الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مرة أخرى أعود للحديث عن أمريكا الإمبراطورية المأزومة، بعد أن تحولت من دولة "ليبرالية" إلى دولة "إمبريالية" تسعى لديمومة هيمنتها من خلال القوة وبالقوة تحاول فرض "السلام" على طريقتها، ولكن هل

الثلاثاء, 01-يوليو-2025
ريمان برس -

مرة أخرى أعود للحديث عن أمريكا الإمبراطورية المأزومة، بعد أن تحولت من دولة "ليبرالية" إلى دولة "إمبريالية" تسعى لديمومة هيمنتها من خلال القوة وبالقوة تحاول فرض "السلام" على طريقتها، ولكن هل " السلام" الذي تقصده إدارة " ترمب" هو السلام العربي _الصهيوني؟ أم المقصود به "سلام وسلامة كيانها اللقيط" الذي تحاول تطويع كل دول وانظمة الوطن العربي والعالم الإسلامي للخضوع لهيمنة كيانها الاستيطاني العنصري..!
لكن دعونا _أولا _ نقف  أمام أدلة وظواهر الأزمة التي تنهش في مفاصل " أمريكا الدولة العظمى" التي فقدت فعلا عظمتها من خلال ما أقدمت عليها من إجراءات تعسفية بحق" المهاجرين" في خطوة اظهرتها كدولة ديكتاتورية تتماهي بإجراءاتها مع إجراءات بقية أنظمة العالم الثالث التي تتهم أمريكيا كأنظمة قمعية وديكتاتورية ولم تتردد في إتخاذ إجراءات عقابية ضدها طيلة العقود الخمسة الماضية..!
مواقفها تجاه المسيرات الطلابية التي عبرت عن تضامنها مع أطفال ونساء قطاع غزة الذين سقطوا نتاج العدوان الصهيوني الذي لم يكن مجرد رد فعل على أحداث السابع من أكتوبر 2023م بل ما حدث ويحدث في غزة وكل فلسطين هي حرب إبادة وجرائم حرب مكتملة الأركان، جرائم ترتكب برعاية أمريكية _غربية، في ظل صمت عربي _إسلامي سببه تهديدات أمريكا لكل أنظمة المنطقة التي تلقت تحذيرات وتهديدات حاسمة من قبل واشنطن والعواصم الغربية، مفادها أن اي محاولة للتدخل أو التعاطف مع المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة سوف تعتبره أمريكا والكيان والغرب اعلان حالة عداء معهم، وبالتالي ضرب اقتصادهم الضعيف اصلا خاصة وغالبية أنظمة المنطقة مرتبطة اقتصاديا بالبنك والصندوق الدوليين بما فيها الدول النفطية، التي رغم طفرتها النفطية تعاني من أزمات اقتصادية وتنموية، الأمر الذي أجبر هذه الأنظمة على الصمت والخنوع للمنطق الأمريكي الراعي " للجرائم الصهيونية"..!
الأمر الأخر والمهم هو الخطاب السياسي والاعلامي الذي يتبناهما " ترمب" وادارته والسلوكيات التي تمارس من قبلهم، لدرجة افقدوا فيها هيبة أمريكا ومكانتها كدولة عظمى!!
نعم يمارس "ترمب" وادارته خطاب وسلوك مثير لم يكن أحدا يتصور حدوثه، حتى النخب السياسية الأمريكية مذهولة من طريقة تعاطي "ترمب" مع القضايا المحلية والدولية، بصورة تدفع المتابع لمواقف "ترمب" وادارته، وكأنه يتابع "بلياتشوا في سيرك" فالرجل أسقط فعلا _هيبة الرئاسة الأمريكية وهيبة البيت الأبيض، والطقوس والتقاليد التي اعتاد عليها سكان البيت الأبيض على مدى ثلاثة قرون، طقوس دمرها "ترمب " وحط من مكانة  الرئاسة والبيت الأبيض، واعتمد استراتيجية " الكذب السافر" حتى أصبح شعاره" اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس"..!
