ريمان برس - خاص -
المعلومات المتواترة عن حجم المؤامرة التي تعرض لها حزب الله وأمينه العام _تحديدا _الشهيد حسن نصر الله شيء لا يصدق، والأنكي من هذا هو حجم الانحطاط الذي بلغه النظام العربي الرسمي وبعض النخب العربية الدائرة في فلك هذا النظام الذي يمثل وجوده وصمة عار في تاريخ الأمة.
ندرك أن قرار المقاومة في فلسطين بتفجير معركة (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر 2023م فعل آثار حفيظة بل غضب أنظمة عربية تطلق على نفسها _أنظمة الاعتدال العربي _تادبا _فيما في الواقع هي _أنظمة الارتهان والعمالة والخيانة _هذه الأنظمة منحت الصهاينة وبالاتفاق مع عواصم الاستعمار الأمريكي _الغربي، شرعية شن حرب الإبادة ضد الشعب العربي في فلسطين بذريعة القضاء على (المقاومة) وتحديدا حركة _حماس _ كان السيد حسن نصر الله _رحمة الله تغشاه _ يدرك الأبعاد الحقيقية للعدوان الصهيوني وكانت لديه ولدي قيادة الحزب حيثيات متكاملة عن مخطط صهيوني _أمريكي _رجعي عربي، لضرب المقاومة وتمرير مخطط تصفية القضية الفلسطينية فساهم وبفعالية بدفع المقاومة لتقوم بضربتها الاستباقية في أكتوبر من العام الماضي، وهو الفعل الذي اذهل واربك الامريكان والغرب وبعض العواصم العربية المتواطئة قبل العدو الصهيوني، ومع تفجر المعركة، أعلن حزب الله ومن خلال امينه العام الشهيد حسن نصر الله الالتحام في معركة الإسناد لينخرط الي جانبه أنصار الله في اليمن والمقاومة العراقية ليشكلوا معا وحدة ساحات تمتد من صنعاء مرورا بفلسطين وبيروت ودمشق وبغداد وصولا إلى طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية،ليشكلوا معا ساحة مواجهة موحدة ضد المشروع الاستعماري الأمريكي _الصهيوني _الرجعي العربي، في معركة لم يكن فيها العدو الصهيوني أكثر من رأس حربة وطليعة متقدمة يقف خلفه الغرب الاستعماري بأكمله الي جانب أمريكا الشريك الأكثر فعالية في العدوان وحرب الإبادة..!
قرار حزب الله اربك العدو وحلفائه، ومع ذلك أعلن العدو عن بنك أهدافه من العدوان المتمثلة في _القضاء على حماس _ استعادة الإسراء _ تجريد المقاومة من سلاحها _ إعادة تشكيل اليوم التالي في غزة وفي كل فلسطين _ أربعة أهداف وضعها الصهاينة ومن أجلها شنوا حرب إبادة صمت عنها الجميع عربا وعجما إلا _محور المقاومة _ معركة تخللها الكثير عن التهجير، وان ثمة مشروع صهيوني يهدف لتهجير سكان غزة الي سيناء المصرية وسكان الضفة الي الأردن، وتلك خديعة هدفت الي تبرير خيانة نظامي مصر والاردن وإظهار مشاركتهم في الحصار وصمتهم عن الجرائم وكأنها حرصا منهم على عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه..؟!
تولت المحاولات وتواصلت اخفاقات العدو ويمكن استنتاج أبعاد المعركة من تصريحات الشهيد حسن نصر الله الذي تحدث بكل وضوح على أهمية انتصار المقاومة وانتصار (حماس) بالتحديد..؟!
