ريمان برس -
في البداية احب توضيح نقطة مهمة وهي لست ضد الطالبة غيدا منصور ولا من ذهبوا الى الاردن لتمثيل اليمن .وحاشا لله ان اكون شامتاً هذه ليست اخلاقي ولا قيمي ولا من مبادئي فالجميع هنٌ بناتنا واولادنا.ولكني ضد الظلم والتعسف والإجحاف وسلب الحقوق.هذا ماحبيت ان اوضحة قبل البدء بكتابة مقالي.
في بلد يئن تحت وطأة الأزمات تظل قصص الأمل والتفوق تضيء الطريق حتى وإن حاول البعض إطفاءها. هذه قصة الطالبة اليمنية مروة الصبري التي جسدت معنى الاجتهاد والتميز لكنها اصطدمت بجدار الواسطة والنفوذ فحُرمت من حقها في تمثيل وطنها.
*بداية الحلم: أولمبياد الكيمياء*
أُقيمت مسابقة وطنية لاختيار أربعة طلاب وطالبات من مدارس اليمن للمشاركة في أولمبياد الكيمياء العربي الذي استضافته المملكة الأردنية الهاشمية. خاض المتسابقون عدة مراحل تصفية، كان اخرها في محافظة حضرموت حيث تألقت الطالبة مروة الصبري من مدرسة نعمة رسام الحكومية بمحافظة تعز وحازت المركز الأول بجدارة.
مدرسة نعمة رسام ليست غريبة عن منصات التتويج فقد سبق لطالباتها الفوز بجوائز محلية وعربية ودولية ومروة كانت امتداداً لهذا الإرث العلمي المشرف.
*حين يُقصى الحق ويُستبدل بالواسطة*
لكن ما حدث بعد ذلك كان صادماً. تدخلت شخصيات نافذة واستُبعدت مروة من تمثيل اليمن في الأولمبياد رغم فوزها بالمركز الأول. تم استبدالها بطالبة أخرى من مدرسة أهلية خاصة لا لشيء سوى أن والد مروة مواطن بسيط وفقير لا يملك (الوساطة) ولا (المعرفة) التي تفتح الأبواب المغلقة.
وكانت النتيجة: غياب الإنجاز... وغياب العدالة
أُقيمت الأولمبياد في الأردن بمشاركة 11دولة عربية واعلن عن الفائزين حازت ثلاث دول عربية على المراكز الثلاثة الاولى. أما اليمن فلم تحقق أي إنجاز يُذكر. فالطالبة التي تم اختيارها لم تكن الأفضل ولم تكن الأجدر ببساطة لأنها لم تكن مروة الصبري.
*رسالة إلى الضمير*
قصة مروة ليست مجرد حادثة فردية بل مرآة تعكس واقعاً مؤلماً يُقصى فيه التفوق ويُكافأ النفوذ. إنها دعوة لإعادة النظر في منظومة التعليم والتمثيل الخارجي ولإنصاف من يستحق لا من يُفرض.
مروة الصبري كانت تستحق أن ترفع علم اليمن في سماء الأردن لكنها رُفعت في قلوبنا كرمز للحق المسلوب والتفوق الذي لا يُقهر.
نظير العامري. |