ريمان برس -
قيل بأن ( الحق فوق القوة) ، وقيل أن (السلام بدون قوة تحميه إستسلام) والسلام لا يتحقق من خلال غطرسة القوة أو وحشية استخدامها، ولا تأتي به جرائم حزب الإبادة..والسلام ايضا لا يأتي من خلال (الصمت) على جرائم عدو داس على كل القيم والقوانين والتشريعات الدولية..!
نعم ما يقوم له الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان والمنطقة منذ أكثر من عام، وارتكابه لجرائم يندي لها جبين الإنسانية سلوك لن يأتي بالسلام لهذا الكيان، والصمت العربي والإسلامي والدولي لن يحقق الاستقرار لا ( للصامتين) الذين يغرسون رؤسهم في الرمال يقتفون أثر ( النعامة) وسلوكها، ولا لأولئك الذين اعتمدو على غطرسة القوة يحاولون اعتماد إرهاب القوة لتحقيق السلام لأنفسهم،ان السلام يأتي به الحق والعدل والاحترام المتبادل والاعتراف بحقوق الآخر، والسلام مناط بتحقيقه القانون الدولي وعبر المنظمات الدولية المعنية بالحافظ على الأمن والسلم الدوليين..
منذ قرابة قرن من الزمن والشعب العربي في فلسطين يناضل من أجل حريته وحرية وطنه ومن أجل حقوقه العادلة ضد قوة احتلال استيطاني ترتكب ابشع الجرائم واوحش المجازر بحق شعب مظلوم يدافع عن حقوقه في ظل (صمت) اخوانه وأشقائه وأصدقائه والمجتمع الدولي بما في ذلك عجز المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين،الذين انحازوا مع ( الجلاد) ضد ( الضحية) مع أهل الباطل ضد اهل الحق، وهذا السلوك لن يحقق السلام والامن ويتوهم أصحاب غطرسة القوة ان غطرستهم هي الوسيلة لتحق امنهم وسلامهم، بالمقابل يتوهم أصحاب (الصمت) أن في صمتهم نجاتهم وسلامتهم.. ان نجاة الجميع وسلامتهم هو في تحقيق السلام العادل الذي يعيد لأصحاب الحق حقوقهم وبدون عودة الحقوق المشروعة الكاملة للشعب العربي في فلسطين فلا سلام ولا أمن يمكن أن يتحقق لا لأصحاب غطرسة القوة ولا لأصحاب (قوة الصمت) الذين لم تهزهم جرائم المتغطرسين الذين اعتمدوا على القوة في تحقيق امنهم وسلامهم، فالقوة ومن يعتمد عليها لا تولد إلا ردود أفعال مقاومة لغطرستها تتماهي معها بالباس والتأثير، وأن كانت المقاومة قد طورت أدواتها مع تطور قدرات العدو وأساليبه فأن جرائم العدو تعطي المقاومة شرعية التعامل مع غطرسة العدو بذات الطريقة والاسلوب بدليل ما حدث ويحدث في ملحمة (طوفان الأقصى) التي كان يفترض من المجتمع الدولي ومنظماته أن يتخذها نقطة، انطلاق نحو تحقيق سلام عادل وانصاف الشعب العربي في فلسطين ويمنحه حقوقه المشروعه بدلا من الانحياز لجانب العدو وتبرير غطرسته بل وتشجيعه على مواصلة هذه الغطرسة ووحشيتها في حرب إبادة تخجل منها السماء والأرض والشجر والحجر، في المقابل كان يفترض بمن التزموا (قوة الصمت) إزاء هذه الغطرسة ووحشيتها وجرائمها أن يدركوا بدورهم أن (قوة صمتهم) لن تعفيهم ولن تحمي كياناتهم ولن تحقق لهم الأمن والاستقرار، والأمر ذاته يسحب نفسه على المجتمع الدولي..
نعم تم إبادة قطاع غزة وقتل أكثر من( مائتي الف عربي فلسطيني) غالبيتهم أطفالا ونساء وشيوخ ومدنيين عزل وتم تدمير كل مقومات الحياة في قطاع يسكنه قرابة (2.5) مليونين ونصف مليون مواطن عربي هم اليوم في عداد المشردين والنازحين الذين لم يبقى لهم شبل العيش والحياة فلا مساكن تاويهم ولا خيام تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، وعدو متغطرس يتوهم أنه بالقوة سوف يحقق امنه ويفرض السلام الذي يريد وهذا هو المستحيل لانه عاجز عن فرض هذا الخيار منذ ( 75) عاما..؟!
(قوة الصامتين) لن تعفي هي الأخرى أصحابها الذين يحاولون النأي بأنفسهم عن (القضية) أو الاكتفاء بالتضامن معهم عبر تصريحات اعلامية عابرة أو ببعض الفتات من المساعدات، فكل هذا لن يحقق لهم الأمن في الغد وان توهموا انهم اليوم بعيدين عن فلسطين وأنها مسؤلية أهلها، بل هي مسؤليتهم لأنهم هم هؤلاء الذين يعتمدون اليوم على (قوة صمتهم) من تسببوا في أزمة فلسطين وليس أبنائها..؟!
أن فلسطين قنبلة مؤقوته إذا قررا أبنائها أن يفجروها فأنها سوف تنفجر أمام الجميع وفي وجوه الجميع وتداعياتها ستطال الجميع وسوف تضرب اوكار الكل ليس المتغطرسين والصامتين با والمجتمع الدولي المنافق والمنحاز لقوى الغطرسة.. ان فلسطين تقدم اليوم التضحيات الغير مسبوقة في ظل أوضاع إقليميةودولية غير مسبوقة، لكن ليكون الجميع على ثقة أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام يمكن أن يتحقق لا للعدو المتغطرس ولا للصامتين ولا للمجتمع الدولي في زمن رغم كل مظاهر الغطرسة والتفوق فيه لدى البعض الا ان هذا العالم لايزل تحت ( رحمة مقاوم) يمكنه وبكل بساطه نقل المعركة لخارج فلسطين بل إن دعوة من أبطال المقاومة لكل حر في عالم الصامتين وفي العالم الكبير فعل كفيل بتحويل هذه ( العوالم) الي مسارح غير مستقرة تدفع ثمن غطرستها وانحيازها وصمتها.. وهذا ما سوف تكشفه تداعيات قادم الأيام والأحداث.
30 اكتوبر 2024م |