ريمان برس -
من اغسطس 1968م وحتى اغسطس 2025 م لا يزل المشهد يجدد اطيافه، ولا تزال الجراحات غائرة، ولا تزل دماء الشعب تنزف، تلون بحمرتها القانية خارطة وطن، ولايزل القتلة يتعطرون بدماء المواطن ويتلذذون برائحة الدم والبارود، ويؤغلون في صناعة القهر والخوف والجوع، ويتفننون بزراعة الفتن " المذهبية والطائفية والمناطقية" ويستمدون منها شرعية ديمومة تسلطهم وإبقاء نفوذهم على عرش الهيمنة والتسلط..؟!
في أغسطس الأول " دقت الطائفية" اخر مساميرها في نعش الثورة والجمهورية والمواطنة المتساوية، ورغم مرور الزمن والكثير من محطات ذكريات " أغسطس" إلا أن ( أغسطس 2025) يشبه موديلات السيارات..؟!
إذا جاء مُحسّنْ بقيمه وممارساته وسلوكه، ومهيمن على المشهد مزهوا بقدر كبير من الشعور بالنصر الذي فشل في تحقيقه في بدايته الأولى رغم " سحل الأبطال" وتصفية الأحرار بطرق مختلفة، إلا أنه رغم كل ما قام به فشل في تحقيق أهداف رموزه الذين اخفقوا في فرض خيارات، غير أن "أغسطس" اليوم يبدو أكثر تفاؤل في تحقيق ما فشل به الإسلاف..؟!
إذ يعود لنا اغسطس اليوم بروزنامة من الحسابات المجبولة بكل ما اخفق في تحقيقه في سنواته السابقة، متسلحا بمفاهيم أمتزج فيها " السم بالعسل" وثقافة خلطت "الدين بالوطنية" ومزجت "السياسة بالمذهبية" ومنحت الأهداف الذاتية بعدا روحيا، وربطت شرعية وجودها ب"الدين" وجعلت معارضيها أمام جبالا من الأسلاك الشائكة وحقولا من الألغام، وأصبح " المعارض" لها بحكم الأمر الواقع، ليس معارضا لسلطة يحكمها بشر أمثالنا، بل أصبح كل من يعارضها" مرتد" وجب إقامة الحد عليه..؟!
فيما هناك ارتال من الأغبياء يسوقون مزاعم الوطنية والدفاع عن الثورة والجمهورية والوطن والوحدة وهم مجرد " تجار نخاسة" وسماسرة إرتهان، يخدرون الشعب بمفردات رنانة، هم ذاتهم لا يؤمنون بها وجربهم شعبنا قبل ذلك، وبالتالي لم يعد هنا من يمكن الرهان عليهم غير الشعب الذي عليه اما قبول حياة الذل والارتهان والعيش تحت هيمنة وغطرسة وتسلط النخب الفاسدة، أو أن يثبت انه شعب حر كريم لا يقبل الارتهان والظيم ويعبر عن ذاته كبقية شعوب العالم الحرة..!
أن ثقافة اغسطس 1968_ لاتزل تهيمن على اغسطس 2025م رغم الفاصل الزمني بينهما ومن أجبر على إخراج أبطال سبتمبر من صنعاء بأوامر نفي لايزل حاضرا من خلال "شيطنة" رموزا وطنية أمثال "السامعي" و أبو راس، وحاشد، وبشر، ورامي، وقطران، وأبو بارعة، والرزامي، وأخرين غيرهم كثر، ولايزل يرى أن الوطن إقطاعية خاصة به.. في تدليل على أن الأزمة الوطنية مطولة وعمرها يتجدد رغم اختلاف الأوجه والمراحل الزمنية. |