ريمان برس -
في الرابع والعرين من اغسطس عام 1982م شهد اليمن حدثاً مفصلياً في تاريخه السياسي والإجتماعي حين اسس الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح حزب المؤتمر الشعبي العام جامعاً تجت مظلته مختلف الوقوى الوطنية والفاعلة بالمشهد السياسي اليمني بمبادئ الميثاق الوطني الذي اراد له ان يكون خارطة طريق لبناء دولة بحدود امكانياتها المتاحة ومراعية للتركيبة الإجتماعية اليمنية المعقدة والتي تختلف تماماً عن بقية دول العالم .حيث تهيمن مراكز قوى تقليدية متخلفة بشقيها القبلي والعسكري.صادرت قرار الدولة منذ صبيحة يوم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م التي قامت ضد الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض والمتخلف.فاصبح قرار الدولة بيد شيوخ القبائل واجنحتها العسكرية.فمارسة التسلط والنفوذ ليس فقط على المواطنين بل وصلت سطوتها الى تعين رؤوساء الجمهورية والوزراء وصولاً الى تعيين مدراء الادارات والمديريات.وحتى سفراء اليمن في الخارج.ومن يحاول مخالفة هذه القوى التقليدية المتخلفة تعمل على اسقاطه او اغتياله.
استفاد الرئيس الشهيد صالح من اخطأ من سبقوه واراد جمع هذه القوى والمكونات السياسية في بوتقة واحدة يجمعهم ميثاق وطني واحد قائم على الوسطية والإعتدال والشراكة الوطنية.فأسس حزب المؤتمر الشعبي العام العريق في 24اغسطس عام 1982م لإحتوى هذه القوى خدمةً للوطن والشعب.
وبمناسبة الذكرى ال43لتأسيس هذا الحزب الوطني سوف استعرض ابرز ماتحقق في عهده منذ العام 82 الى العام 2011م وهي منجزات شكلت ملامح اليمن الحديث ورسخت مكانته بين الامم.
1/إنهاء الصراعات وتثبيت السلام: انهى المؤتمر الشعبي العام الصراعات الدامية بين شطري اليمن واضعاً حداً للحروب والإنقسامات التي مزقت البلاد لعقود .
2/اعاد تحقيق الوحدة اليمنية بالشراكة مع الحزب الاشتراكي اليمني عام 90م في واحدة من ابرز المنجزات الوطنية التي اعادت لليمنيين حلم الدولة والواحدة وكرامتهم.
3/ترسيخ الأمن والإستقرار حيث انهى الانقلابات والإغتيالات التي طالت رؤساء اليمن في مراحل سابقة..
4/وفر الأمن والأمان والسلام الداخلي مما أتاح بيئة مستقرة للنمو والتنمية.
4/نهضة تعليمية وتنموية حيث شهدت اليمن طفرة في بناء المدارس والجامعات والمعاهد المهنية والتقنية مما ساهم في رفع مستوى التعليم وتخرج كوادر وطنية مؤهلة.
5/شُقت وزفلتت الاف الكيلومترات من الطرقات مما ربط المدن والقرى وسهل حركة المواطنيين والبضائع.
6/اقام علاقات دولية متوازنة وممتازة مع مختلف دول العالم قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية..
7/جعل من اليمن دولة ذات حضور دبلماسي فاعل ومكانة مرموقة في المحافل الدولية.
8/استثمار الموارد الوطنية حبث بدأ بإستخراج النفط والغاز مما عزز من موارد الدولة وفتح آفاق جديدة للتنمية الإقتصادية.
9/ارسى المؤتمر الشعبي العام قواعد التعددية السياسية والنهج الديمقراطي وصُنفت اليمن ضمن الدول الديمقراطية الناشئة.
10/شهدت اليمن في عهد المؤتمر انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية بمشاركة واسعة من مختلف اطياف العمل السياسي والحزبي.
11/تطور تقني واتصالات حديثة شهدتها اليمن في عهد المؤتمر واصبحت من الدول المتقدمة نسبياً في المنطقة بفضل ادخال تقنيات حديثة وتوسيع البنية التحتية.
12/ مشاريع تنموية عملاقة شهدتها اليمن بعهد المؤتمر رغم محدودية الإمكانيات انجز المؤتمر مشاريع تنموية عملاقة في مختلف القطاعات من الزراعة الى الصحة الى الكهرباء والمياه التي اسهمت في تحسين حياة الشعب..
هذه المنجزات بعهد المؤتمر هي غيض من فيض فلايتسع المجال لذكرها كلها..
ختاماً إن منجزات حزب المؤتمر الشعبي العام خلال ثلاثة عقود لاتُعد ولاتحصى فقد كان بحق حزب الدولة والشعب وحامل مشروع الجمهورية اليمنية وكان ومايزال رافعة وطنية ورقم صعب في المعادلة اليمنية لديه قاعدة جماهيرية تضم غالبية الشعب اليمني لايمكن تجاوزه.
وفي الذكرى ال43 لتأسيسه لابد من استلهام هذا الأرث الوطني و العظيم والعمل على استعادة دوره الرائد والوطني والجامع في ضل ماتمر به بلادنا من تحديات وتشظي سياسي وصراعات وحرب اهلية مدمرة.
فالمؤتمر الشعبي العام لم يكن مجرد حزب بل حلماً وطنياً وتجربة سياسية رائدة وفريدة تستحق ان تُروى للأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز..
واجدها مناسبة ادعوا فيها جميع المؤتمريين اين ماوجدوا وحلوا وضلوا الى لم الشمل وتوحيد الصف وإنهاء الإنقسامات والعمل بالوصايا العشر للزعيم المؤسس.والعمل على تحمل مسؤوليتهم بالحفاظ على حزبهم وتماسكه فالعالم اجمع ينظر اليه انه المنقذ لليمن .
رحم الله الشهيد صالح ورفيقه الامين وكل شهداء المؤتمر.
نظير العامري. |