ريمان برس -

يقول الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون..
ويقول سبحانه.. فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. صدق الله العظيم..
التأمل في كلام الله هو موجه (للمؤمنين) المؤمن وحده يجب أن يكون قوله متسقا مع عمله، وان لا يقول شيء ويعمل عكسه..
والمؤمن وحده أن سهى أو نسي وجاء من يذكره بتعاليم الله سرعان ما يتراجع عن أخطائه ويستغفر ربه..
المؤسف إننا في زمن نفتقد فيه  للمؤمنين الذين يخاطبهم الله بكلامه وإليهم يوجه آياته..
أعرف أن الملحد والكافر لا يعنيهم كلام الله ولا هو موجه إليهم، لكن فينا حكاما وأنظمة ونخب يصعب تصنيفهم وتحت أي مسمى يمكن وضعهم فإذا وصفناهم ب (الحمير) ظلمنا الحمير الذي خلقه الله ولم يخلق نفسه وسخره الله ليكون في خدمة عباده وطوعه لخدمتهم.. واذا وصفناهم ب (الخنازير) وان كانت محرمة على المسلمين فأنها تعد مصدر غذاء لملايين من البشر يتغذون بلحومها..؟
أن مصيبة أمتنا مصيبة مركبة، لا ندري ان كانت ابتلاء من الله سبحانه وتعالي وغضب منه، أو أن الأمر متصل بحكمة يعلمها سبحانه، أو أنها إرادة ربنا الذي يريد أن يثبت لرسوله المصطفى الذي هو أكثر الأنبياء والرسل رحمة بامته وهو من ردد امتى.. امتى وعاش وارتقي الي جوار ربه وهو يفكر بامته ويتمنى لها الخير والعزة والكرامة وهو من تمني لها أن لا تنقرض بالغرق كما حدث لقوم نوح وان لا تهلك عن طريق أمة أخرى تعمل على ابادتها، واعطي الله لرسوله طلبه الا ان طلب من الله ان لا يجعل باسها بينها فقال سبحانه يخاطب نبيه الخاتم إلا هذه يا محمد..
فعلا نقف أمام مرحلة يصعب فيها تصنيف قادة وحكام الأمة الحاليين حتى وان وصفناهم بالخيانة والعمالة فإن الخونة والعملاء يضعون لهم مساحة للمناورة والظهور أمام شعوبهم كأصحاب قرار نموذج _الصهاينة _الذين هم مجرد جنود حراسة لدى أمريكا وعواصم الاستعمار الغربي، وقد وجدوا ليكونوا بمثابة قاعدة حراسة متقدمة لحماية المصالح الاستعمارية، لكنهم لا يظهرون تبعيتهم بل يظهرون أنفسهم ككيان مستقل صاحب قرار وسيادة ويتمردوا على أوليا نعمتهم الذين لولاهم لما بقي هذا الكيان يوما في أرض فلسطين وقد شاهدنا هذه الحقيقة تتجسد خلال معركة طوفان الأقصى التي لولاء مهرولة أمريكا وبريطانيا والغرب لإنقاذ هذا الكيان لكانت كتائب المقاومة قد سيطرت على ( تل آبيب) خلال شهر أو شهرين ولكان سكان الكيان قد رحلوا أو قفزوا للبحر طواعية خوفا من مواجهة المقاومة..؟!
الحكام العرب ونخبهم وبطانتهم يصعب فعلا توصيفهم الا انهم ممن وصفهم الله ب الصم والبكم والخرس الذين لا يفقهون..؟!
ربما تكون نبؤة الصهيونية  _ جولدا امائبر _قد تحققت حين قالت سيأتي زمن نصبح فيه نحن حكام العرب..؟!
هذا يمكن أن يكون التوصيف الوحيد لما نحن فيه اليوم.
طه العامري