الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - مع إنتهاء الحرب " العالمية الثانية" برزت مفاهيم جيوسياسية جديدة ألقت بظلالها على خارطة العالم التي تنافس عليها قطبيء الصراع الجيوسياسي الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وكانت هذه الأخيرة قد حلت محل الإمبراطورية البريطانية التي كانت لاتغيب عن مستعمراتها الشمس، حتى عام 1945م حين بدأت " شمسها الاستعمارية" تتجه نحو الأفؤل

الأحد, 14-سبتمبر-2025
ريمان برس -
مع إنتهاء الحرب " العالمية الثانية" برزت مفاهيم جيوسياسية جديدة ألقت بظلالها على خارطة العالم التي تنافس عليها قطبيء الصراع الجيوسياسي الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وكانت هذه الأخيرة قد حلت محل الإمبراطورية البريطانية التي كانت لاتغيب عن مستعمراتها الشمس، حتى عام 1945م حين بدأت " شمسها الاستعمارية" تتجه نحو الأفؤل..!
رفعت أمريكا بعد الحرب شعارات عن الحقوق والحريات وقدمت نفسها كداعية للحريات واستقلال الشعوب، معتمدة على إستراتيجية جديدة لاحتوي إرادة الشعوب والأنظمة والدول، إستراتيجية لا تعتمد على الاستعمار العسكري المباشر، بل طبقت إستراتيجية الاستعمار الغير مباشر، أو بمعنى أدق "الاستعمار الذاتي" المتمثل في التبعية والهيمنة الاقتصادية وربط الدول والأنظمة باتفاقيات ثنائية تجعلها خاضعة بالمطلق لنفوذ " واشنطن"..!
تجاهلت أمريكا قيام ثورة يوليو في مصر في سنواتها الأولى ، وتغاضت عن ثورة الجزائر، والعراق، لكنها تصدت للثورة اليمنية وسعت بكل قوتها لإسقاطها، أو تحييدها عن هويتها الوطنية والقومية، ولهذا حشدت حلفائها في المنطقة من الخليج إلي إيران إلى الأردن والمغرب وحتى الكيان الصهيوني ودفعت بكل هؤلاء الأطراف الي دعم وإسناد الثورة المضادة في اليمن، ليس حبا بنظام " آل حميد الدين" بل خشية من تأثير  الثورة اليمنية على منطقة الخليج وأفريقيا أن هي استقرت وأخذت مسارها الطبيعي على طريق تحقيق أهدافها الحضارية..!
شكلت الثورة اليمنية حالة رعب لقوى الرجعية والاستعمار، لأن نجاحها في تحقيق أهدافها واستقرارها ونجاح مشروعها الاجتماعي، كان في كل هذا يكمن الخطر على مصالح قوي الرجعية والاستعمار، والتي كانت قطعا ستغير من شكل وهوية الخليج والوطن العربي، إظافة الي هوية الثورة اليمنية وطنيا وقوميا وارتباطها بدعم القاهرة والزعيم جمال عبد الناصر الذي أحتشد أعدائه واعداء مشروعه القومي واعداء الأمة العربية، أحتشد كل هؤلاء مع اذنابهم في الداخل اليمني لمواجهة مشروع عبد الناصر القومي في اليمن.
عبد الناصر الذي انطلق بثورته داخليا وقوميا وأفريقيا وأصبح رمزا لحركة التحرر العالمية، لم تتمكن قوي الاستعمار من مواجهته فكانت اليمن هي مسرح المواجهة ، ليس حبا بالنظام الإمامي بل خوفا على أنظمة الخليج التابعة للاستعمار الإمبريالي الأمريكي _الغربي..!
قتال دامٍ واجهته الثورة اليمنية منذ لحظة ميلادها، انتهي بتفاهمات إقليمية ودولية، إقليميا وحين تعثر الحل بين أنصار الإمامة وأنصار الثورة والجمهورية، وبعد حالة استئنزاف مهوولة للقدرات البشرية من الجانبين، وتفشي الصراع داخل الأطراف المتصارعة، إذ تفجر صراع ملكي _ملكي، وتفجر صراع جمهوري _جمهوري، حصل تفاهم مصري _سعودي انتهي بانسحاب القوات العربية من اليمن وترك اليمنيين يقرروا مصيرهم، في ذات الوقت أعلنت السعودية _صوريا _بأنها رفعت ايديها عن اليمن لكن واقعيا ظلت تحكم قبضتها على المشهد اليمني عن طريق حلفائها في الوسط القبلي والسياسي والعسكري، إذ استطاعت شراء ذمم كبار القادة العسكريين وشيوخ القبائل ونخب سياسية وثقافية.
في الاتجاه الأخر حدث توافق دولي  " سوفييتي _أمريكي" على الإطاحة بحلفاء القاهرة وعبد الناصر في صنعاء وعدن وتسليم السلطة في جنوب الوطن لخصوم عبد الناصر ومشروعه _الجبهة القومية _ذات التوجه اليساري الماركسي في مرحلة كانت القاهرة تخوض صراعا سياسيا مع التيار الماركسي في الوطن العربي، وهو الصراع الذي فجره عبد الكريم قاسم في العراق ثم امتد ليشمل كل الوطن العربي، ومعهم كان خلاف البعث مع القاهرة وايظا خلاف القاهرة مع الاخوان المسلمين، وهكذا تكالبت كل هذه الأطراف ضد الثورة وأهدافها وضد التحولات القومية ممثلة بمشروع الزعيم جمال عبد الناصر.. وقد تقاطعت مصالح كل هؤلاء مع مصالح قوي الرجعية ممثلة بمملكة آل سعود، ومصالح القوي الاستعمارية ممثلة بأمريكا، وقد ترتب على كل هذا نكسة يونيو حزيران 1967م التي وجهت ضربة قوية لمشروع القومية العربية الذي كان يمثله الزعيم ناصر، وهكذا تم احتوى الثورة اليمنية وتدجينها وإعادة تشكيلها على مقاس أعدائها وبرعاية مملكة آل سعود..!
نعم كان عبد الناصر حليفا للاتحاد السوفيتي، لكنه كان من مؤسسي مؤتمر باندونج وحركة عدم الانحياز، وكأن حليفا نديا للسوفيت ولم يكن تابعًا لهم يوما.. ولهذا لعب السوفيت دورا في تقليص نفوذ ناصر القومي بما يتسق مع مصالحهم الجيوسياسية، ومن هذا المنطلق كانت رؤيتهم لازمة الثورة اليمنية تتسق مع هذه المصالح وعلى أن لا تتطور الأحداث لمواجهة بين " موسكو _ واشنطن"، وهو سلوك إنتهازي لعبته "موسكو" لكنها دفعت ثمنه لاحقا وكان ثمنا باهضا تشعر بتبعاته موسكو للأن..!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)