ريمان برس -
منذ تم خطف واعتقال الدكتور رامي عبد الوهاب محمود، ورموز "تعز" الوجاهية والنخب السياسية والثقافية والفكرية في تعز وفي مختلف محافظات اليمن تبحث عن أسباب ومبررات ما حدث للشيخ الدكتور الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال تصنيفه ك "عميل" لأي جهة خارجية، إذ لا يمكن إتهامه كعميل لدول العدوان التي يصطف " رامي" وكل أسرته ضدهم، ليس من خلال العدوان الحالي، بل منذ انطلاقة ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وأسرة الشيخ محمود عبد الحميد وأبنائه وأحفاده في الخندق الوطني، وبالتالي يصعب أن تلفق تهمة العمالة" للشيخ رامي" مثلا لنظام آل سعود، ولا لأمريكا، ولا لأي نظام خليجي رجعي أو نظام إستعماري، فكل هذه الأنظمة تعرف جيدا من هو " الشيخ رامي عبد الوهاب" وما هي منطلقاته الفكرية والعقائدية..!
طبعا يستحيل أن يوصف بعميل "للصهاينة"..؟!
نعم دآب " الشيخ رامي" منذ سنوات على الدعوة للحوار الوطني وتحقيق السلام والمصالحة الوطنية، وهذا ليس غاية الشيخ رامي وحده، بل هو هدف وغاية وطلب لأكثر من " 30 مليون يمني "، فجميعنا ننشد الحوار والمصالحة والسلام وحل أزمتنا فيما بيننا بعيدا عن التدخلات الخارجية إقليمية كانت أو دولية، لأن المصالحة الوطنية أن لم تتحقق بأيدي اليمنيين فلا قيمة لها ولايمكن تحقيقها بأيدي جهات خارجية..!
قد يكون رامي ومن خلال مساعيه لتحقيق هدف الحوار والمصالحة قد تواصل مع رموز يمنية داخلية أو خارجية فهذا ليس جرما يستحق العقاب أو الخطف والتغييب القسري، لشخصية تعد شريكة مع السلطة القائمة في صنعاء وجزءا منها وضمن ترويكا نخبوية تمثل محافظة " تعز" بكل ثقلها الثقافي والفكري والسياسي والوجاهي والاجتماعي وحتى الاقتصادي..!
ألم يغادر الشيخ رامي العاصمة صنعاء ويشارك في مؤتمر سلام خاص باليمن وعاد للعاصمة وعن طريق مطار صنعاء، ولو كان كما يتوهم البعض لما كلف نفسه بالعودة لولاء ثقته بنفسه وبمواقفه ودوره الوطني وسعيه لتحقيق الحوار والمصالحة، وإقناع كل أطراف الصراع بفكرة الحوار والحل الوطني بعيدا عن التدخلات الخارجية والضغوطات، وموقف كهذا يحسب للشيخ رامي وليس ضده لمن يحرص على الوحدة الوطنية والسلام الوطني..!
أن واقعة إختطاف وتغييب الشيخ الدكتور رامي عبد الوهاب لاشك أوجدت شرخا في جدار العلاقة بين نخب ووجهاء وأبناء محافظة تعز وبين السلطة السياسية في صنعاء، التي قد لا تدرك ما سببته في موقفها هذا من اذي نفسي وإحساس بالتهميش والتجاهل لدى نخب وفعاليات محافظة تعز الذين يعيشون حالة طواريء حقيقية منذ حدوث الواقعة التي تجاوزت النصف شهر دون بصيص أمل أو معرفة " الجريمة" التي ارتكبها الشيخ رامي حتى الرموز الوجاهية التعزية التي تحتل مواقعها السيادية في مفاصل سلطة صنعاء تعجز عن الإجابة على تساؤلات وجهاء ونخب واعيان تعز، وكل ما يقدم من قبلهم ردا على تساؤلات زملائهم وإخوانهم في المحافظة، هو التطمينات ويعملون جاهدين على تهدئية النفوس الغاضبة، التي لا ترى أن هناك مبرر لكل ما حدث، وان كان هناك ما يستوجب هذا الفعل فليبلغ به حتى أولئك الرموز والوجهاء الذين يشكلون جزءا من سلطة الأمر الواقع في صنعاء، الذين وجدوا أنفسهم بين "مطرقة" وجهاء وشيوخ ونخب واعيان محافظة تعز وبين " سندان" السلطة ومواقفها المبهمة التي تزيد الظاهرة إثارة وتفاعلات البلاد في غنى عنها..؟!
منذ نصف شهر ومواكب التضامن مع الشيخ وأسرته تتوافد الي منزل الأسرة، وشبكات التواصل تضج بمنشورات التضامن والتساؤل حول الدوافع التي أدت لمثل هذا الفعل، وكل هذا كنا والبلاد في غنى عنه، لو تم تكليف عدد من الشخصيات الوطنية المتواجدة في مفاصل سلطة صنعاء بما بدر من الشيخ رامي والتوجه لمنزله ومكاشفته بما بدر منه فأن بري نفسه، خير وبركة، وأن حدث العكس، عندها ليكن ما يكون، وسنكون والبلاد وأسرة الدكتور بمناى عن كل هذا القلق المريب الذي تسبب به الاعتقال التعسفي المبهم..؟!
إننا والبلاد وفي ظل الضروف الراهنة لا نحتاج لمثل هذه التصرفات، بقدر ما نحتاج لتحصين جبهتنا الداخلية وهذا التحصين لن يأتي الا عبر الحوار والمصالحة والسلام بين أبناء الشعب وهذا ما كان يقوم به الشيخ رامي عبد الوهاب، فهل أصبحت الدعوة للحوار والمصالحة الوطنية فعل من منكر يستوجب العقاب..؟! |