الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مر ذات يوم " شيخ المنطقة " على " بغلته"، وفي إحدى القرى توقف لطلب ماء، خرج طفل من إحدى البيوت يحمل بيده " كوز" أو " قلة الماء" الفخارية مع فنجان فخار "حيسي" ناوله للعسكري المرافق للشيخ،

الإثنين, 12-أغسطس-2024
ريمان برس -

مر ذات يوم " شيخ المنطقة " على " بغلته"، وفي إحدى القرى توقف لطلب ماء، خرج طفل من إحدى البيوت يحمل بيده " كوز" أو " قلة الماء" الفخارية مع فنجان فخار "حيسي" ناوله للعسكري المرافق للشيخ، ظل الشيخ علي "ظهر البغلة" .. رؤى الشيخ عطشه وشرب العسكر اللي بعده من تلك " القلة الفخارية"..
" مكالف القرية" تجمعين في "الحول الأعلى" من الطريق، لم يسألين عن سبب مرور الشيخ من القرية؟ ولا إلى أين يتجه؟
مع ان الكل كان على علم بأن ثمة مشكلة في القرية المجاورة استدعت حضور الشيخ، لان هناك كاد يحدث قتل بين اهل تلك القرية، على "عُبر" مشترك بين اثنين من الرعية، الذين انتظروا المطر كثيرا، وحين نزل المزن وَجاءت مكرمة وغيث السماء، وروت الأرض، خرج اثنان من الرعية بين المطر، وكل واحد منهم يريد اولا ان يسقي جربته _أرضه _ غير أن غضب السماء فرع بينهما حين ورد سيل جارف وجرف الجربتين معا، ومع ذلك لم يتعض الرعويان مما حدث، فراح كل واحد منهم يحمل الأخر المسؤلية ويطالبه بالتعويض..!
"مكالف القرية" تجمعين بدورهن يتأملين "بغلة الشيخ" ودار بينهن جدل عن "بغلة الشيخ" وهل هي "متم.. حامل" أو شبعان من صبوح دسم قدم لها..؟!
لان بطن البغلة كبيرة..؟
أحداهن تقول : مكالف " أف الضفط _البغلة" تشتاف لبعيد انها متم..!
أخرى : "مكالف" بطلين هبالة، والله ما هي" متم " ولا شيء بس شبعانة، وجسم الشيخ عليها أضهرها كأنه متم..!
قالت أخرى : قلدني الله اني شجن، والشجن شقتلني، والله شاعرف..
نادت  أحداهن للطفل الصغير :
حبيبي روح أسأل العسكري حق الشيخ قله" البغلة متم" ..؟!
الطفل:
سمعتن الشيخ ما  يقول عن أهل " القرية اللاثم" وأنهم تضاربوا بالمجارف..
وانتن تفكرين ب"البغلة متم" أو مش متم..!
امرأة أخرى :
" كشفكن ومكالف" الأبن الجاهل طلع اعقل مننا.. أف الضغط قومين روحين..
أخرى : والله انني شجن شعرف..
أخرى : أنتي" مكشوفة" قومي اغضبي الشيطان سيري اعملي لك مهرة.. لو يدري زوجك لسرحك بيت ابوك من غير اطمار..!
امرأة أخرى : تتحايل على الطفل:
حبيبي اني فدالك روح اسأل العسكري وشاشقي لك "كبانه" * واخرى تبرعت له ب" صلعة "*..!
كبيرة الشجنات : "غطفكن ودفن ربي، والله انها متم" حتى انه يتحرك في بطنها_ وكأن عيونها أشعة أكس..؟!
أمرأة: "مكالف" بطلين الفضالة :
انتن "مكاشيف"
والله لو يعلموا أزواجنا لطلقونا بالجملة، اعقلين قومين أعملين لكن مهرة، ويكفي ضفط قصف الله اعماركن..
لكن كبيرة الفضوليات تصر على معرفة حال البغلة أن كانت متم أو شبعان..!
تعود لإغراء الطفل بالهدايا، الطفل مصر على الرفض.. عسكري من اتباع الشيخ سمع حوار الطفل مع المرأة..
