ريمان برس - خاص -
أن يوجه العدو ضربة عسكرية نحو عاصمة خليجية فهذا حدث لا يجب أن يؤخذ بسياقه الراهن الذي هناك من يحاول حصر العدوان في نطاق ضيق هو " تصفية قادة حماس"..؟!
لأن العدوان سابقة غير معهودة طالت كيان خليجي لا يعد مجرد أكبر خزان للغاز ومنتجع لصناع الاستراتيجية الأمريكية في الوطن العربي، ولا حاضن لأكبر قاعدتين عسكريتين امريكيتين وأكبر وأضخم مخزن للأسلحة الأمريكية في الوطن العربي، بل لقطر تحديدا رمزية خاصة في أجندت صناع القرار الأمريكي، الذين ما كان لهم ان يسمحوا لحليفهم الصهيوني باستهداف هذا البلد الخليجي، لو لم يكن لديهم حسابات أخرى ابعد من حكاية قادة حماس الذين استظافتهم الدوحة بطلب أمريكي وبموافقة صهيونية حالهم حال حركة طالبان الأفغانية..!
قطر التي تدثرت بعباية الوسيط بين العدو والمقاومة، وجدت ربما نفسها في لحظة عجز عن تلبية شروط العدو التعجيزية التي طلبت منها برعاية أمريكية، رغم كل الخدمات التي قدمتها للعدو ولأمريكا من مصر إلى ليبيا الي اليمن، إلى السودان، والصومال، إلى سوريا، ولبنان والعراق، وصولا إلى أفغانستان ودول وسط وشرق وجنوب اسيا، واخرى خدمات لوجستية قدمتها الدوحة لأمريكا في القارة الأفريقية، كل هذه الخدمات، لم ترتقي للمطلوب منها صهيونيا وبرعاية واشنطن التي اتخذت من الهجوم رسالة ليس لقطر بل لكل دول الخليج ولكل حلفاء أمريكا في الوطن العربي التي تؤكد لهم جميعا ان الكيان ومصالحه وطلباته خط أحمر لا يجب تجاوزه ويجب تلبية كل ما يطلب، تأصيلا لمرحلة جديدة يجب أن تسود في الوطن العربي هي مرحلة الهيمنة المطلقة للعدو الصهيوني، وعلى الجميع القبول والتسليم وعدم الاعتراض تحت أي ذريعة أو مبرر..!
اعتقال وتسليم قادة حماس من قبل دولة قطر كان طلب العدو قبل الضربة الفاشلة، وكأن الطلب مدعوم برضاء وموافقة إدارة ترمب، وأطراف خليجية وعربية أخرى..!
قطر تحفظت لأن عملية كهذه تفقدها الكثير من المكانة والاحترام، وتكشف علاقة مستورة متطورة كانت قد جمعتها بالعدو طيلة السنوات الماضية، ناهيكم أن عملية بهذه الخطورة من شأنها أن تزلزل أركان النظام القطري وتنسف علاقته مع جماعة الإسلام السياسي، أضف لكل هذا فقدان قطر مكانتها واحترامها أمام الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، وسوف تصبح أن حدث هذا معزولة اخلاقيا ولهذا تجاهلت الطلب الصهيوني وسعت لتبرير خطورته للجانب الأمريكي الذي بدوره، يعاني من قلق التوجهات الرسمية الخليجية وخاصة تجاه روسيا والصين، الأمر الأخر تحفظ الأنظمة الخليجية على بعض مطالب إدارة ترمب المالية، كل هذه العوامل أدت لحدوث الهجوم الفاشل على مقر حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة..!
بيد أن رد الفعل القطري والعربي سيكونان عنوان التعاطي الأمريكي الصهيوني مع الأنظمة الخليجية خصوصا ومع أنظمة المنطقة بصورة عامة، إذ بقدر الرد سوف تحدد أمريكا والعدو علاقتهما ويرسموا إطارا لهذه العلاقة..!
أن الأزمة الكامنة اليوم في مسار هذه العلاقات أن كل الأنظمة المرتبطة بأمريكا والكيان، لم يعودوا يمتلكوا القدرة الفعلية لتلبية طلبات هذا الثنائي الاستعماري الجشع، ليس خوفا على كرامة أو سيادة، بل عجزا فعليا فما يطلب منهما يفوق قدرتهما، فيما العدو ومعه أمريكا في أزمة فعلية مصدرها "غزة" وصمود مقاوميها، وسلسلة أزمات مفتوحة تواجهها أمريكا في المنطقة عاجزة عن تسويتها فعلا، إنها اقتفت أثر ذلك " المشعوذ الذي جمع الجن وعجز عن صرفهم" وامريكا وكيانها يبحثون اليوم عن مخرج يحفظ لهم مكانتهم ويخرجهم من الحالة التي وصلوا إليها بفعل صمود المقاومة في غزة وبفعل هيجان الرأي العام الدولي وشعوب العالم ضد مجازر الإبادة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وبدعم ورعاية أمريكا.
والخلاصة أن منطقة الخليج لم تعد منطقة مقدسة لأمريكا والغرب وهذا ما يجب أن يستوعبه حكام الخليج والنخب السياسية والثقافية الخليجية. |