ريمان برس -
هم ليسوا عملاء ولا مجرد خونة، فالعملاء والخونة لهم قدرات تأثيريه محدودة على النسيج الاجتماعي الذي يتأمروا عليه لقاء إشباع غرائزهم الدنئية.. لكن نحن أمام ترويكا منحطة، ترويكا تجردت ليس من القيم والأخلاق، بل تجردت من إنسانيتها، فمثل هؤلاء يستحيل أن يكونوا بشرا أو ينتمون لشريحة البشرية.. نعم الذين يشاهدون إبادة شعب باطفاله ونسائه وشيوخه وتدمر كل مقومات الحياة فيه، وهم يتفرجون صامتين يضحكون على دقون أمة بمهرجانات ومؤتمرات كاذبة لأنها مؤتمرات خادعة ومزيفة وتعبر عن نفسية من يشارك فيها ودنأة سلوكهم وانحطاط اخلاقهم لدرجة يصعب فيها وصفهم أو إطلاق عليهم الوصف المناسب الذي يليق بهؤلاء الحكام وبطاناتهم الذين بلغوا أدنى درجات الانحطاط الحضاري ولا يمكن مقارنتهم إلا بأولئك الذين يوصفون في عالم (الدعارة الجنسية) ب(الديوثين المتحررين الذين يزنون بمحارمهم ويرتزقون من افخاذهن) _مع كل اسفي واعتذاري للقاري _لكن لا يوجد وصف يليق بحكام وأنظمة لم يكتفوا بالصمت عن جرائم الإبادة التي يتعرض لها بعض أشقائهم، بل راحوا يتأمروا عليهم ويشاركوا المجرم جرائمه بحقهم ويتلذذون بمعاناة الأطفال الجوعي والأمهات الثكالي، ويتلذذون ببشاعة الجرائم التي تردنا على مدار الساعة من فلسطين ولبنان عن أطفال اجتزت قنابل أمريكا وصواريخها رؤسهم عن اجسادهم، ومنهم من لم توجد لهم أجساد إلا بقايا من اشلاء متطايرة..ومنهم لايزال مطمورا تحت الانقاض، هدمت المستشفيات والمساجد والمساكن والكنائس وردمت الابار وتدمرت الطرق والجسور والشجر ابيدت والاحجار تطايرت وبلغ رذاذها مدن العالم.. هناك حيث خرج ( عبدة الأبقار والاصنام) ، الموحدين والملحدين ينددون بحرب الإبادة الصهيونية بحق أطفال فلسطين ولبنان، تلك الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء وأعظم القادة الأحرار وتشردت شعوب، في عدوان همجي بربري وحشي، فيما ثمة خونة بل ثمة (منحطين) مجردين من الكرامة والشهامة لم يترددوا في مؤازرة المجرمين الصهاينة ويتفاخرون بالعلاقة معهم حتى أن اي ( سافل أو منحط) يعاني من عقدة الشعور بالنقص ويبحث عن الشهرة، عليه فقط أن يعبر عن تضامنه مع المجرمين وان بتغريدة أو بوست أو مقال في جريدة مغمورة، حتى يجد نفسه مشهورا تتناقل أفكاره كبريات الصحف والمجلات الدولية وترددها كل قنوات العالم بل حتى قادة الكيان المجرم يستشهدون بها في خطاباتهم التي تتناقلها كل وسائل الإعلام الدولية..؟!
( منحطين) انحطاطهم لم تعرف له البشرية مثيلا حتى في ( زمن النخاسة) الذي كان فيه _ اجداد وجدات حكام الأمة_ اليوم _ يباعون في أسواقها ك(عبيد وجواري) قبل أن يتم تأهيلهم من قبل أعداء الأمة ليكونوا حكاما على شعوبها الحرة، وليواصلوا خدمتهم لأسيادهم ولكن ليس بالصورة التقليدية القديمة بل بصورة ملوك وشيوخ ورؤساء، فيما هم ليسوا أكثر من (عبيد منحطين) لان هناك (عبيد) حملوا راية الثورة والحرية وعلموا من كانوا لهم اسياد معنى السيادة والكرامة والحرية..!
لم يكون مطلوبا من حكام الأمة الاقزام والمنحطين أن يحشدوا جيوشهم ويقرعوا طبول الحرب، بل كان أقل فعل يمكن أن يتخذوه هو سحب سفرائهم وطرد سفراء العدو وامريكا من بلدانهم العربية التي هي بلدان الشعوب وليست اقطاعيات لهؤلاء _ الحكام المنحطين _فيما كان بعض الحالمين في الأمة يتمنون كسر الحصار وإدخال الأغذية والأدوية لسكان غزة، طبعا كانت هذا التمنيات قبل أن يتضح أن هؤلاء الحكام شركاء للعدو في جرائمه ومشاركين له في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن..!
وحسب تصريحات العدو وقادته وهم أكثر _صدقا _في التعبير عن علاقتهم مع العرب، هذا العدو الذي يؤكد لنا منذ بداية الأزمة انه متفاهم في كل جرائمه مع عدة دول في المنطقة ويقصد بهذه الدول طبعا الدول العربية فالمنطقة هي أرض العرب حيث حكامها ليسوا أكثر من (بيادات) في أقدام الصهاينة.. حكام مهما استعرضوا على قنواتهم قدراتهم ومنجزاتهم فهم مجرد ( كلافين) في _ اسطبلات نتنياهو _الذي خرج من اول وهلة قائلا لهم (اصمتوا) ولم نكن نتوقع أن كلامه موجه ( لعشاق تسيبني ليفي) هذا بالنسبة لأشباه الرجال منهم وهناك آخرين يعشقون ( حزب ألوان الطيف) وهم الغالبية من حكام هذا الزمن الأغبر..؟!
أن ( المنحطين) مهما تراكمت ثرواتهم ولمعت منجزاتهم وظهرت قدراتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة فإنهم في النهاية لا يصنعون تاريخ بل ينسجون خيوط (العار) التي يتدثروا بها، وحين يذهب أتباعهم من (خنازير اعلامهم) حد التهكم على ( ماجدات وحرائر فلسطين) التي حذاء احداهن أشرف وأطهر من وجوه حكامه وشيوخه وكل المتصهينيين أمثاله فإن هذا السلوك يعني أن نهاية هؤلاء قد تتماهي مع نهاية (قارون)..؟
وأن كل ثرواتهم وإنجازاتهم لا تساوي حذا مقاوم في المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية، الذي هم الأمة وهم حراس الأقصى وهم حماة (الحرمين الشريفين) وخدامه وليس خدام الصهاينة والامريكان، الذين يحملون (رجاسة) يستحيل تطهيرهم منها حتى لو استهلكنا مياه المحيطات.. إنهم عار الأمة والزمن والتاريخ والبشرية. |