الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
قيل إن مغتربين يمنيين تجمعوا أمام مبنى شركة "ارامكو" في السعودية منتصف ستينيات القرن الماضي بحثا عن عمل، حين خرج احد مسئولي الشركة يعتذر لجموع المحتشدين لعدم وجود عمل لهم في الشركة، وأبلغهم أن الشركة لا تحتاج إلا" لطيار" مؤهل لقيادة  "طائرة هيلوكبتر" ليتفاجئ بتقدم احد اليمنيين نحوه وابلغه بأنه يجيد قيادة الطائرات العمودية

الإثنين, 14-يوليو-2025
ريمان برس -

قيل إن مغتربين يمنيين تجمعوا أمام مبنى شركة "ارامكو" في السعودية منتصف ستينيات القرن الماضي بحثا عن عمل، حين خرج احد مسئولي الشركة يعتذر لجموع المحتشدين لعدم وجود عمل لهم في الشركة، وأبلغهم أن الشركة لا تحتاج إلا" لطيار" مؤهل لقيادة "طائرة هيلوكبتر" ليتفاجئ بتقدم احد اليمنيين نحوه وابلغه بأنه يجيد قيادة الطائرات العمودية..!
بعضهم يروي أن مسئول الشركة أغمى عليه..!
الحكاية تجسد حقيقة الإنسان اليمني وطريقة تفكيره واستعداده للمغامرة أيا كانت نتائجها وكانت تبعاتها، المهم أن لا يعبر عن جهله بالشيء أيا كان هذا الشيء، وأن كان يتعلق بمصير الوطن والشعب..؟!
في اليمن فقط إذا اجتمعت مع مجموعة في "ديوان مقيل" أو في" بوفية "أو في مكان على الرصيف، أو حتى على متن حافلة أو تاكسي اجرة، سوف تسمع من الأحاديث والحوارات ما يذهلك..!
سوف تسمع حوارات سياسية، وعلمية، وأدبية، وثقافية، وفكرية، وتربوية.. سوف تسمع حوارات تبدأ عند ظاهرة مطبات الشوارع، ولا تنتهي عند " طبقة الأوزون، والثقب الأسود"، وستجد من محدثك إصرار عجيب على جدية حديثه ومصداقية كلامه، حتى وان كان كل حديثه غير صحيح، وكلامه لا يمت للمصداقية بصلة..!
في السياسة سوف تسمع تحليلات و اخبار تبدأ من توصيف حال البلاد وازماتها، إلى الصراعات الجيوسياسية وأزمة أمريكا والصين، وكلا يتحدث وعليك أن تصدقه وتقبل كل ما يقوله وتسلم به، وإلا قلبك عدوا له وجاهلا لا تفقه شيئا..!
إذا قلبت الحديث _مثلا _وتحدثت عن الفن والمسرح والسينماء والدراما التلفزيونية، ستجد نفسك أمام "أسامة انور عكاشة "وجمال الغيطاني، ويوسف القعيد "..!
فإذا كان الحديث عن" الدين " وأفترضنا أن من بين المتواجدين في الديوان" الإمام الشافعي "ومالك، وأبن حنبل، وأبي حنيفة، وزيد بن علي،_ رضوان الله عليهم جميعا _ ستجد من يقاطع حديثهم ويصحح معلوماتهم..؟!
و في جلسة واحدة" بديوان مقيل " سوف يتنقل بك الحاضرين من ظاهرة إلى أخرى ومن قضية الي أخرى، ومن أزمات الداخل الوطني، إلى أزمات الإقليم، والعالم، ومن قضايا الكون وأزمة المناخ، إلى أحوال السماء بما فيها من نجوم وكواكب، ومجرات ..!
اليمني وحده سيخوض في كل الجوانب الحوارية بكل ثقة واقتدار، وسيناقش معك قضايا " الدين" والكون "وعلوم الفضاء، والمحيطات، والصحاري المجدبة..!
فاليمني هو الإنسان الوحيد، الذي لا يعجزه أي شيء، وفي اليمن فقط ستجد من يتحدث وبإسهاب عن " طاعة الوالدين والبر بهما" وهو "عاق وعاصي والديه، ولا يعرف كيف حالهما أن كانوا " أحياء" ، وان كانوا " أموات " فقد يكونوا رحلوا بحسراتهم وقهرهم منه..!
وقد تجد فيهم من يتحدث عن الشرف والنزاهة، لكن  واقعيا  تجد سلوكه الحقيقي عكس كل ما يقوله..!
هنا المظاهر تحكم وتتحكم بسلوك الناس وعلاقتهم ببعضهم..!
هنا لو كان الناس فعلا بالوعي والمعرفة التي يتظاهرون بها، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والجلسات العامة، لكانت اليمن أكثر تقدم من " اليابان" وأكثر نظافة من " السويد" وأكثر سكينة من "سويسرا" وأكثر تطور وتقنية من " ألمانيا"..!
لكن للأسف هنا " ثقافة التهباش" هي الطاغية، وبشر تظهر ما لا تبطن، ترفض الاعتراف بحقيقتها وتلبس اقنعة زائفة لتظهر بصورة عكس حقيقتها..!
هنا يستحيل على المرء أن يعترف بحقيقته حتى مع نفسه..!
ربما يعود ذلك لقساوة الجغرافية والتضاريس المعقدة، والضروف الاجتماعية الأكثر تعقيدا، من الجغرافية والتضاريس، وليس هنا أكثر تعقيدا من كل هذا، غير نفسية الإنسان التي أعتادة تجميل ظاهرها، لتخفي بشاعة مريعة في داخلها..!
فاليمني هو الإنسان الذي يقول ما لا يبطن، ويكذب على نفسه ويصدق كذبته للأسف..!
هنا ستجد "الجوامع عامرة بالمصليين"، لكن على أبوابها ستجد أكثر من " المصليين" " يتسولون قوت يؤمهم"..!
صورة تتناقض مع قيم المجتمعات المؤمنة..!
هنا ستجد بعض دعاة  " الفضيلة، والتراحم، والمحبة" هم أعدا  هذه المفاهيم النبيلة..!
ستجد من يطالب الجمع " بغض ابصارهم" فيما له " عيون من ليزر "يخترق بها كل مستور..!
هنا كل المسئولين يتحدثون عن ضرورة وأهمية مكافحة الفساد والقضاء على الفاسدين وهو زعيم الفاسدين..!
وستجد من يتحدث عن راحة الشعب واستقرار الوطن، وهو اكبر عائق أمام تحقيق هذه الغايات..!
قديما كان مدير المدرسة إذا أقام "حمام "إضافي للطلاب، يقف أمام عدسات الكاميرات ويتحدث عن منجزه العظيم الذي جاء بناء على توجيهات "فخامة الأخ الرئيس، ومتابعة الأخ الوزير، والمحافظ"..!
اليوم الظاهرة تتواصل ومفردات الخطاب هي ذاتها فقط بدلا عن " فخامة الأخ الرئيس" يقال "سيدي قائد المسيرة" ثم يواصل تلاوة الديباجة..!
لكن تبقى "ترويكا النخب الثقافية" أو التي تزعم انها كذلك هي " مصدر الداء، وينبوع البلاء "..!
فيما" النفاق "حاضرا و" المنافقين" ليس كظواهر عابرة، بل كسلوك يكاد يكون طاغٍ في الوسط الاجتماعي والنخبوي، و" مبدأ الغاية تبرر الوسيلة " هو هوية الفاعلين في مجتمع، تطغي فيه ثقافة الجهل على ما عداها ..!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)