ريمان برس - خاص -
علي مدى أكثر من ثلاثة أشهر والعدو الصهيوني يرتكب الجرائم والمجازر بحق أبنا الشعب العربي في فلسطين المحتلة، جرائم لم تقف في نطاق جغرافية قطاع غزة بل طالت كل الجغرافية الفلسطينية المحتلة من النهر الي البحر، إذ لم تسلم الضفة الغربية من جرائم العدو والمستوطنيين الذين أتخذوا من العدوان علي قطاع غزة فرصة لتوسيع حركة الأستيطان ومصادرة الأراضي الزراعية في مدن الضفة الغربية الي جانب الأقتحامات اليومية التي لم تتوقف في مدن وقري الضفة الغربية طالت كل جغرافية الضفة بما فيها الأراضي المفترض انها تحت سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية.
اقتحامات تزامنت مع تجريف أراضي زراعية وأقتلاع أشجار الزيتون المثمرة وحرمان المزارعين العرب من قطف ثمارهم لهذا الموسم، إضافة الي هدم منازل وتدمير بنية تحتية وأغتيالات وأعتقالات تعسفية، وفيما وصل عدد شهدا غزة الي قرابة 30 ألف والجرحي والمصابين تجاوزوا ال70 ألفا وهناك ألآف المفقودين الذين تشير كل الدلائل الي وجودهم تحت أنقاض الأحياء السكنية التي تدمرت بالقطاع، فيما هناك 1.9 مليون وتسعمائة ألف فلسطيني مشردين داخل القطاع بلا ماوي بعد أن تم تدمير مساكنهم..!!
يحدث هذا أمام المجتمع الدولي والنظام الدولي والقانون الدولي والمنظمات الدولية التي غضت وتغض الطرف عن جرائم العدو الصهيوني نزولا عند إرادة واشنطن، ولدت، وباريس، وبرلين،وهي العواصم التي داست علي القانون الدولي، وسخرت من النظام الدولي، وتحاهلت كل القيم والاخلاقيات الدولية والإنسانية ومنحت الكيان الصهيوني ما أسمته ( حق الدفاع عن النفس) فيما هذا الحق يفترض وفق الشرائع والقوانين الدولية أن يكون من حق الشعب العربي الفلسطيني وليس من حق الكيان الاستيطاني الذي يحتل فلسطين بدون وجه حق، لكن في زمن هيمنة القوة والغطرسة تسود قيم ( الأركسة) وتطغي مفردات النفاق الدولي في الخطاب السياسي الذي تبنته أمريكا مع الحقوق العربية منذ وقعت المنطقة تحت هيمنة واشنطن بعد تسويق المقبور ( السادات لنظرية أن 99٪ من حل قضايا المنطقة بيد أمريكا) ؟!
112 صحفيا تم استشهادهم علي يد قوات الاحتلال وهذا العدد من الصحفيين لم يسقطوا خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يسقطوا خلال حرب فيتنام الأمريكية، لكنهم سقطوا خلال ثلاثة أشهر في العدوان الصهيوني علي قطاع غزة ناهيكم عن المعتقلين من أبناء فلسطين في الضفة الغربية الذين يقربون من خمسة ألف معتقل منذ أكتوبر من العام الماضي أي منذ بدء العدوان الصهيوني علي القطاع فيهم 56 صحفيا فلسطينيا الي جانب أكثر من 350 شهيد سقطوا في الضفة الغربية، طبعا لن نقف أمام رد فعل النظام العربي الرسمي الذي يمكن وصفه بأنه ( ميت سريريا) وفاقد الأهلية والشرعية والأحساس، ولم يعد هناك ما يمكن أن يحاجج به المر هذا النظام لأن ( ما لجرح لميت إيلامِ) ..؟!
العدو مهزوم في 7 أكتوبر والهزيمة تلاحقه بصورة متتالية منذ بدء عدوانه علي قطاع غرة قبل ثلاثة أشهر، وهو الجيش الذي لا يقهر ولكنه قهر وهزم وأنذل وأهتان وأهين علي يد أبطال المقاومة العربية الفلسطينية، ولم يسجل هذا العدو أنتصارا عسكريا يذكر طيلة أيام وأشهر عدوانه الهمجي غير أرتكاب المجازر التي يندي لها جبين الإنسانية هذا أن كان هناك بقايا لمشاعر إنسانية، مجازر يرتكبها العدو بحق الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، في تدليل علي أنحطاط العدو وهمجيته وتجرده من كل القيم والاخلاقيات، ومن لعدو محتل أن يكون له قيم أو اخلاق؟!
