ريمان برس -
اتابع المتحدثين عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر وهم يتحدثون وبحماس عن الثورة وعن سبتمبر وأكتوبر الذي تحتفي بهما وسائلهم الإعلامية ومنها تلقى الخطابات المناسباتية ونرى من خلالها المسؤلين على (الضفتين) _المهدمة_ والمخربة _وهم يتفنون في وصف الحدث لدرجة ان من لا يعرفهم سيصدقهم ويصدق انهم فعلا ثوار وأنهم لم يتأمروا على الثورة والثوار..؟!
نعم الذين يتحدثون اليوم من المسؤلين والقادة اليمنيين في الغالب عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر إما من المتأمرين علي الثورة والثوار أو محسوبين على تيار المتأمرين..!
الذين شاركوا في تجاهل وتهميش الثوار بل والانتقام منهم ومن اسرهم، وان كان ثوار سبتمبر قد رحل غالبيتهم الي جوار ربهم مقهورين وبحسرتهم، فأن هنا اليوم المئات من أبطال ثورة أكتوبر مهمشين ومتجاهلين ومنزويين في منازلهم يعانون من مرارة الحياة وقساوة الجحود..؟
أين راشد محمد ثابت _مثلا _ واين _محمد سعيد عبد الله _محسن _واين عبد الله عبد الأله _واين على الضالعي، واين؟ واين؟ واين؟ المئات من رموز ومناضلي ثورة أكتوبر لايزالون عائيشين في أوساطنا، فماذا قدم هذا الوطن ومسؤوليه الذين يتشدقون اليوم بالثورة ويعدون البرامج ويتنافسون فيما بينهم بالحديث عن أكتوبر، لدرجة انهم اتخذوا من الحديث عن هذه الأحداث الوطنية في خطابهم الاعلامي والسياسي وبياناتهم وكأنها جزء من المعركة التي يخوضوها فيما بينهم ميدانيا وعلى الجبهات وهي كذلك جعلوها في المنابر الإعلامية، في مزايدة كاذبة ومتاجرة رخيصة ومفضوحة فيما هم لم يكلفوا أنفسهم وان من باب الخجل بتذكر أولئك الرموز من الابطال الذين صنعوا هذه الأحداث ولايزالوا عائيشين في أوساطنا مهمشين لم يكلف اي مسؤل نفسه مجرد الاتصال بهم وان هاتفيا للأطمئنان عليهم وان من باب النفاق والمجاملة كما ينافقوا بأحاديثهم عن الأحداث عبر منابرهم الإعلامية التي يحاولوا تخدير الشعب بها بزعم انهم ثوار وامتداد لصناع الثورة والجمهورية والاستقلال وأنهم حريصين عليهم ..؟!
أن العديد من مناضلي ثورة سبتمبر وأكتوبر نالوا جزاء (سنمار) على يد هؤلاء المزايدين والمتشدقين باسم التحولات أو على يد مرجعياتهم..؟!
اليوم نرى الحماس المنقطع النظير لي السلال، والارياني، وقحطان، وسالمين، وفتاح، والحمدي، وعنتر، و.. و.. و.. وكل هؤلاء الرموز رحلوا بقهرهم، وكأن جزائهم يتجاوز جزاء (سنمار).. بل وبفخر أراهم يتحدثون عن أكتوبر والاستقلال، وغالبية المتحدثين تلقوا معلوماتهم عن أكتوبر من الكتب والصحف والمجلات، فيما هناك من أبطال أكتوبر من لايزل عائيش في أوساطنا ولم نكلف أنفسنا لا زيارتهم أو التواصل معهم_ واقصد بالزيارة والتواصل من قبل أولئك الذين يتسيدون مراكز صناعة القرار، _الذين وبدلا من أن يلقوا على مسامعنا المحاضرات البلاغية عن الأحداث ليذهبوا ويتحسسوا أوضاع صناع تلك الأحداث ومن شارك فيها وضحى في سبيل إنجازها والانتصار لها، حتى نصدقهم ونثق انهم فعلا ينظرون بفخر لتلك الأحداث وصناعها، لكن المؤسف أن هؤلاء ثوار وسبتمبريون وأكتوبريون وجمهوريون ووحديون حين تكون البلاد تحت سيطرتهم وهم عكس كل هذا أن كانوا خارج السلطة..؟!
ومع ذلك لن نعترض عليهم فقط ليشعرونا انهم فعلا أوفيا لهذه الأحداث وأهدافها وصناعها..
أن المئات بل آلاف من أبطال سبتمبر وأكتوبر إما رحلوا بحسراتهم أو عائيشين بقهرهم وتنكر صناع القرار لهم ولنضالهم ومواقفهم.
كان يمكن أن استدل على مثل هذه السلوكيات بقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون) لكني تذكرت ان هذه الآية نزلت (للمؤمنين) وبالتالي لا تنطبق مع هؤلاء الذين لو كانوا مؤمنين لما كان هذا حالنا والوطن..لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لم يؤمن بهذه الأحداث وأهدافها، إلا بقدر مصلحته منها، من أين له أن يؤمن أو يعترف بدور صناعها المطلوب رحيل من تبقى منهم لان بقائهم أحياء يشكل لهم حالة حرج وحتى تذهب مزايدتهم بعيدا في تبني سرديات الكذب والخداع.
طه العامري.. |