صاح :
"البغلة مش متم" ولو كانت" متم" لما " ركبها" الشيخ وكان تركها بالبيت ترتاح..
هيا هاتين  الكبان والصلع":
ذانا قد رديت على شجنكن..!
" المكالف" تتطايرين وكل واحده جزعت طريق..!
الحكاية هذه تذكرتها وانا اتابع  الجدل العقيم حول أين قتل الرئيس صالح..؟!
في منزله بالثنية؟ أو في طريقه ل" حصن عفاش" في، مديرية سنحان مسقط راسه ..؟!
كل النشطاء والساسة والمهتمين بالشأن العام انهمكوا في شبكات التواصل الاجتماعي وفي المواقع الإخبارية، وحتي في الفضائيات، وكل حواراتهم وجدالهم يتمحور في أين استشهد "الرئيس صالح"؟!
متجاهلين شخصية المستهدف، الذي بمعزل عن اتفاقنا أو اختلافنا معه ومع عهده ونظامه، وبمعزل عن حبنا وكرهنا له، كان رئيسا للبلاد لثلاثة عقود، ورمزا سياديا لأكثر من ثلاثين مليون يمني، قد يكون " مارس كل المؤبقات" ، لكن نهايته والتشفي بالنهاية ليست عمل أخلاقي ولا ديني ولا وطني ولا إنساني.. وهي تؤسس قطعا لنهاية قادمة قد تكون اسوي منها، وفي السياسية لا توجد احقاد لأن الحاقدين لا يمكنهم أن يكونوا ساسة ولا صناع تغير، ولا رجال دولة، وفي السياسة لا توجد ثأرات، ولا يجب أن يكون السياسي حاقد أو طالب ثأر، أيا كانت دوافعه الذاتية، لأنه بهذا السلوك، يكون كمن يقتلع" شجرة مشوكة  ويزرع بديلا عنها عشرا..؟!
أن شيمة صناع التغيير التسامح والسموء فوق الجراحات وأن كانت غائرة، وأن كان الأنبياء والرسل، الذين بعثهم الله لعباده، حملوا رسائل الحب للعباد، قبل شرائع التوحيد، وان كان لنا إسوة حسنة برسول الله، وموقفه من" مشركي قريش وكفارها" يوم فتح مكة، حين كرم أشد خصومه وقائد قريش في حروبها ضده  واتباعه " أبي سفيان" ونادي مناديا بأمر رسول الله، بالقول " من دخل داره فهوا آمن، ومن دخل المسجد فهوا آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهوا آمن"..!
فكان عليه الصلاة والسلام بموقفه هذا يؤسس لقيم ومبادئ أخلاقية ودينية وإنسانية، تجسد قيم وأخلاقيات وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي هو دين المحبة والتسامح والرحمة والعدل والإيثار ومكارم الأخلاق..!
فأين نحن من تعاليم ديننا؟ ومن أخلاقيات رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام..؟!
وواهم من يتصور أن استشهاد أو قتل "صالح" نهاية لعهد، وبداية لعهد جديد، ما لم تكون هناك مصالحه وطنية يعترف فيها كل مخطيء باخطائه ويعتذر لشعبه ووطنه، وهو الهدف الذي دعاء الي تحقيقه الفريق سلطان السامعي عضو السياسي الاعلى، ومتمسك بدعوته للمصالحة الوطنية والحوار الوطني، فالرجل يدرك جيدا حجم المخاطر القادمة، وحجم الجراحات الغائرة..!
لكن يبقى الأسف أن نخبنا وناشطي المرحلة يتماهون فعلا بوعيهم مع وعي "مكالف القرية وحكايتهن مع بغلة الشيخ"..؟!
اقولها بكل اسف.. مع عظيم اعتذاري.

* الْكُبَانْ : مخبوز ريفي في قري محافظة تعز
*الْصُلَعْ : مخبوز ريفي تعزي

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)