الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
ثمة خطاب مغالٍ في تبني ثقافة _التصنيم _  حافل ببروجندا دعائية يتبناه الإعلام الرسمي في مصر الكنانة لم يسبق له مثيل.. حتى يوحي للمراقب أن لهذا الخطاب أبعاد وأهداف أبرزها تغطية عيوب

الأربعاء, 16-أكتوبر-2024
ريمان برس -

ثمة خطاب مغالٍ في تبني ثقافة _التصنيم _  حافل ببروجندا دعائية يتبناه الإعلام الرسمي في مصر الكنانة لم يسبق له مثيل.. حتى يوحي للمراقب أن لهذا الخطاب أبعاد وأهداف أبرزها تغطية عيوب النظام وحرف الانظار عن فداحة الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها النظام وبالتالي يحاول التغطية على هذه الأخطاء بخطاب (كي الوعي) وبروبجندا دعائية ستجعل أولئك الذين يتندرون على إعلام (أحمد سعيد) يترحمون عليه..
في مصر نظام فاشل سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا وثقافيا وإعلاميا وحضاريا واستراتيجيا، نظام وان كان ينتمي لنظام (كمب ديفيد) إلا إنه تجاوز نواميس كمب ديفيد فيما يتعلق بدوره وواجباته ومكانته على الخارطة الجيوسياسية، فأوغل في تجاهل ثوابت لايمكنه بدونها أن يحقق ممكنات الاستقرار وعلى مختلف الجوانب الحياتية والاجتماعية، الأمر الذي يوحي بأن مصر اليوم تعيش في كنف نظام فاشل بكل المقائيس، نظام لم يتخلى فقط عن دوره في حماية امنه القومي وواجباته الأخلاقية والإنسانية تجاه قضايا أمته، بل تخلي عن مهمته الوطنية في ترسيخ قيم السكينة والاستقرار الاجتماعي والحفاظ على سيادة مصر وقرارها الحر المستقل..!
في مصر هناك مؤسسات دولة لاشك في ذلك، لكن الخوف من أن تنال حالة الاستلاب السياسي التي تعيشها مصر من دور وتأثير هذه المؤسسات ليجد الشعب العربي في مصر نفسه أمام ليس ( نظام فاشل) بل ( دولة فاشلة) على ضوء ما يعتمل في مصر من حراك هلامي يذكرنا بدرامية فيلم للفنان عادل امام اعتقد يحمل عنوان (واحده.. بواحده) ويتحدث عن منتج تجاري تم الإعلان عنه بطريق الخطاء قبل اختراعه وأطلق عليه اسم (الفنكوش).. دون أن يعلم احد ما هو هذا (الفنكوش)، وهل هو شراب، ام طعام، أم ملابس أم ماذا، حتى لجاء بطل الفنكوش الي احد العلماء ليخترع له الفنكوش الذي لا يعلم عنه شيئا وكذلك العالم المخترع الذي توصل بالنهاية لاختراع كيميائي تحت هذا المسمي هو عبارة عن  _ كرات ملونة مسكره _ الحبة الواحدة منها تعادل (اربع قوارير خمره)..؟!
حال مصر اليوم كحال (الفنكوش) قبل اختراعه، حراك تراجيدي هلامي ليس له قواعد ولا أسس، وليس له مسار واضح أو مرسي يرسي عليه، وهذا لا ينحصر في مجال بذاته بل يشمل كل المجالات الحياتية والحيوية والاستراتيجية لمصر التي تستحق حياة أكثر واقعية وتنظيمية وعلمية تقوم على ترسيخ قيم السيادة وحرية القرار وتعزيز دور مصر ومكانتها الإقليمية والدولية..
لقد تدهورت عملة مصر بطريقة غير مسبوقة خلال العقد الاخير وأصبح الدولار = 50 جنيها مصريا وهذا الانهيار للعملة تسبب به الانفتاح غير المحسوب للاستثمار الأجنبي من ناحية وأيضا تخلي الدولة عن قطاعات واسعة من قطاعاتها الاقتصادية لصالح القطاع الخاص والاستثمار الخارجي، إيغال النظام في إعادة هيكلة مشاريع البنية التحتية الخدماتية منها والاجتماعية دون مراعاة الحاجة للتوازن بين الممكن المتاح والمطلوب، فكان التعويض عن طريق الاستدانة من المؤسسات الدولية والمصارف المحلية والخارجية، الأمر الذي أدى إلى تضارب القدرة الاقتصادية بين الدخل القومي والإنفاق ومحاولة النظام تغطية العجوزات المالية عن طريق الاستدانة وعن طريق إشراك الاستثمار الخارجي الذي قطعا يتلقى لقاء موافقته الاستثمار في مصر على تسهيلات وامتيازات لا تتسق مع العائد المرجو منها الذي قد تستفيد منه مصر، ناهيكم أن اغلب المشاريع الاستثمارية قائمة في قطاع المشاريع الاستهلاكية التي مهما تضخمت وتوسعت فأنها لا تعود بالنفع لمصر على المدى الاستراتيجي..
أن مقياس التقدم الاقتصادي لأي بلد يقاس من خلال سعر عملة البلد مقابل العملات الأجنبية وحين يهبط الجنية المصري من 9.5 جنية لكل دولار أمريكي ليصل خلال عقد تقريبا الي 50 جنيه مقابل كل دولار فإن هذا يؤشر الي هشاشة اقتصادية وغياب الرؤية الاقتصادية السليمة.
لكل هذا تبدو البروبجندة الإعلامية والمغالة في تسويق خطاب اعلامي هو ابعد بكثير عن الواقع وما يعتمل فيه من تداعيات، أضف لكل هذا أن مصر أصبحت كما يبدو أسيرة القرار والسيادة والمكانة والدور لنظامي أسرتي (آل سعود، وآل نهيان) وثالثهما البنك الدولي، دون أن نغفل ما بينهم من مؤسسات ومصارف دولية، وأصبح كل هؤلاء يتحكمون بقرار مصر السيادي والاستراتيجي.
في مرحلة افتقدت فيها مصر دورها الإقليمي والدولي ومكانتها، كما تخلت عن امنها القومي، وعن مقومات دبلوماسيتها الناعمة.. فهي العاجزة اخلاقيا في فلسطين، والفاشلة في ليبيا، والمتغاضية إجباريا عما يجري في السودان والقارة الأفريقية، ناهيكم عن دورها العربي بعد أن أصبحت مجرد تابع لكل من (الرياض وأبوظبي)..؟!
وكل ما تمارسه مصر اليوم وتقوم به وتسوقه وسائلها الإعلامية يدل دلالة قطعية بأن هذه ليست مصر وهذا ليس دورها..؟ فالي أين تتجه مصر؟ وماذا ينتظرها على المدى القريب..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)