ريمان برس -
يوما بعد يوم، تتكشف أطياف المؤامرة التي تحيط بمحافظة تعز _خاصة _واليمن _عامة _لكن تعز وضعت في قلب المؤامرة، تعز إيقونة الفكر، والثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والصناعة، والهوية والأنتماء الوطنيين، تعز الثورة والوحدة، وينبوع الحلم بالتغير والتقدم، والدولة المدنية، والمواطنة المتساوية، _تعز اليوم_ تعاني من مآسي مرعبه، وجرائم ترتكب بحقها، تفوق قدرة العقل على تحملها، أو الصمت عنها..!
تابعت وأتابع كل ما يجري في تعز بريفها والحضر، واتابع كل ما ينشر ويقال ويكتب عن تعز، وأقف إجلالً وتقديرا مع كل كلمة يخطها قلم _المهندس عبد القادر حاتم _وكيل محافظة تعز السابق، الذي يمكن أن تكون مقالاته خارطة طريق لتعز وأبنائها، أن كان هناك من يحرص على سكينة هذه المحافظة، ورفع الضيم عنها وعن تاريخها ودورها ورسالتها الوطنية..
لكن للأسف فأن مشكلة تعز تبدأ في " رموزها وأبنائها" ولا تنتهي عند سياسة الأنظمة الحاكمة، التي تعاقبت منذ 1962 م وحتى اليوم، أنظمة تعاطت مع هذه المحافظة بذات العقلية والسيناريو الذي تعاطي به " النظام الإمامي" مع المحافظة وأبنائها ورموزها..!
يقال أن كل "مازاد عن حده انقلب ضده" ويبدو أن الوعي الزائد الذي تميزت به" تعز وأبنائها ورموزها" والأحلام المثالية التي حلم بها أبناء هذه المحافظة في وطن أمن مستقر وموحد، متقدم ومتطور، ودولة نظام وقانون وذات سيادة، وحكم ديمقراطي تعددي ، ومواطنة متساوية، وحقوق مكفولة لكل الشرائح الاجتماعية، وعدالة في توزيع الثروة، تلكم كانت أحلام أبناء محافظة تعز، الذيو خرجوا في 26 سبتمبر و14 أكتوبر، و30 نوفمبر، وكانوا في 22 مايو، و كذلك كان أملهم في 2011م..!
لم يكن " أبناء تعز ورموزها" يوما طامعين بسلطة، بل كان ولايزل حلمهم وأملهم، هو في دولة نظام وقانون وعدالة اجتماعية ومجتمع تكافؤ الفرص، ولأجل هذا الحلم قدمت " تعز " الكثير من الدماء والقدرات والامكانيات، قدمت جبالا من "جماجم أبنائها" و" انهاراً سألت من دمائهم" من أجل حلمهم الذي لم يتحقق، لأن هناك من لا يرىد وطن تحكمه دولة نظام وقانون قوية، بل يريد "وطن تحكمه القبيلة" للأسف..!
على مدى " سبعة عقود" من " ميلاد الحلم الوطني"من "تعز "، والبدء في مسيرة تحقيقه واقعيا، والأنتصار لأهدافه، من أجل كل اليمن دون إستثناء، وفي سبيل النهوض بواقعها وحياة مواطنيها واللحاق بركب التقدم الحضاري والإنساني، منذ تلك اللحظة التاريخية، و " تعز " تدفع _للأسف _وبسخاء وصمت فاتورة حلمها " والحلم الوطني، " دما، ودموعا، وآهات، وقدرات،" وتهم جزافية، وكيدية، وتهميش، وإنتقاص، وغطرسة، تمارس ضدها، وتكريس ثقافة إنقاصية وإنتقامية ضدها وضد حلمها وحلم أبنائها، وتجاهل وتنكر لكل رموزها ووجهائها..!
بيد أن ما تعانيه منه " تعز " اليوم لا يخرج عن هذا المسار التنكري لتعز، مع الفارق أن عقلية وطريقة تفكير نخبها ورموزها الحاليين، تختلف عن طريقة تفكير نخبها ورموزها الأوائل الذين وضعوا مداميك وأسس الحلم الوطني الجامع..!
نعم فالنخب والرموز " التعزية" الحالية تختلف عن اسلافها، اختلاف جذري، لأن نخب المرحلة تم تدجينهم لدرجة إستلاب عقولهم، حين قبلوا تجزئية أفكارهم وعقولهم ومواقفهم، ووزعوا أنفسهم بين ترويكا النفوذ، جاعلين من أنفسهم مجرد "كومبارس" في " مسرحية عبثية" أبطالها يناقشون قضية بقالب كوميدي ويتجاهلوا إنهم "هم القضية"!!
"تعز" تتعرض لمؤامرة خطيرة وغير مسبوقة، بدليل إنها تقسمت جغرافيا " لثلاثة نطاقات" متناحرة، خطوة غير بريئة نظرا لموقع " تعز " الجغرافي على الخارطة الوطنية،ولدورها التاريخي والحضاري والتنويري، وايظا دورها الاقتصادي والصناعي، الأمر الذي يجعلنا نقول وبصراحة وبكل شفافية أن " تعز" تواجه مؤامرة وجودية، تسهدفها، وتستهدف دورها الحضاري الوطني..!
" تعز" شملتها اليوم كل الأزمات الوجودية، جغرافيا، وفكريا، وثقافيا، وسياسيا، وأمنيا، وعسكريا، واقتصاديا، واجتماعيا، وخدماتيا، حتى أصبحت " المياه" مياه الشرب حاجة وحلم أبناء " تعز" هكذا اختزلت أحلام " تعز" عند " شربة مياه نقيه" غير ملوثه..؟!
فماذا جرى في الدنياء حتى تصل " تعز " لكل تاريخها العريق الي هذا المنحدر الحياتي المريع..؟!
للموضوع تتمة
12 يوليو 2025م |