ريمان برس -
المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _طيب الله ثراه واسكنه جنات الفردوس _لم يكن مجرد تاجر تطور وأصبح رجل أعمال مشهور يشار له بالبنان، بل هو حكاية وطن، وقصة كفاح، وعنوان لتجربة وطنية استثنائية، ليس لها بالوطن شبيه، وأن كان هناك أشباه للرجل والتجربة خارج الجغرافية الوطنية..
كنت ذات يوم في جلسة مقيل مع المرحوم شاهر محمد سالم العريقي، احد رجال الأعمال من قريتي وكان مقرب من الحاج هائل، كانت الجلسة بعد يوم واحد من طلوع المرحومين الحاج هائل والحاج شاهر _ رحمهما الله _ الي مقر الأمن الوطني بتعز وكان مدير الأمن هو العميد أحمد الأنسي، الذي _ لا أعلم عنه شيئا اليوم، فإن كان حيا اتمنى له طول العمر، وان كان قد انتقل الى جوار ربنا فله الرحمة والخلود _ كان هدف طلوعهم هو إخراجي من سجن الأمن الوطني، وكأن الوقت تقريبا العاشرة مساء.. حين فوجئت بالجندي يفتح الزنزانة ويأمرني بالخروج استغربت لحظتها كيف تغير موعد التحقيق الذي اعتدت عليه يكون بعد الواحدة ليلا.. وزاد استغرابي حين خرجت و وجهني الجندي نحو طريق غير التي تؤدي لغرفة التحقيق، حتى وجدت نفسي في مكتب العميد أحمد الأنسي وامامي الحاج هائل والحاج ساهر _رحمة الله تغشاهما وتسكنهما جنات الفردوس العليا _ المهم خرجت دون الطقوس المعتادة ودون أن أوقع تعهد للأمن ولا ابصم على أوراق..!
في باب المقر الخارجي للأمن، التفت الحاج هائل _رحمه الله _نحوي قائلا يابني بكر اشتغل بالمصانع بالحوبان وبطل تدخل نفسك في متاهات مش وقتها..؟!
في اليوم التالي كنت افكر مع الحاج شاهر في ديوانه بمنزله بحي " المسبح" بمواقف الحاج النبيلة ونظرته للحياة والناس والمجتمع والسلطة والسياسة..
فحدثني الحاج شاهر عن واقعة حدثت أمامه ومع جموع من رجال الأعمال كان ابطالها رجل الأعمال الحاج علي جبران العنسي _رحمه الله _ وكيل سيارات مازدا، أو أحد أبنائه، وكان مقر الشركة في أول دخلة حي المسبح، فيما الطرف الآخر كان رجل الأعمال والمقاول "سعيد الشبحة" رحمه الله.. المهم احتوى الحاج الخلاف وحول التفاصيل في قضيتهما للشيخ قاسم بجاش _رحمه الله _والد زميلنا واستاذنا العزيز عبد الرحمن بجاش _حفظه الله _.. يقول الحاج شاهر بعد أن انفظ الجمع بقينا مجموعة من تجار ورجال أعمال من أبناء الاعروق، فوجدنا أنفسنا نستمع لدرس قاسٍ من الحاج عن القيم والأخلاقيات التي يجب أن يتميز بها التاجر أو رجل الأعمال، ومما قاله الحاج لتجار منطقته أن التجارة فن وعلم وعلاقات وجهد وتعب وعرق، لكن كل هذا لا يجعل التاجر تاجرت ناجحا أن لم يتمتع بثلاث صفات تميزه عن غيره وهي "الصدق، والأمانة، والثقة" بدون هذه الصفات الثلاث لايمكن لأي شخص أن ينجح في عمله التجاري مهما كان راسماله وكانت تجارته وعلاقته،لأن المال سينتهي والعلاقات سوف تختفي والناس سيتنكروا لكل من يتوهم أن المال وحده يصنع النجاح..!