فالرجل يمارس سياسة تسويق  الوهم مع الداخل الأمريكي، ويمارس سياسة الكذب والخداع مع العالم، ويستخدم القوة المفرطة لشرعنة أكاذيبه، ويصرح بأحداث لوسائل الإعلام وعبر صفحاته، ليس لها وجود في الواقع، لكنها اماني يتمناها، ثم يوظف القوة تحقيقها، بصورة جعلت مصداقية دولة بحجم أمريكا محل شكوك وتوجس وريبة من كل دول وأنظمة العالم بما في ذلك حلفاء أمريكا أنفسهم..!
لم تكن أحداث "الكابيتول" التي شهدها العالم نهاية عهد "ترمب" الأول مجرد حدث عابر، بل كانت حصيلة أزمة تتفاعل في مفاصل الدولة العظمى، التي تعاني من أزمات مركبة، أبرزها اقتصادية ومالية، فأمريكا يمكن القول انها دولة شبه مفلسة، وأنها تعمل بأموال دول وشركات العالم مستغلة عملتها كعملة دولية من ناحية، ومن الأخرى سيطرتها على اغلب ثروات دول العالم والشركات الدولية والشخصيات الذين يضعون في بنوكها كل املاكهم، لذا تعمل هي على تدوير ثروات العالم وتطبع عملتها بطريقة مخالفة لكل القوانين الاقتصادية والمالية، فعملتها " فئة المائة الدولار" لا تكلفها سوي " 13  سنت"، وكذا اعتمادها على إدارة الشئون الدولية عن طريق الحروب وصناعة الأزمات، إضف الي كل هذا احتياجاتها خلال العقد القادم لأكثر من "15 ترليون" دولار، لإعادة تجديد وترميم بنيتها التحتية، مثل شبكات النقل الكهربائي، وشبكة الهاتف، وصيانة الطرقات، وخطوط السكة الحديد، والمطارات والمؤاني، بحسب اخر تقرير صادر عن مركز "كارتر للدراسات الاستراتيجية لعام 2023"..!
لم تكن عودة "ترمب" للبيت الأبيض مجازفة، أو فعل من صدف، بل حصيلة مخطط إنقاذ للاقتصاد الأمريكي _أولا _ثم إنقاذ للكيان اللقيط والمضي فيما بدأه " ترمب" في عهده الأول ومنها توسيع نطاق " الاتفاق الإبراهيمي" وإعادة ضبط إيقاعات السياسية في المنطقة، وضرب نفوذ "إيران " وتصفية ما يطلق عليه بأذرعها، سوريا وحزب الله، والمقاومة، وانصار الله..؟!
لكل ما سلف يحاول "ترمب" وفريقه في البيت الأبيض تصدير أزماتهم الداخلية للخارج عبر توظيف القوة تحت سحب التظليل والخداع والاكاذيب، بل وحتى التهريج وهو ما جعله في حالة صدام مع وسائل الإعلام الأمريكية الأكثر حضورا وشهرة في أمريكا والعالم، يتحدث البعض عن شخصية رجل الصفقات الباحث عن مكاسب فورية، لكن معطيات واقع الحال تشير إلى أن الرجل كما وصفته " بنت شقيقه" مصاب بحالة انفصام ويعاني من اضطرابات نفسية..؟!
مضاف الي ذاك ثقافة مهنية مكتسبة كونت شخصيته على مدى عقود خلف " طاولة القمار" ومقرات " تجارة اللحم الأبيض"، فجمع ثروة هائلة اهلته لأن يشتري منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن أول صدام يحدث في إدارته بينه وبين صديقه المفترض _إيلون ماسك _الذي يريد "ترمب" في آخر مواقفه منه إعادة تصديره الي "جنوب إفريقيا"..؟!
للموضوع صلة
1 يوليو 2025 م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)