ريمان برس - *
تعيش اليمن اليوم ومنذ مابعد العام 2011 مرحلة تعد من أسوأ المراحل السياسية في تاريخها الطويل الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام. في خضم هذه الحرب المدمرة تحكم البلاد نخبة سياسية منفصلة عن الواقع مهتمة بمصالحها الضيقة غير آبهة بمصير شعبهاومستقبل وطنها... إلى جانب هذه النخب توجد جماعات دينية متشددة وارهابية استغلت الدين لمآرب سياسية واقتصادية فحولت ساحات اليمن إلى ميادين للصراع والدماء، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحرب.
إن هذه القوى التي تدّعي الوطنية وتستخدم شعارات براقة للتغطية على أعمال القتل والنهب والفساد واللصوصية والزنبلة والتفصيع والبلطجة والتهباش عبر قواعدها في حين ذهبت هي لتفرط في السيادة وتعبث بالثوابت الوطنية التي قامت عليها البلاد. وتحت مظلة الدين وباسم المعتقدات الدينية وبيت النبؤة يُسفك الدم اليمني وتُزهق الأرواح واصبحت بعض المحافظات من الوطن ساحة لترويج بضاعة ايران القذرة و للمزايدات العقائدية المستوردة من تخاريف وتفاهات النجف وكربلاء وقم. لخدمة أجندات ايرانية أكثر مما تخدم الدين و مصالح اليمنيين واليمن. وتحت هذا المصطلح هناك جماعات تتاجر بالدين خدمةً لتنظيم دولي يتزعمه المرشد العام بدعم من عدد من الدول الخارجية.....
وكان من نتائج حكم هذه العصابات والمليشيات والنخب السياسيىة المشؤمة
هو مانشاهده اليوم من التدهور الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية تراجعت كل الخدمات الأساسية. فاليمن اليوم بلد بلا كهرباء بلا ماء بلا أمن بلا استقرار وبلا استقلال وبلا حرية. الرواتب توقفت والمواطنون يواجهون شتى أنواع الحرمان ويأكل اغلبهم من مقالب القمامة..بينما هذه النخب الدينية والسياسية تنعم برغد العيش واوعزت الى نفاتتها وابواقها وذبابها الالكتروني الى نشر الأحقاد والكراهية والمناطقية والعنصرية في اوساط المجتمع والإساءاة للاموات من الرموز الوطنية.. وتُغلق الطرقات أمام الناس . وتكمّم الأفواه، وتُهتك الأعراض ويُصادر ما تبقى من الحريات. ولم يتبقى من الوطن سوى بقايا وطن... لم يعد لليمنيين سوى الألم والانتظار في بلد تحول ماتبقى منه إلى سجن مفتوح تحت رحمة القوى المتصارعة.
وتحولت الاحزاب التي كنا نؤمل عليها الى دكاكين سياسة.للإرتزاق على حساب حرية واستقلال ووحدة وسلامة اراضي الوطن.
إن هذا المشهد القاتم يتطلب وقفة جادة من جميع القوى الوطنية الحقيقية، بعيداً عن المتاجرة بالشعارات والخطابات الفارغة. فاليمن يستحق قيادة تعيد له توازنه، شعبه يستحق حياة كريمة، ومستقبله يجب أن يكون أكثر إشراقاً مما هو عليه اليوم. فهل سيشهد اليمن صحوة تعيد له مجده، أم أن النزيف سيستمر إلى أجل غير مسمى؟ويستمر هذا المسلسل الدامي باليمن؟
هل ستتجلى الحكمة اليمانية التي اخبرنا بها رسول الله واننا شعب الايمان والحكمة.؟
اتمنى ذلك.
نظير العامري |