لكن هل الصهاينة هم أبطال هذه الجرائم والمجازر؟ طبعا لا، لأن هذا الكيان لو كان فعلا بطل أو صاحب قوة وقدرة لما تلقي الهزيمة الساحقة صباح 7 أكتوبر الماضي، لو كان هذا العدو الذي أرتكب أبشع وأكثر الجرائم الهمجية والوحشية بحق أبناء قطاع غزة والتي تندرج في قائمة جرائم الحرب وحرب الإبادة والتطهير العرقي هو صاحب القوة المفرطة والوحشية التي أضهرها في قطاع غزة من خلال القتل والدمار الذي طال مختلف المجالات الحياتية بما فيها المقابر التي عمل هذا الحيش علي نبشها وإخراج من فيها من الأموات، وتدمير المساجد والكنائيس والمدارس والمستشفيات واستباحات كل المحرمات، كل هذه الجرائم لم يرتكبها الكيان الصهيوني، الذي لو كان بهذه القوة والوحشية لما أنهزم في معركة طوفان الأقصي صباح 7 أكتوبر الماضي، لكن من أرتكب هذه المجازر وبهذه الوحشية هي الإدارة الأمريكية التي أدارة هذا العدوان ولا تزل، ومعها بريطانيا وبقية دول الترويكا الأوروبية، التي هرولت الي جانب واشنطن في أكتوبر الماضي لانتزاع العدو من مستنقع الهزيمة والانهيار، إذ لولا تدخل أمريكا والغرب لما قدر لهذا العدو أن يرتكب كل هذه الجرائم التي تدين النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي وكل القوانين والتشريعات الدولية التي داست عليها أمريكا والدول الغربية في فلسطين وقطاع غزة تحديدا، وبالتالي ليس من حق أمريكا والغرب الحديث بأسم القانون الدولي والنظام الدولي والشريعة الدولية بعد أن أكدت أمريكا والغرب أن لا وجود لهذه المسميات وإلا لكان عليهم أحترامها والعمل بموجبها، وحين تتحدث أمريكا عن القانون الدولي في البحر الأحمر وباب المندب، عليها أن تطبق هذا القانون أولا في فلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض لأبشع حرب إبادة وتطهير عرقي وحصار وتجويع وقتل ممنهج وتدمير لكل مقومات الحياة بمعزل عن تصريحات المسؤلين الأمريكين التي ليست الا للاستهلاك فهم يتحدثون منذ بدء العدوان علي غزة بتجنب المدنيين وبادخال المساعدات وأنهم يطالبوا من العدو تخفيف الأثار علي المدنيين ومع كل تصريح أمريكي وغربي عن تجنب المدنيين وحماية الصحفيين يوغل العدو الصهيوني ويعمل بعكس هذه التصريحات فيرتكب المزيد من حرب الإبادة وقتل المزيد من المدنيين والصحفيين ويواصل حصاره لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وهذه السلوك يضعنا أمام عجز أمريكي وأن هذا الكيان أكبر من أمريكا والغرب؟!
أو أن أمريكا والغرب يضحكون حتي السخرية من العرب والمسلمين، ومع ذلك وأيا كانت الإجابة فأن المقاومة تدرك أهدافها واليمن تدرك دورها وواجبها القومي والإسلامي والاخلاقي والإنساني وقد أتخذت اليمن قرارا لم يكن أحدا يتوقعه ويحسب لليمن إنها قدمت وفي اللحظة المناسبة من العدوان دعما وإسنادا أربك العدو وأمريكا والغرب والكيان الذي راح يسوق لتدويل رد الفعل تجاه الموقف اليمني ورغم تبني أمريكا للموقف الصهيوني إلا إنها واقعة في أزمة دفعتها لإرسال وزير خارجيتها ( الصهيوني بلينكن) الذي يقوم برحلة مكوكية لدول المنطقة يستجدي قادتها بالتدخل لدي صنعاء لوقف أجراءاتها، في تعبير واضح عن عجز أمريكي وهزيمة صهيونية واخفاق غربي وفشل بالمطلق لكل مواقفهم وعدوانهم علي قطاع غزة، فيما الأهداف المتوقعة تتمثل بهزيمة للعدوان وأزمات ترتد للداخل الصهيوني والأمريكي والغربي، وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.
8 ينائر 2024م |