ريمان برس -
كنا دولة أو نحاول نكون كذلك..
لم يعجب البعض فقالوا "ثورة"..
قلنا ماذا بعدها؟
قالوا ما بداء بدينا عليه..؟!
قلنا ستكون فوضى وحسرة..؟
قالوا حنا لها..
سقط النظام، سقطت الدولة، سقطت المؤسسات، اتضح أن الوطن مرهون ب"قشلة القبيلة"، أن اتفق رموزها كان وطن، وان اختلفوا وتباينت مصالحهم ضاع الوطن..؟
بدينا على فوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي والترابط الاسري، ضاعت المؤسسات والقدرات توزعت بين القبائل..!
تمزقت العقول والأفئدة والأفكار والمعتقدات والجغرافيا..؟!
كان لابد من التوقف أمام ما حدث عام 2011م وأن بأثر رجعي للتأمل والمعرفة وحسب لان ما حدث قد حدث..!
أتضح أن ما حدث عام 2011م لم تكن "ثورة" و" كذاب دقنه" من يقول انها كانت "ثورة شعب "..!
كانت "ثارات القبيلة" وحسب.؟!
" القبيلة" التي احبطت ثورة سبتمبر وتخلصت من ابطالها، وميعت أهدافها، وقتلت مشروعها للمرة الثانية في أكتوبر 1977م، هي ذاتها القبيلة التي تخلصت من رموز الدولة والحرية والعدالة، عشاق دولة المواطنة المتساوية، في أكتوبر من عام 1978م.
هي ذاتها التي تخلصت في الشطر الأخر من رموز الدولة وعشاق الوطن في ينائر 1986م.
عام 1990م حدث " انتصار الصدفة" مقدمة لي لعبة إقليمية ودولية لم يستوعبها رموز المرحلة تلك، فتوهموا بغباء إمكانية ديمومة " الحيل" المتبادلة فيما بينهم..!
أوقدت القبيلة لمحرقة 1994م، لتبدأ مرحلة إعادة " الضبط المجتمعي" و" فرمتت الأفكار والقناعات" ، وحرق آثار ايديلوجيات وعقائد سياسية وفكرية واجتماعية..!
تباهت "القبيلة ورموزها" بانتصارها على ماضي الوطن التقدمي، مبتدية مرحلة نموء كارثي لم تكن تدرك سوء عواقبه وويلاته..!
عام 2006 بدأ العد التنازلي للأنفجار الذي حدث عام 2011م لأن من ثاروا ومولوا ثورة 2011م كانوا هم رموز القبيلة الذين ذهبوا عام 2006لدار الرئاسة ليلقوا بعمائمهم جيهان أمام "صالح" وطلبوا منه ضرورة الترشح للرئاسة " لأنهم من غيره ولا حاجة"..؟!
قائل العبارة الأخيرة، قابل وجه ربه بعد الانتخابات.. أثناء رقوده على فراش المرض في إحدى مشافي "جارة السوء" زاره الرئيس بوجود أولاد المريض جميعهم، فهمس المريض بأذن صاحبه الرئيس "أمانتك الأولاد يا علي"، قفز احد انجاله الي جوار والده المريض صارخا" امنا نحن فيه"..؟
رحل حكيم القبيلة و" كليبها" الملك..!
العيال كبرت، ولم يكونوا سر أبائهم، توهموا أن الثروة التي يحتكمون عليها المنهوبة من أموال الشعب، والمقدمة بصورة مرتبات وهدايا ومكافئات من دول وأنظمة عربية وأجنبية، وعمولات جنوها من الفديات التي حصلوا عليها من وراء ظاهرة اختطاف السياح والدبلوماسين الأجانب، ومن ابتزاز المستثمرين ورجال الأعمال والتجار، ومن حصص عائدات التهريب، كفيلة بجعلهم يعيدوا تشكيل السلطة والنظام بطريقتهم..!
لم يكن الشعب بنخبه واحزابه أمام الترويكا القبلية الشابة سوي مجرد أدوات و " أكسسورات" للزينة والتباهي والتقاط الصور وتوزيعها على وسائل الإعلام..!
وكما رفع "معاوية" السيف بيد واكياس الذهب باليد الأخرى، اعتمد شباب القبيلة ذات الطريقة، فقط استبدلوا السيف بالمسدس وأكياس الذهب بدفاتر الشيكات..؟!
فعاليات سياسية ونخبوية ثقافية وفكرية وشباب عاطلين وجدوها فرصة للتعبير عن مشاعرهم كلا بطريقة، أحزاب اخفقت في مواجهة النظام لا الانقلابات نفعت، ولا صناديق الانتخابات اثمرت، وتكاد أعمارهم تزول وهم محلك سر، ومتشوقين لطعم لذة السلطة..!
وشباب عاطل يريد تعطيل الجميع مثله، ومثقفين جمعوا بين الرومانسية والانتهازية يبحثون عن فرصة لإعادة إحياء "مصنع صيرة" الذي كان بمنتجاته يعطيهم الأمل بأنهم يعيشوا في وطن..!
فيما أطراف القبيلة وفروع أخرى لها كانت لهم حسابات تنافسية مختلفة..!
