ريمان برس - خاص -
بعد فترة غياب أطل علينا الناطق بأسم كتائب القسام القائد المجاهد "أبو عبيدة" بحديث مؤلم، وعتاب كان بمثابة حراب تنغرز في قلب المتلقي العربي الحر والمؤمن الصادق، عن حالة الهوآن الذي بلغته أمة محمد أبن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. ظهر وعلى خلفيته برزت صورة " المسجد الأقصى، وقبة الصخرة" وكأنه أراد أن يذكر العرب بعروبتهم والمسلمين بدينهم، يذكرهم بأن " غزة هاشم" هي الخندق المتقدم في مواجهة العدو الصهيوني منذ عام 1948م، و " غزة الأبطال" تقف بكل شموخ مدافعة عن الأمة والعروبة والإسلام، قبل أن تكون مدافعة عن فلسطين أرضها المحتلة، من قبل إحتلال صهيوني إستيطاني عنصري وهمجي، إحتلال مجرم، مجرد من كل القيم الأخلاقية والصفات الإنسانية، إحتلال حتى الحيوانات تحمل مشاعر لا يحملها هذا الاحتلال المجرم، الذي ما كان له أن يؤغل في حرب الإبادة التي يشنها ضد أطفال وشيوخ "غزة" منذ أكثر من 21 شهرا، لم يبقي فيها شجرا ترفرف باغصانها ولا حجرا لبيوت كانت معلومة.. تساوت غزة بكل بنيانها بالتراب، وتحول القطاع بمدنه واحيائه العامرة الي صحراء، فيما الملايين من السكان محاصرين يعانون من الجوع والعطش..!
جرائم إبادة ترتكب، وما كانت لتكون لولاء الصمت العربي الرسمي، والدعم الدولي الفاجر للعدو الذي يتلقى دعما ماديا ومعنويا وإعلاميا وقانونيا، من قبل أمريكا والغرب، الذين يشاركونه في عدوانه وجرائم ابادته، ويقدمون له كل أشكال الدعم اللوجستي والسلاح الفتاك والخبرات والمعلومات، ويرفدونه بقوات عسكرية تشارك ميدانيا في جرائمه، فيما أمة العروبة والإسلام، لاذت بالصمت والتجاهل، وفي صمتها وتجاهلها كانت علامة الرضاء والموافقة لمجرمي الكيان بأن يؤغلوا في إجرامهم وحرب إبادتهم، بعد أن اتخذا مجرمي الكيان من " تجويع" النساء والأطفال وأبناء القطاع سلاحا بهدف ضرب وتمزيق حاضنة المقاومة، فيما عجزت "أنظمة العهر العربية" عن إدخال الغذاء والدواء والمياه، لم نطلب منهم إدخال الأسلحة والذخائر للمقاومة فهذا فعل لا يجيده رموز الارتهان والتبعية ونخب الإرجاف والأرتزاق التي تجردت من كل قيم الشرف والكرامة وأصبحت تقبل بحياة الذل والامتهان والأرتزاق، المهم أن تعيش وان بلا كرامة وبلاء شرف..!
نعم ما كان العدو الصهيوني ليشن حرب إبادة وحشية في قطاع غزة يخجل منها "النازيين" ويتبراء منها ويدينها كل طغاة التاريخ ومجرميه، لو لم يكن العدو ضامن صمت أنظمة الخيانة والعمالة والارتهان، الذي يشاركون بصمتهم في سفك الدم العربي في فلسطين، وهذا الصمت، دفع مجرمي الحرب الصهاينة إلى التمدد نحو لبنان واليمن، وإيران واخيرا سوريا قلب العروبة التي تستباح من قبل العدو فيما الصمت يخيم على "مؤاخير" رموز النظام العربي والإسلامي وكأن الأمر لا يعنيهم..!
رغم ذلك تبقى بطولة المقاومة تعبيرا عن حقيقة أصالة العروبة والإسلام.. نعم لا عروبة إلا في غزة، ولا إسلام إلا في غزة، ولا أحرار إلا في غزة، ولا إنسانية إلا في غزة، هناك حيث يتصدي ابطالها لعدو مدجج بأخطر انواع الأسلحة الفتاكة، ومدعوما بأسلحة كل جيوش العالم وأعظمها، ومع ذلك تنتصر المقاومة وينهزم العدو بكل جبروته ووحشيته وجرائمه.. نعم عدو مهزوم، رغم خيانة الأمة وصمتها، لأن في فلسطين من يقاتل العدو ليس مجرد مقاومين بل "ملائكة مسومين".. من فضحوا العدو وامريكا والعالم، وصمت السافلين الراكعين عند أقدام الثنائي الهمجي _ترمب _نتنياهو _..! |