الصدق، والأمانة، والثقة، ومعهم التواضع، صفات تميز بها الحاج هائل ونقلها لكل أفراد أسرته الكريمة.. التاجر الناجح راسماله الصدق والأمانة، وثقة زبائنه والناس والمجتمع به وبمنتجاته، فشكل _رحمه الله _بهذه المميزات التي اتصف بها، مدرسة مهنية واخلاقية تمثل الرأسمال الحقيقي لأي رجل أعمال يتطلع للنجاح..
أن اسم هائل سعيد أنعم، ليس مجرد اسم تجاري، بل مدرسة أخلاقية تحمل في تفاصيلها حكاية وطن تطور وتقدم مع تطور وتقدم المجموعة الاقتصادية، هائل سعيد أنعم، الذي أصبح الأسم عالميا ينقل من يسمعه أليا الي اليمن وطن هذا الأسم الذي شيد منجزاته بجهد وتعب وتضحيات وعصامية وحضي بثقة الناس واحترامهم، ثروة هائل سعيد لم تأتي عن طريق استغلال المناصب السيادية، ولم تأتي عن طريق التهريب والاعفاءات الجمركية والصرائبية، ولم تأتي عن طريق غسيل أموال الفاسدين ولا عن طريق تجارة المحرمات، ولا عن طريق نهب ثروات الوطن والشعب أو المضاربة والتحايل وكل طروحات بعض الحاقدين عن المجموعة ناتجة عن حسد واحقاد دفينة تستوطنهم، واستهداف طائفي ومناطقي ذو أبعاد سياسية قذرة تعكس نفوس أصحابها الأكثر قذارة..!
حتى أن بعضهم يستكثرون على المجموعة نجاحها وعلى اسم هائل سعيد الذي أصبح يحتل مكانة دولية واقليمية وله تفتح كل أبواب العالم المغلقة، بدافع احترام وتقدير وثقة بصاحب الأسم..
لم يترك الحاقدين والحاسدين تهمة إلا وحاولوا إلصاقها بالمجموعة ومؤسسها وبأسرته الكريمة بدءا، تهم لا تبدأ عند " سرقة أموال الشعب" و "مص دماء الغلابة" و "تجويع المواطن" و "نهب الدولة"، بل وصلت وقاحة بعضهم وانحطاطهم حد اتهام مؤسس المجموعة ب "العمالة لبريطانيا" وأخر الصراعات في قاموس التهم الجزافية هو تأمر مؤسس المجموعة مع أبناء تعز والضباط المصريين عند قيام ثورة 26 سبتمبر ب"سرقة ذهب نظام الإمامة البائد "ومنه كون هائل سعيد ثروته..؟!
فيما حاقدين جنوب الوطن ينسبوا ثروة المجموعة لأموالهم التي نهبها أبناء الشمال من ثوار أكتوبر ومنحوها للحاج هائل، وكل هذه التهم تدل على ان أعداء النجاح والحاقدين الذين فتشوا في كل الملفات ولم يجدوا ما يدين المجموعة ومؤسسها فاستعملوا " أحلام اليقظة" وتخيلاتهم المريضة لتسويق تهم خيالية تعبر عن احقادهم ونفوسهم المريضة، فيما منافسين من راسمالي الغفلة والرأسمالية الطفيلية، الذين جمعوا ثرواتهم عن طريق النهب والتهريب والنصب والاحتيال ويريدون أن يتماهوا بمكانتهم مع المجموعة صاحبة التاريخ العريق والنقي..
لكل ما سلف ستبقى المجموعة رائدة في أنشطتها تحقق النجاحات المتتالية ولم يعد هناك خوف أو قلق عليها، من زوابع السفهاء أيا كانت مكانتهم وكانت سلطاتهم، ومحاولة النيل منها أصبح كمن يحاول نقل "جبل شمسان الي الحبيلين" أو نقل " جبل نقم الي نقيل يسلح"..؟!
لأن هائل سعيد.. أصبح في كل بيت يمني عنوة عن كل حاقد وحاسد.. لأنه أصبح حكاية وطن.. وملحمة أسطورية لنجاح هائل أسس مداميكه وصرحه الحاج هائل سعيد أنعم.. لروحه السكينة والخلود في جنااات الفردوس.. الثرى الذي تلمس هموم الفقراء في حياته وبعد مماته ولايزل.
صنعاء 5 اغسطس 2025م |