على مدى احدعشر شهرا من المواجهة اخفق العدو وحلفائه بكل جرائمهم وبشاعتهم ووحشية حربهم مو تحقيق أيا من بنك اهدافهم، بل زادت معاناة الصهاينة الذين فقدو هيبة الردع وفقدوا القدرة على الحسم وتحقيق انتصار يذكر رغم آلاف المجازر والاف الضحايا من المدنين ورغم تحدي الكيان لكل القرارات والقوانين الدولية ورغم الصمت الرسمي العربي الذي ظل ينتظر انتصار ( نتنياهو) على المقاومة لكن هذا الانتصار لم يحدث وبدأ الانتظار وكأنه سيطول فكان القرار هو في هروب العدو الي لبنان والهدف قطع حلقة التواصل الرابط بين محور المقاومة ووحدة الساحات ومحاولة العدو قطع طريق الوحدة من خلال استهداف حزب الله وقيادته وهو فعل سخرت له كل قدرات أجهزة الاستخبارات الدولية صهيونية وأمريكية وعربية وغربية وتم تجنيد آلاف الجواسيس وتحريك الخلايا النائمة لعملائهم في لبنان والمنطقة ومئات المليارات من الدولارات انفقت في هذه العملية القذرة وضغوطات ومساومات وشراء ذمم والهدف ضرب الحزب وشل قدراته ولكل طرف من أطراف التأمر كانت له دوافعه وأهدافه وان كان لبعضهم دوافع ذاتية متصلة برغبته في ان لا يكون لإيران دورا في شرف المشاركة وانتصار المقاومة، وكانت هزيمة المقاومة خيارهم حتى لا يعطي إنتصارها مكانة لإيران في المنطقة..؟!
أمريكا كانت اكثر المتضررين لان طوفان الأقصى قطعت الطريق أمام مخططها الذي كانت تعده للتصدي للنفوذ الصيني ومشروع طريق الحرير، إذ كانت واشنطن تستعد لتدشين طريق الهند _دبي _حيفا لتطويق النفوذ الصيني فيما كانت الإمارات تتطلع للشراكة الاستراتيجية مع الصهاينة في نهب ( غاز غزة) الذي يعد أكبر واضحك حقل للغاز في العالم يقع أمام شواطيء غزة على البحر المتوسط.. سعوديا كانت الرياض ترغب في تطويق إيران وقطع تواصلها مع صنعاء وهي رغبة أمريكية _صهيونية أيضا اي تطويق إيران وفرض طوق يعزلها عن قضايا المنطقة ومساومتها بين التخلي عن حلفائها ونفوذها في المنطقة والسماح لها باستكمال برنامجها النووي وتسويق منتجاتها النفطية أو الحصار والعزل واستهداف مشاريعها التنموية والحضارية والعلمية.
إيران رفضت وحزب الله تمسك بمواقفه وجبهات الإسناد اقلقت الصهاينة والامريكان وحلفائهم من الخونة العرب.. فكانت ( معركة الضاحية) بدءا من معركة البيجرات وأجهزة التواصل الي استهداف الأمين العام الذي شكل خطابه الاخير تحديا ليس للصهاينة بل لأمريكا ولحلفاء الصهاينة من العرب خاصة حين كرر عبارة ( أن الميدان هو الحكم بيننا) فادرك الأعداء أن شخصية الرجل أكبر وأعظم من أن تطوع أو يتم ابتزازها أو تقبل المساومة..؟!
معركة اغتيال نصر الله تجاوزت كلفتها كلفة إسقاط النظام في سوريا التي دفعتها أنظمة الخليج، والتي بموجبها رفع الصهاينة سقف اهدافهم من تدمير حماس واستعادة الأسراء، الي تغير الشرق الأوسط وتجريد حزب الله من سلاحه وانتخاب رئيسا لي لبنان..؟!
كان نباء اغتيال امين عام حزب الله كفيلا بهرولة أنظمة المنطقة والعالم داعين الي طي مرحلة حزب الله وتطبيق القرار 1701 غير أن الرد جاء بعكس كل الأمنيات وكان الوعد الصادق القادم من إيران رسالة لتبدأ دبلوماسية الكواليس رحلاتها المكوكية بين عواصم المنطقة والعالم فيما (الهواتف الحمراء) اخذة في الرنين، فيما التوحش الصهيوني الذي شاهدناه في غزة طيلة عام نشاهده في ضاحية بيروت منذ اسبوعين لتأتي احتفالية الذكرى عربية مقاومة بأمتياز رغم حملات التظليل التي رافقت اغتيال الأمين العام للحزب.
يتبع
7 أكتوبر 2024م |