ريمان برس -
ترسل الشمس أشعتها في صباح مفعم بأطياف الأمل، وصدي أصوات " العصافير الحالمة" ترسل بصداها إلى مسامع القوم الحالمين بدورهم بلحظة سكينة تنسيهم سهام الحاجة ومذلة السؤال..!
رويدا.. رويدا تختفي الشمس وتنقطع أشعتها خلف سحب قاتمة السواد، سحب لم تحمل "عارض ممطرنا" بل حُملت بعذاب من غضب، وكثيرا من " زمهريراً " عقابا قدريا على ما صنعت أيادي" الطغيان"..!
تشرئب أعناق المقهورين، نحو الفضاءات اللامنتاهية، تحاول بنظراتها إختراق جدران اليأس، فترتد خائبة مثقلة بآهات الحسرة وأيات القهر السرمدي..!
تزداد الجغرافية جحيما ملتهبا، وتنساب من تضاريسها براكين القهر وحمم المقهورين..!
تنتصب "المقاصل" في كل الأتجاهات، وتتراكم على سماء الوطن سحب محملة بأهات المقهورين، في وطن أصبح رسميا فرعا من الجحيم الموعود..!
تتراكم "أهآة" الجموع.. تتلوث بغبارها الجغرافية، والناس والعقول والأفكار.. تتحول المفردات إلى " شرر من نار"..!
عيون زائغة تحدق نحو الأرصفة بحثا عن مكان للأسترخاء بين الأجساد المتهالكة والمتراكمة على بقايا من رصيف غير مأهول..!
تتراكم بقايا من هياكل بشرية في طوابير، يبدوا المشهد مرعبا، والوطن أصبح " كهفا" و " كلاباً باسطات ذراعيها في الوسيط" لكن دون "ورقة" _ يذهبون بها إلى السوق _..!
" أنين" تتسع أصدائه.. تمليء فضاءات المكان _الوطن.. أجساد محنية متهالكة، هاماتها تعانق أقدامها المعفرة، الممزقة بفعل عوامل التعرية، وقساوة الرحلة، وظلم المكان، وقساوة الزمن..!
لاشيء هنا يدل على" الحياة ".. وحده الإجداب حاضراً، والتصحر سمة المكان..!
ومقاصل الموت تستدعي بقايا الرقاب الهالكة..؟!
صنعاء.. ذات رصيف.. |