ريمان برس -
ذات يوم مؤغل وصل رجل الأعمال أمام محلاته في إحدى أحياء عدن المشهورة "المعلاء" برفقة حشدا من الناس، وما أن ترجل من سيارته، حتى انبري نحوه رجل اشعث اغبر محاولا الاعتداء عليه، تقافز حمران العيون للدفاع عن رجل الأعمال وحمايته من اعتداء آثم حاول القيام به الرجل الغريب، فيما دورية الشرطة توقفت وسعي قائد الدورية نحو الرجل لاعتقاله، غير أن رجل الأعمال صرخ في كل من حوله وامرهم بالتوقف وترك الرجل وشأنه، وطلب من الدورية مغادرة المكان فلا شيء حدث..،
تقدم رجل الأعمال بنفسه نحو الرجل الذي حاول الاعتداء عليه، واخذه بيده وأدخله الي المكتب وسط ذهول الحشد، في المكتب يسأل رجل الأعمال من حاول الاعتداء عليه لماذا فعل ما فعل..؟
أجهش الرجل بالبكاء وابلغ رجل الأعمال ان له اسبوع يأتي لمقابلته ولكنه لم يتمكن من لقائه، إما انه يكون ليس موجود، أو أنه يمنع من قبل موظفيه..!
سأل رجل الأعمال عدوه المفترض الذي جاء ليعتدي عليه بعد أن طلب له " كأس ليمون"وهدا من روعه..
قال الرجل انا من سكان شارع.. و_ذكر عنوان منزله_ عندي ستة أطفال وزوجة وأم وعاجز عن اطعامهم، انهم يموتون من الجوع، وقد نصحني أحدهم باللجوء إليك ولكن اخفقت في لقائك.. كان الرجل يتحدث بعد أن اعطي عنوان سكنه لرجل الأعمال الذي بدوره اعطي العنوان لاحد موظفيه وطلب منه التأكد من معلومات الرجل، وفعلا ذهب الموظف لمنزل الرجل ووجد كلامه صحيح وعاد وأخبر رجل الأعمال بما راء في منزل الرجل، فأمر رحل الأعمال موظفه بشحن سيارة من المؤاد الغذائية، دقيق وسكر وزيت، وبقوليات وكل ما ينتجه ويسوقه رجل الأعمال، ومعهم ضرف يحتوي على مبلغ مالي للأسرة، وأمر موظفه أن يذهب بكل تلك المواد والضرف، الي منزل الرجل الذي كان لايزل يقف أمام رجل الأعمال..!
عاد الموظف الذي كلفه رجل الأعمال بالمهمة بعد أن نفذ مهمته كما أمره رجل الأعمال، حينها التفت رجل الأعمال إلى الرجل وسأله عن العمل الذي يستطيع القيام به، فرد الرجل إن ما يمكنه القيام به هي "الحمالة" أي "حمال" ينزل بضائع ويحمل أخرى، أو " حارس " وأضاف انه يجيد السواقه و لكن ليس لديه" ليسن "رخصة قيادة..!
وجه رجل الأعمال بصرف مبلغ للرجل وطلب منه يبكر يستخرج له " ليسن" رخصة قيادة وعندما تخرج الرخصة يأتي إليه..
خرج الرجل من مكتب رجل الأعمال يحمل بجيبه مبلغ من المال وهو يفكر ماذا أفعل بهذا المبلغ؟ هل ادفع به الإيجار؟ أو اشتري به طعام الأولاد؟ ظل يحسبها وهو يقطع الطريق نحو منزله لايدري كيف ينفق المبلغ الذي منحه اياه رجل الأعمال، إلى أن وصل منزله فوجد في المنزل ضجة وفرحة وابتسامات وجيران يرحبوا به وسكان " البلك" يتحدثون عن ليلة القدر التي نزلت على الرجل وأسرته..!
دخل منزله فوجد المنزل مليء بكل الاحتياجات التي تكفى أسرته لاشهر، ووجد مؤاد استهلاكية وغذائة دخلت المنزل لم تدخل من قبل ولم يكن يفكر بجلبها يوما..!
ذهل وراح يتساءل اهل بيته، عن من جلب كل هذه الأشياء للمنزل..؟
فردت والدته وهي تذرف دموعها بسيل من الدعاوي للحاج هائل سعيد أنعم،الذي سخره الله لولدها وأبنائه بفضل دعواتها.. كاد الرجل أن يغمى عليه، قبل أن يستعيد انفاسه راح يحكي لأمه وزوجته عن كل ما حصل له اليوم مع الحاج هائل سعيد أنعم أمام محلات الحاج في المعلاء..
وأخرج مبلغ المال من جيبه قبل أن يعرف ان الحاج هائل ارسل مبلغا كبيرا من المال للأسرة وقد اخرجوا منه ديون الدكان والايجار ولايزل لديهم مبلغ فائض يكفيهم لفترة حتى يحصل على عمل.. فاخبرهم بما طلب منه الحاج وفعلا من الصباح بكر الرجل يعامل على "ليسن" ليلتحق بالعمل لدى محلات الحاج هائل سعيد أنعم _رحمة الله تغشاه _.
هل يوجد شخص ليس رجل أعمال، بل مدكن أو صاحب عربية، يتحلى بهذه الاخلاقيات العالية وهذا السلوك الإنساني النبيل والراقي والذي لا نجده إلا في سيرة ومسيرة الحاج هائل سعيد أنعم.. الذي أعطاه الله وبارك له في رزقه وأولاده لانه رجل إستثنائي عاش كرجل أعمال، ولكنه ارتبط بأصحاب الحاجة،وكان التواضع سمته والتسامح هويته ومحبة الناس هدفه ،وزرع الابتسامات في شفاة المحتاجين غايته..
كان يخرج ليلا في دكة المعلاء ينظر من العامل الذي نام بلا لحاف، فيغطيه بلحاف، فيصحي العامل عند اذان الفجر وهو مغطي بلحاف جديد لا يدري من غطاه به..
فجرا وبعد الصلاة كان الحاج هائل _رحمه الله _ يخرج حاملا "كتلي الشائ" وكيس الخمير، ويطوف على " عمال الدكة" يوزع لهم " الشائ والخمير"..!
هل هناك رجل أعمال فعل هذا قبل او بعد المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _رحمة الله عليه _..؟
الجواب الحاج عبد الواسع هائل سعيد _حفظه الله واطال بعمره _يفعل ما كان يفعله والده وكنت شاهدا على ذلك ذات يوم في مدينة الحديدة..
رحم الله الحاج هائل سعيد أنعم واسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وحفظ الله باقي افراد الأسرة الكريمة التي جبلت على فعل الخير وتلمس هموم الناس رغم كل المنغصات التي تواجهها وحراب الحقد والحسد التي توجه لهذه الأسرة الكريمة ودورها الاقتصادي والتنموي والاجتماعي والخيري..واثقين أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأسرة هائل سعيد تربت على قيم إيمانية حقيقية، لهذا باركهم الله ورفع من مكانتهم وحبب إليهم خلقه، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله. |