ريمان برس -
أخر ما توفر من معلومات عن اعتقال الشيخ الدكتور رامي عبد الوهاب محمود، يتعلق بتلقيه مكالمة من مكتب المبعوث الأممي لليمن الذي يرتب لعقد "مؤتمر سلام" لحل أزمة اليمن..!
بغض النظر عن مدى مصداقية هذه المعلومة من عدمها فأن المشكلة لا تكمن هنا بل في الإسلوب الذي أتبعته السلطات المعنية في صنعاء مع الشيخ رامي، وهو اسلوب يعكس حالة من غطرسة وعدم احترام للأخرين وإيغال في ممارسة سياسة إمتهان الشركاء في الوطن..
رامي شخصية اعتبارية معروفة ومن أسرة معروفة بتاريخها النضالي الوطني والقومي، وما كانت الأجهزة بحاجة لاتباع إسلوب الخطف وكأن الرجل قائد عصابة " إرهابية دولية" أو من رموز ترويكا " مهربي المخدرات" المطاردين دوليا، بل كان يكفي القيام بزيارة لمنزله الذي معروف ومعلوم لكل أبناء اليمن حكاما ومحكومين ويعلمه جيدا الأخوة قادة أنصار الله وسلطة صنعاء فهوا منزل الدكتور عبد الوهاب محمود عبد الحميد، ناهيكم أن السيد محمد علي الحوثي قد حضر أكثر من مرة لهذا المنزل ويعرف جيدا الدكتور رامي عبد الوهاب وشقيقه الشيخ محمود عبد الوهاب، وكثير من قادة الأجهزة الامنية وحكومة صنعاء يعرفون المنزل واصحابه، وبالتالي لم يكن الأمر بحاجة إلى التقطع والخطف من الشارع دون أن يكون للأمر مبرر إلا أن كانت سلطة صنعا أو بعض من اركانها يفرحون بهذه الزوابع والإجراءات المثيرة للذعر في أوساط المجتمع وداخل المكونات الأسرية والاجتماعية للأفراد المستهدفين..!
وإذا افترضنا جدلا قيام الدكتور رامي عبد الوهاب بالتواصل مع أي جهة خارجية، أو تلقى اتصالات من تلك الجهات، فما الشيء الذي قد يقلق السلطات في صنعاء وأجهزتها من هذا التواصل؟!
أن كان في هذا التواصل مصلحة ويخدم مساعي وطنية جمعية من شأنها أن تقرب المسافات بين أطراف الصراع، تواصل رامي أيا كان ومع من كان لا اعتقد انه يهدد استقرار نظام سلطة تواجه أقوى كيان إقليمي هو الكيان الصهيوني، وأقوى قوي دولية هي أمريكا، فماذا يمكن أن يشكله الدكتور رامي من قلق حتى يتم اعتقاله بالطريقة التي تمت فيها..؟!
لا أعرف حقيقة تفسير بعض الظواهر التي تحدث، والتي تظهر سلطة صنعاء وكأنها تبحث عن خصوم لها ليس إلا..؟!
الدكتور رامي ابن حزب قومي معروف، ومعروفة مواقفه من قوى الرجعية العربية والاستعمار والصهاينة، ولا يمكن أن يكون يوما تحت أي ظرف قريبا من أعدائه واعداء وطنه وأمته.. كما أن تزامن حادثة رامي مع حملة منظمة وممنهجه ضد " مجموعة هائل سعيد أنعم" وأخرى ضد الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى، ظواهر تضعنا أمام تساؤلات مهمة أبرزها ماذا يجري في مفاصل سلطة صنعاء؟ ومن يحكم ويتحكم بقرارها؟
ولماذا هذا التزامن والترابط بين كل هذه الأحداث التي خيمت على سماء اليمن من عدن إلى صنعاء، والتي تزامنت ايظا مع قرار كارثي صدر عن ما يسمى قيادة "الشرعية" ينص على مقاطعة الشعب الواقع تحت حكم سلطة صنعاء، بل ينص على قطع "صلة الأرحام" بين أبناء اليمن، قرأر لن يتضرر منه " حكام صنعاء ولا حكام عدن" بل الشعب اليمني هو من سيدفع ثمن هكذا قرار عنصري مقيت..!
أحداث درماتيكية مثيرة حدثت تبحث عن تفسيرات وعن إجابات واضحة لأنها قطعا غير معزولة عن بعضها، ويبقي السؤال قائما، لماذا يحدث كل هذا..؟! |