كان التنافس على مكانة "كليب القبيلة" بداية المعركة، وكأن هناك من يرى أن مكانة حكيم القبيلة حق مكتسب لا يجوز التفريط فيه وان أولاده أولى بموروث والدهم..؟!
الثراء والحفاظ عليه أوجد حالة هيستيرية بين شباب القبيلة فراحوا كل بطريقته يجمع حوله ما تيسر من النخب السياسية والثقافية والفكرية، والإعلاميين، وحتى رجال المال والاعمال، ويقيم علاقات دبلوماسية مع ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، وكل يقدم نفسه بسيد المرحلة القادم، وانه الوحيد القادر على حسم اي مواجهة قد تحدث..!
كان هناك جناحين قبليين يخوضان معترك المنافسة وكأنهما في حلبة " سباق الهجن".. وكان اخر يترقب ويعد عدته ويتطلع لوراثة الجناحين والثأر منهما ومن كل الشعب الذي تجاهل سنوات مواجهتهم مع النظام والقبيلة، وكأن يرى نفسه أحق بولاء القبيلة من أبناء عمومته فيها، وأنها يجب أن تكون العصاء الذي يجب أن يتكيء عليه قريبا ..!
ثمة أطراف إقليمية ودولية كانت تقود كل هذه الأطراف باتجاه طريق قد خططت له سلفا، والرغبة ضرب كل قيم القبيلة وموروثها الديني والعصبوي، بعد أن فشلت كل محاولتها في تطويعها، كما فشلت في تجريدها من اسلحتها رغم النزول الميداني لسفراء الدول الكبرى الي كل قبيلة وبطن وفخذ قبلي لشراء الأسلحة ..!
كانت أيضا هناك أطراف خارجية أخرى منافسة للأطراف الإقليمية والدولية النشطة في اليمن..!
في المحصلة وجدنا أنفسنا أمام هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه، منذ عقد ونيف، بفضل تخطيط ومكر ودهاء " اوغاد الخارج" و" غباء وجهل اوغاد الداخل"..!
عندنا اليوم ولله الحمد " عشرة رؤساء ومرشد"..!
وعندنا حكومتان وبنكان و لدينا من كل وزارة ومرفق وهيئة نسختان ولدينا " أربع دول"..! اما الجيوش فحدثوا ولا حرج..!
كل هؤلاء مهمتهم النصب والسرقة والفساد وتسويق ثقافة الإفساد، وثقافة العنصرية والطائفية والانعزالية والجهل والتجهيل، وليس لدي أحدهم مشروعا وطنيا جامعا وموحدا، بل لكل مشروعه الخاص يسعى لتحقيقه وان على حساب الوطن والشعب..!
جميعهم عاجزين عن حل قضية وطنية واحدة..؟
فشلوا في الحوار فيما بينهم والاتفاق، وفشلوا في الحرب، إذ هزموا في مواجهة بعضهم، لكنهم جرعوا الهزيمة للشعب والوطن فهما المهزومان الوحيدان، أما صناع الأزمة والفتنة والحرب في قمة الراحة والسعادة وكل طرف منهم يتمنى من الله عند كل صلاة أن يديم عليهم نعمة الأزمة الفتنة والحرب.. لأنها أصبحت لهم بمثابة مشاريع استثمارية رابحة..؟!
وعند اشتداد نقمة الشعب يبحثون عن "بيت هائل" ليحملوها وزر الأزمات، الأمر لا يختلف شمالا عنه في الجنوب، "بيت هائل" كبري الاقتصاديات الوطنية العملاقة مشجب سهل تعلق عليه أخطاء وفساد منظومة الحكم، الذين بلغت وقاحتهم وانحطاطهم درجة أن يهينوا أنفسهم ومراكزهم لقاء ان ينفذوا بجلودهم..!
طيب ما دخل" بيت هائل" في أزمة وطن عبث به الأوغاد واللصوص..؟
طيب ان كنتم رجال فعلا سلموا البلاد لبيت هائل وانا واثق انها قادرة على إدارتها وتحويل جحيم الشعب الذي صنعتوه انتم الي جنة؟
هل فعلا انتم رجال مواقف، أن كنتم كذلك، وان بيت هائل سبب ما انتم فيه، سلموا لها البلاد وألقوا اسلحتكم وعودوا بيوتكم بشرفكم جميعكم دون إستثناء ودعو المجموعة تدير هذا الوطن، فأن اخفقت حرضوا حينها ضدها وكشروا عن انيابكم القبيحة.. عندها لن نلومكم ولن يدافع أيا منا عن المجموعة أو يقول لكم اخجلوا يا أشباه الرجال و" عيرة الرجالة" على رأي اخواننا في مصر..!
انكم أقبح من " ماري أنطوانيت" التي أطلت من شرفة قصرها تشاهد حشود الشعب الجائع فتسألت مستغربة ما لهم هؤلاء الناس؟ ردوا عليها انهم جياع؟
قالت " لياكلوا البسكويت"..!
وانتم يا لصوص العصر والزمن جوعتم الشعب، وتقولوا مش احنا السبب" بيت هائل" هم السبب في تجويعكم..!
اتمنى من الله ان يكون مصيركم مثل مصير "أنطوانيت"..؟! |