ريمان برس -
نعم كان الحاج هائل سعيد _رحمة الله تغشاه _ إيقونة للخير وعنوان الكرم والتسامح وينبوع المشاعر الإنسانية الراقية، التي قلما نجدها إلا داخل هذه الأسرة الكريمة التي كرس في وجدان افرادها كبيرها كل القيم الخيرية والإنسانية ونبل المشاعر الإنسانية وأرقاها..
ومن مواقف الحاج وإنسانيته _طيب الله ثراه _إنه وفي ليلة رمضانية خرج بسيارته مع سائقه الخاص الذي كان ينتمي _ لجمهورية مصر الشقيقة _وكان هذا السائق هو المرافق والسائق والرفيق وقائد الحماية والحارس ولم يكن يحمل معه "سكينا" في السيارة.. المهم خرج الحاج وفي الخانة الخلفية "شوالة مليئة بالفلوس"، وكأن هناك من يرصد تحركات الحاج وقرروا متابعته ونهب ما بحوزته، كان سائق الحاج العربي المصري يتحلى بقدر كبير من الذكاء والفطنة فشعر بمتابعة السيارة لهم، وابلغ الحاج بذلك، لكن الحاج أمره مواصلة السير بذات الهدو والسرعة المعتادة ولا قلق، فالله سبحانه لا يغفل ولا ينام وعلى طريق تعز _الدمنة فجأة انقلبت السيارة التي تتابع سيارة الحاج منذ لحظة خروجها من مكتبه، وابلغ السائق الحاج بالحادث فأمر الحاج السائق بالعودة لمكان الحادث، ذهل السائق من طلب الحاج، لكنه يعرف الحاج جيدا ولم يكن هناك مفر من العودة لمكان الحادث ونزل الحاج والسائق فوجدا شخصان مكسران بفعل انقلاب السيارة أكثر من مرة، فأخذهما الي سيارته وعاد بهما لمستشفى الثورة بتعز وأمر بعلاجهما على نفقته، ثم عاد ليواصل مهمته التي خرج لأجلها، لم يكن يترك قرية ولا منطقة الا وتحسس حاجة بعض المحتاجين فيها، بنفسه يزورهم ويقدم لهم المقسوم دون من أو اذي أو تصوير وعمل نشرات دعائية..
في صباح ثاني يوم كان الحاج يزور المصابان الذين كانوا يتابعونه، ويتفقد أحوالهم ويسأل الدكاترة عن صحتهم مبدئيا استعداده لترحيلهم للخارج للعلاج أن تطلب الأمر ذلك، فطمنه الدكاترة عليهم وأنهم تعرضوا لكسور وجروح وقد تم التعامل معها وهما في حالة تعافي، فدخل إليهما بعد أن طمنوه الدكاترة، وما أن شاهدوا الحاج هائل أمامهم حتى اجهشوا أمامه بالبكاء طالبين منه المسامحة والعفو، وابد استعدادهم لتسليم أنفسهم للأجهزة المختصة والاعتراف بكل ما كانوا يخططوا له، واعترفوا أن قدرة الله انقذته من شرهم وأنهم أعلنوا التوبة الخالصة لله..!
ابتسم لهم الحاج وطلب لهم من الله الهدايا والمغفرة، وأبلغهم أن تكاليف علاجهم بالمستشفى على نفقته، ووضع لهم مبلغ مقابل مصاريفهم فيما تكاليف إصلاح السيارة قد امر بها الحاج مهندسي الشركة بإعادتها كما كانت وعلى نفقته..!
هل ثمة من يتعاطى اليوم أو بالأمس أو غدا بمثل هذه القيم الإنسانية الراقية وبهذا التسامح الذي لم يتميز بمثله إلا صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم..؟!
ما أقوله ليست أساطير انسجها من خيالي، بل حقائق واحداث وقعت للحاج هائل سعيد أنعم _رحمة الله تغشاه _الرجل الذي لم ولن نرى بمثل صفاته إلا بعض المحسوبين عليه من داخل العائلة ممن اقتدوا به وتأثروا بقيمه وأخلاقياته، و مع تناسل الأجيال، نتمنى أن يحافظ على مثلها أحفاده، لكنها قيم مستحيل وجودها خارج هذه الأسرة الكريمة التي لم يأتي نجاحها عن طريق الفهلوة والذكاء، بل جاءت كحصيلة لهذه الأعمال والسلوكيات المجبولة بقيم لا يتحلى بها إلا أولو العزم أولئك الذين اصطفاهم الله بالخير وبارك لهم في اعمالهم وجعل سيرتهم الحسنة تسبق حسناتهم فالله إذا أحب عبده حبب إليه عباده، وسبحانه يدرك أين يضع خيره ويبارك فيه، والمال بدون اخلاق قاتل ومدمر لأصحابه وليس فيه بركة خاصة ان لم يكن لله نصيبا في مال صاحبه لا يعطي الله حقه فيه وان اعطي من وتحايل واختزل وخنصر..!
الحاج هائل كان يؤمن أن المال مال الله وهو الذي يعطي وهو القادر على أن يأخذه لهذا كان لا يخاف الفقر والإملاق بل يخاف ويخشي غضب رب المال، لهذا كان يجول داخل القرى والارياف وفي ازقة المدن واحيائها الفقيرة يعطي من مال الله دون أن يعلم حتى سائقه المرافق له كظله كم اعطي لهذا واعطي ذاك..!
عمل خيري اسسه لايزل ساريا بعد رحيله وهناك الأف الأرامل والايتام والمحتاجين والفقراء المعسرين الذين لا تعرفهم وازرة الشؤن الاجتماعية ولا هيئة الزكاة ولا تعرف عناوينهم ولا أسمائهم يعيشون على مكارم الحاج هائل سعيد أنعم.. الآف من الأرامل والايتام والمعسرين يبتهلون في كل فرض من فروض الصلاة بالدعاء والرحمة للحاج هائل سعيد وأسرته الكريمة، وهذا ما لا يعرفه أبواق المرجفين الذين يعرفوا مجموعة هائل سعيد ويكيلوا لها تهم كان المفترض أن يكيلوها للسلطات الحاكمة المسؤلة عنهم وليس لمجموعة هائل سعيد. |