ريمان برس -
تتنوع أنواع الورود وروائحها بشكل كبير، فمنها ما يتميز برائحة قوية ومنعشة مثل الورد الجوري والياسمين والفل، ومنها ما يتميز برائحة ناعمة ورومانسية مثل الليلك والماغنوليا. بعض الورود تُستخدم في صناعة العطور ومستحضرات التجميل، بينما تُستخدم أنواع أخرى في تنسيق " الحدائق والديكورات" أي لمجرد الزينة وإعطاء منظر جمالي لحديقة المنزل وواجهته، أو لشرفاته، أو لإعطاء منظر جمالي لصالونات الاستقبال، بحيث تطفي قدرا من الجمال للمكان، ومكانة لصاحبه تمنحه قدرا من التباهي أمام زملائه وأقرانه ومعارفه، كما تمنحه قدرا من التميز الاجتماعي..!
" الأصدقاء" يتماهون مع "الورود" بقربهم منك وبعدهم، وتتفاوة علاقتك بهم بحسب شعورهم نحوك، ومدي صداقتهم لك وارتباطهم بك، وصدق مشاعرهم نحوك..!
إذ هناك " أصدقاء" يتميزون بصفات " الوردة الجورية"، التي بدورها تتميز برائحة قوية وغنية، ولكنها وردة اعتبارية، تماما كأصدقائك الذين يتماهون بها، ممن يجملون حياتك اعتباريا، ويذبلوو إذا ما داهمك عارض حياتي، فتتقبل مواقفهم برحابة صدر، إدراكا منك بطباع وشخصية أمثال هؤلاء الأصدقاء، وبالتالي لا مجال لعتابهم..!
هناك " أصدقاء" آخرين تجد فيهم رائحة "الفل والياسمين"
وهؤلاء لا شك يعطرون بروائحهم العابقة حياتك، لكن عليك أن تحافظ عليهم وتتزين بهم في أوساط المجتمع، وعند إقتضاء الضرورة..!
بعضهم تتماهي رائحتهم مع " زهرة اللافندر" التي تشعرك بالسكينة والهدوء، تحتاجهم حين تتكاتف عليك الأزمات، فتجد فيهم ملاذا، لتشكي لهم معاناتك، فيمنحوك بدورهم جرعة أمل، وطاقة إيجابية، تمكنك من تجاوز عثراتك بفضل صدق مشاعرهم وجدية نصائحهم لك، لكن قد يكونوا يشبهوك بالمعاناة، لكنهم بصدق واخلاص، يتمنون لك الخير والفرج، والانعتاق من شرنقة أزماتك..
هناك " أصدقاء" يشبهون ورود "الماغنوليا" و " الغاردينيا "..!
وهؤلاء الاحتفاظ بهم " للزينة" وشكل من أشكال الديكور الاجتماعي، الذي يصعب عليك الثقة بمواقفهم، لأن حساباتهم غير حساباتك وكذلك مشاعرهم، لأنهم يقيسون علاقتهم بك على قاعدة " المصلحة"، وتفاعلهم معك مرهون بمدى مصلحتهم عندك، وغالبا علاقتك بهم، وعلاقتهم بك مرهونة ب" الصدف"، و فيهم من ينطبق عليه المثل الشائع " صديق الوجه، قبيح القفاء"..؟!
هناك أصدقاء أو يقال عنهم كذلك، ولكنهم أشبه بالورود الصناعية وهؤلاء وجودهم بحياتك كعدمهم لكنهم موجودين وتتعامل معهم، لكن لا تؤثر فيهم، ولا يؤثروا فيك..!
لكن ثمة أصدقاء مجبولين برائحة "النرجس" وعبق شذاها الآخاذ، الذي يمنحك رائحة تبلغ بعبيرها الآفاق، معك تجدهم بصدق وإخلاص، لديهم الشجاعة في تقويم اعوجاجك،وإعادتك إلى الطريق القويم أن انحرفت، ينصحوك مخلصين، لا رغبة بالتباهي والشعور بالاستعلاء، ينصحوك همسا، وبعيدا عن الأنظار، فتشعر من مواقفهم بخير الدنياء وأمان الحياة، يزرعون في وجدانك الثقة بالنفس، وبهم، وبالغد القادم، رغم كل القتامة التي تخيم على واقعك..!
في حياتك أيضا الكثير من الوجوه والرموز والشخصيات الوجاهية والاعتبارية، والنخب السياسية والفكرية، والسيادية، والاقتصادية، ويمكن وصفهم بالأصدقاء_العابرون _ الذين مروا بحياتك، وارتبطت بعلاقة معهم كنت الطرف الصادق في تلك العلاقة، فيما كانوا هم يطبقون عليك نظرية" ميكافيللي _الغاية تبرر الوسيلة"، وأمثال هؤلاء تجدهم " معجونين" بالقيم والأفكار والسلوكيات والمواقف الإنتهازية..!
يربطون قربهم وبعدهم منك وعنك، بمدى قبولك بالإرتهان لهم وتبجيلهم، وتسويق بطولاتهم الأسطورية، وأن كانت بطولاتهم _ غالبا _ تدار في "مخادعهم" فيما إستراتيجيتهم الوطنية، تنحصر في" جغرافية بين السرة والركبة"..!!
أمثال هؤلاء مهما كانت علاقتك بهم، ومهما كانت "إبتساماتهم" جميلة أمامك، فأياك أن تثق، وأن تدرك أن تلك " الإبتسامات" مرتبطة بمدى مصلحتهم عندك، وحاجتهم منك، فأن انتفت تلك الحاجة والمصلحة، لن تجد فيهم من يعرفك، أو يتذكر اسمك..!!
بل أن أمثال هؤلاء وحين تقوم له ومن أجله "بعمل بطولي" في لحظة ماء، لحظة لو لم تقف فيها بجانبه لدفع ثمنها غاليا، إلا إنه يتلقى ما قمت به بشيء من البرود والتجاهل وعدم المبالة والأكتراث، و لا يحب أن يتذكر موقفك هذا تحت أي ضرف من الضروف، حتى لا تحمله جماله، ويتوهم إنه لو أعترف لك بجميلك هذا، فقد " تبتزه " أو تطلب منه ما يوازي خدمتك له _إفتراضا _لان هناك إطار وضعت فيه وغير مسموح لك الخروج منه تحت أي مبرر أو ذريعة..!!
وليس هناك أنذل ولا أقبح، ولا ناكري الجميل، من صناع القرار في هذا الوطن، من السابقين ومن خلفهم، ومن جاء بعدهم، ومن سياتي منهم.. لأن إستراتيجية وثقافة " آل حميد الدين" لاتزل هي السارية، تستوطن وجدان وعقليات وثقافة صناع القرار، الذين يعتبرون مواقفك معهم طاعة وواجبا عليك أن تؤديه..!
دمتم بألف خير أعزائي..
19 يوليو 2025م |