوزارة تطمح بحلول عام 2014 أن تكون نسبة الملتحقين في معاهدها وكلياتها 15 في المائة من حجم الملتحقين بالعملية التعليمية بشكل عام، لكننا في الحقيقة لم نحقق إلا 3.4 في المائة.
أما بالنسبة لمشاريع الوزارة، فلدينا 48 معهدا جديدا جاري العمل فيها وكذلك 12 كلية مجتمع جديدة وهذه في مجملها ستستوعب من 80 ألفا إلى 90 ألف طالب، بالإضافة إلى المعاهد الموجودة وعددها 79 معهدا وسبع كليات مجتمع. ونتمنى من طلابنا أن ينخرطوا في معاهدنا وكلياتنا باعتبار أن التعليم الفني والتدريب المهني هو عامل رئيس دافع للتنمية وتقدم المجتمعات.
الشرفة : وما الجديد هذا العام؟
نعمان : لدينا مشاريع كبيرة فالهند ستبني لنا ستة معاهد وأيضا سنفتتح في كانون الأول/ديسمبر القادم المعهد اليمني التركي وهو مجهز تجهيزا عاليا وسنفتتح فيه تخصصات جديدة مثل قسم للسجاد وقسم للأحجار الكريمة وقسم لصياغة الذهب والفضة وقسم للسيراميك. كما أن الصين ستقوم في شهر حزيران/يونيو القادم بإعادة بناء المعهد المهني الصناعي في صنعاء وهو الذي شيدته الصين في عام 1970، وأيضا معهد آخر في تعز.
الشرفة : ما أهمية التعليم الفني والتدريب المهني في اليمن تحديدا؟
نعمان : هناك أسباب سياسية وأمنية تجعل الدولة تهتم بهذا النوع من التعليم خصوصا أن المجتمع اليمني مجتمع شاب حيث إن النسبة الأكبر من السكان هم في عمر الشباب. والأسباب السياسية تتمثل في انخراط هذا العدد الكبير من الشباب في الأحزاب وانشغالهم بالقضايا السياسية بدلا من قضاياهم ومستقبلهم. أما الأسباب الأمنية فتتمثل في وقوع هؤلاء الشباب تحت تأثير القوة السلبية التي تتربص بهم وتستثمرهم استثمارا سلبيا، لذلك من المهم تأمين الشباب ضد هذه القوة ونحن نحرص أن نستقطبهم [نحو التعليم الفني والتدريب المهني] لأنهم المستقبل.
الشرفة : هل يمكن القول إن أحد أسباب ارتفاع البطالة هو تدني الالتحاق في التدريب الفني والتدريب المهني؟
نعمان : هذا صحيح ولذلك نجد أن الكثير من الدول يولي اهتماما كبيرا في التعليم الفني والتدريب المهني لأن تطور هذه الدول يعتمد على الطلبة الذين تابعوا هذا النوع من التعليم، باعتبار أن التعليم العالي علاقته بسوق العمل محدودة كما أن مجالاته تنحصر بشكل كبير في مجال الأبحاث أو في مجال الدراسات العليا. إن سوق العمل في غنى عن هذا النوع من التعليم وهذا ما حدا بكثير من الدول المتقدمة إلى التفكير الجدي في تقليص حجم التعليم العالي والتركيز على التعليم الفني.
فالتعليم الفني هو التعليم الوسطي وهو الذي يؤسس لبناء المجتمع تنمويا وصناعيا.
الشرفة : هل تقدم المعاهد وكليات المجتمع كل مجالات وتخصصات التعليم الفني والتدريب المهني؟
نعمان : لدينا 93 تخصصا وهي غير كافية. ولكن قبل التفكير في زيادة عدد التخصصات [...] نحن نسعى إلى تعميق الدراسة في التخصصات التي لدينا بحيث تكون المخرجات تساهم في تطويرها وأيضا تحسين الجانب التقني والعملي كما هو حال النظري.
الشرفة : وهل هناك تقييم لمخرجات التعليم الفني والتدريب المهني وعلاقتها بسوق العمل؟
نعمان : البنك الدولي يسعى إلى توفير دراسة معمقة وشاملة لحاجات سوق العمل اليمني. لكننا لم نتمكن حتى الآن من تقييم مخرجات التعليم الفني لأن القطاع الخاص لدينا ما يزال قطاعا متذبذبا، ومستقبل القطاع الخاص وتطوره هو الذي يحكم العلاقة بين خريجي التعليم الفني واحتياجات سوق العمل.
الشرفة : كيف تقيّم علاقة الوزارة مع المنظمات المانحة؟
نعمان : هناك عدد من المشاريع الداعمة لكن معظمها يتركز في الجانب النظري. ونحن الآن نراجع مع الأصدقاء والدول المانحة كيفية تحويل هذه المساعدات لتلبية احتياجات التعليم الفني والتدريب المهني بدل أن يفرض علينا مشروع معين بدون الأخذ في الاعتبار احتياجات التعليم الفني في اليمن.
لذلك توصلنا إلى تفاهمات مع بعض المانحين بحيث يتم بحث المشاريع التي سيدعمونها أو يمولونها بشكل مشترك وبما يتناسب مع احتياجاتنا. وأريد القول إننا بحاجة إلى كل المساعدات وأن تخصص المساعدات على التجهيزات الفنية والتقنية لأننا نريد أن تشتعل أيادي الدارسين في هذا المجال كما تشتعل عقولهم وأن يكونوا جاهزين لسوق العمل نظريا وعمليا.
الشرفة |